لكل السوريين

مخاوف لدى أهالي حمص من تأخير تسليم مازوت التدفئة

حمص/ بسام الحمد

لم تحدد الحكومة السورية حتى الآن موعدا لتوزيع مازوت التدفئة على المواطنين، الأمر الذي يثير قلق الأهالي بحمص حول كيفية تأمين مستلزماتهم من التدفئة الشتوية، وخاصة سكان المناطق الريفية والقريبة من الجبال، حيث تميل درجات الحرارة إلى الانخفاض في وقت أبكر من المناطق الأخرى.

الأرقام التي توردها شركة “محروقات” تشير إلى أن نسبة توزيع المادة وصلت في الموسم الماضي إلى تسعين بالمئة حين تم الإعلان عن توقف عمليات التوزيع قبل شهرين وعندما كانت أشعة الشمس تحرق ذيل العصفور، أما الآن وقد أصبحت سوريا على أبواب الخريف فيما يستعد سكان الجبال لاستقبال موسم البرد وانخفاض درجات الحرارة، وبالتالي يجب أن تبدأ شركة “محروقات” بتوزيع المادة وفق برنامج محدد يأخذ بعين الاعتبار تحذيرات خبراء الأرصاد الجوية من شتاء بارد جدا قياسا بالسنوات السابقة.

كل المعطيات والمؤشرات حتى الآن تشير إلى أن الحكومة يبدو أنها سترفع من أسعار المشتقات النفطية مرات عدة قبل قدوم فصل الشتاء، وذلك لتدهور قيمة الليرة السورية يوما بعد الآخر.

وستكون سوريا خلال الليالي القادمة أمام خطوات وقرارات حكومية جديدة فيما يخص الدعم، على صعيد رفعه عن المحروقات وتحرير أسعاره، إلى جانب سلسلة من القرارات التدريجية التي ستصدر تباعا، بالتزامن مع زيادة للرواتب من خلال الوفرة المحققة من رفع الدعم.

هناك أنباء حول رفع الدعم عن المواد الغذائية، وبالتالي رفع الدعم عن المشتقات النفطية من البنزين والمازوت والغاز، وحتى الخبز، أمرٌ ممكن، وسط عجزٍ كبير في ميزانية الدولة وفق العديد من الخبراء، ونتيجة لذلك ستُفتتح بازارات جديدة للمازوت، وهو ما سيترك آثارا سلبية على الواقع المعيشي في سوريا، وقد يولّد ذلك موجة احتجاجات شعبية أخرى.

يقول أهالي بحمص أن أكثر من 25 بالمئة من الأهالي، لم يحصلوا خلال العام الماضي على مستحقاتهم من مازوت التدفئة، واعتادوا على شراء احتياجاتهم من السوق السوداء، ما كلّفهم أعباءً اقتصادية جمّة.

يأملون بتسلّم الدفعة الأولى من مازوت التدفئة في القريب العاجل، وأن يتم العمل لتأمين دفعة ثانية تقيه برد الشتاء حيث لم يعد معظم الناس قادرين على شراء الحطب، بعد أن تجاوز سعر الطن المليوني ليرة سورية أي ما يعادل راتب الموظف السنوي تقريبا.

تجتاح المواطنين مخاوف من قيام الحكومة برفع أسعار المشتقات النفطية أو رفع الدعم عنها، الأمر الذي سيزيد من فقرهم، علما أن معظمهم اليوم يمررون حياتهم المعيشية اليومية بشق الأنفس، حيث يعملون في وظيفتين، إضافة إلى التحويلات الخارجية التي تأتيهم من أقاربهم وأبنائهم في الخارج، كجزء من مساعدتهم في ظل الأوضاع المعيشية السيئة في سوريا.

ومؤخراً رفعت الحكومة أسعار المحروقات أصبح سعر لتر البنزين “أوكتان 95” 14700 ليرة سورية بدلا من 13500، ولتر المازوت الحر 12800 ليرة بدلا من 11550. فيما حددت سعر مبيع الفيول بثمانية ملايين و532 ألف و400 ليرة سورية للطن الواحد، والغاز السائل دوكما بسعر عشرة ملايين و40 ألف ليرة سورية للطن الواحد.