لكل السوريين

أرقامٌ مخيفة من الضحايا.. ارتفاع في عدد الجرائم المرتكبة، واتهامات تطال أصحاب سوابق

أضحت حوادث القتل والخطف كابوس يطارد أهالي محافظة السويداء حيث لا يمضي يوم دون وقوع جريمة قتل وسط صمت مريب من كافة الفعاليات السياسية والأمنية والهيئات الدينية، مما يبعث على القلق الشديد وعدم الأمان، ويطرح عشرات الأسئلة في المحافظة الآمنة شكلاً، والمدمرة نفسيا.

وهذه الجرائم التي وقعت، كانت في غالبيتها مادية، نتيجة للوضع الاقتصادي المتردي الذي تعيشه المحافظة منذ حوالي ثلاثة أعوام، وعن الوضع المعيشي للمواطنين، فضلا عن انتشار المخدرات وسهولة وصولها لمختلف شرائح المجتمع.

وفي عام 2018 سجل مقتل 921 شخص في محافظة السويداء، جراء أعمال عنف متفرقة شهدتها المحافظة، تركزت غالبيتها في الريف الشرقي وبادية السويداء والريف الغربي.

في حديث لمراسلة صحيفتنا مع الناشط ريان معروف، المشرف على تقارير العنف والانتهاكات، أكد أن “معدل الجرائم بالسويداء ارتفع خلال السنوات القليلة الماضية نتيجة للعوامل الثلاثة انتشار السلاح وتردي الوضع الاقتصادي وسياسة النظام في إدارة الملف الأمني بالسويداء، إضافة إلى جملة من العوامل كانت مجتمعة من أسباب تزايد نسبة الجرائم”.

وفي عام 2019 تم رصد مقتل 116 شخصا في محافظة السويداء، وإصابة 80 آخرين إثر حوادث عنف في ظروف مختلفة، حيث سجلت السويداء 24 مقتل 84 مدني، وهي الحصيلة الأعلى من بين القتلى، إضافة إلى مقتل 14 عنصراً من الجيش السوري والأجهزة الأمنية، كما وثقت مقتل 9 عناصر من الفصائل المحلية، فضلاً عن مصرع 9 عناصر من تنظيم داعش الإرهابي.

وتصدرت الجرائم الجنائية حصيلة العنف، حيث وثق مقتل 26 مدني في حوادث جنائية عُرف الفاعل فيها، فيما لقي 25 مدني مصرعهم في ظروف غامضة على يد مسلحين مجهولين، بحوادث تراوحت بين محاولات الخطف والسلب، وتفجير واحد.

كما ووثقت السويداء 24 مسؤولية أجهزة الأمن السورية عن مقتل 6 مدنيين، العام الماضي، اثنين منهما قتلا على نقطتي تفتيش في حادثتين منفصلتين، فيما أبلغت أجهزة المخابرات ذوي 4 معتقلين من أبناء السويداء، بمقتلهم تحت التعذيب خلال اعتقالهم في ظروف تعسفية.

بينما سجل انتحار 13 مدني، بينهم سيدتين وفتاة واحدة، إضافة إلى 10 ذكور تتراوح أعمارهم بين 16 و45 عام، وقد انتحروا بواسطة أسلحة نارية، كما لقي 6 مدنيين مصرعهم في ظروف مختلفة إثر أخطاء استخدام السلاح. كذلك وثقت الشبكة مقتل سيدتين العام الماضي في السويداء، بدعوى جرائم الشرف.

هذا ولقي 3 مواطنين العام الماضي مصرعهم، إثر مخلفات الحرب، من خلال انفجار ألغام وعبوات ناسفة في الريفين الغربي والشمالي للسويداء. كما عثر على جثامين 3 مواطنين من أبناء المحافظة في 2019، كانوا مختطفين لدى تنظيم جبهة النصرة الإرهابي منذ عام 2014.

أما على صعيد قتلى أطراف الصراع، وثق مقتل 9 عناصر من تنظيم داعش الإرهابي في الشهور الثلاثة الأولى من عام 2019، خلال مواجهات مع الجيش السوري في بادية السويداء، فيما قُتل 14 عنصر من الجيش السوري والأجهزة الأمنية، غالبيتهم لقوا حتفهم إثر انفجار عبوات ناسفة في البادية، واثنين قتلا خلال اشتباكات داخل المحافظة.

ومن الفصائل المحلية سجل مقتل 9 عناصر، بظروف مختلفة تراوحت بين عمليات اغتيال نفذها مجهولون، وتصفيات داخلية، واشتباكات بين بعض الفصائل. فيما كان عدد المصابين الإجمالي من جميع الأطراف خلال العام الماضي 80 مصاباً في حوادث العنف.

هذا العام لم يكن افضل حالا حيث تم توثيق مقتل 14 شخصاً في حوادث عنف الشهر الفائت كان بينهم 3 إناث اثنتان قتلتا تحت جريمة حب حيث قام من تقدم لخطبتهم بعد رفضهم بتفجيرهم الحادثة الأولى بقنبلة والثانية حزام ناسف، أما الثالثة فقد قتلها شقيقها ضمن ظروف غامضة، فضلاً عن إصابة 5 أشخاص، وجميع القتلى الأربعة عشر كانوا من المدنيين قتلوا بظروف مشابهة للظروف السابقة التي تم ذكرها، وكانت آخر جريمة قتل منذ أسبوع من الشهر الحالي حيث أقدم شاب على قتل أولاد عمه الاثنين إثر نزاع على قطعة أرض.

ما تعيشه محافظة السويداء من الفلتان الأمني وانتشار العصابات، جعلها في الآونة الأخيرة ساحة لجرائم القتل والخطف والسرقة بشكل شبه يومي، وسط عجز أمني عن معرفة الأشخاص أو الجهات التي تقف وراء هذه الأفعال، ويتساءل الأهالي ما هو سبب عجز القضاء عن محاسبة المجرمين خصوصا أن معظمهم معروف للأهالي، أو هو تواطؤ أمني حيث أن المجرمين أصحاب سوابق، سبق وأن أطلق سراحهم واستخدمتهم أذرع الأمن مما يصعب من تحقيق العدالة والأمن لطمأنة الأهالي.

تقرير/ رشا جميل