لكل السوريين

مضيق هرمز في مرمى التصعيد.. إيران تلوّح بالإغلاق وسط اشتعال التوتر مع إسرائيل

وسط تصاعد التوترات العسكرية بين إيران وإسرائيل، ودخول الولايات المتحدة الأميركية على ساحة الصراع بشكل مباشر، عاد مضيق هرمز إلى دائرة الاهتمام العالمي بوصفه ورقة ضغط استراتيجية تهدد بها طهران في وجه أي تصعيد عسكري مباشر أو غير مباشر.

وفي أعقاب تقارير عن قصف أمريكي لمواقع نووية في طهران، بدعم ضمني من إسرائيل، لوّح البرلمان الإيراني بإغلاق المضيق، وهو ما دفع الأنظار مجددًا نحو هذا الشريان البحري الحساس الذي تمر عبره خُمس إمدادات النفط العالمية.

وفي حال تحوّلت التهديدات إلى أفعال، فإن المنطقة قد تشهد واحدة من أخطر الأزمات الجيوسياسية المرتبطة بالطاقة في العقد الأخير.

يُعد مضيق هرمز أحد أهم الممرات المائية الاستراتيجية في العالم، إذ تمر عبره حوالي خمس إمدادات النفط العالمية، ما يجعله نقطة محورية في الأمن الطاقي والاقتصاد العالمي، ومع تصاعد التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وإيران، عاد الحديث مجددًا حول تهديد طهران بإغلاق المضيق، وهو ما من شأنه أن يُحدث اضطرابًا بالغًا في سوق الطاقة الدولية.

وأفاد التلفزيون الإيراني أمس الأحد أن القرار النهائي بشأن إغلاق المضيق بيد أعلى هيئة أمنية في البلاد، في أعقاب تأييد البرلمان الإيراني لهذه الخطوة ردًا على قصف أمريكي استهدف مواقع نووية إيرانية. ورغم تكرار التهديدات الإيرانية السابقة، إلا أن الإغلاق الفعلي لم يتم حتى الآن.

أهمية المضيق الجغرافية والاقتصادية والتدابير الاحتياطية

يقع مضيق هرمز بين إيران وسلطنة عُمان، ويربط الخليج العربي شمالًا بخليج عُمان وبحر العرب جنوبًا. عند أضيق نقطة، لا يتجاوز عرضه 33 كيلومترًا، مع ممرات ملاحة لا يتجاوز عرضها ثلاثة كيلومترات في كل اتجاه.

يمثل المضيق شريانًا حيويًا لتصدير النفط الخام والمكثفات من دول الخليج، خصوصًا السعودية، إيران، الإمارات، الكويت، والعراق، إلى الأسواق الآسيوية. ووفق بيانات شركة فورتيكسا، يتراوح معدل تدفق النفط عبر المضيق بين 17.8 و20.8 مليون برميل يوميًا منذ عام 2022.

كما تعتمد قطر، أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، على المضيق لتصدير كامل إنتاجها تقريبًا، ما يسلط الضوء على أهمية المضيق ليس فقط للنفط بل ولإمدادات الغاز العالمية كذلك.

في مواجهة التهديدات المتكررة، سعت كل من السعودية والإمارات إلى تطوير بدائل لتقليل اعتمادها على المضيق، عبر خطوط أنابيب تمتد إلى البحر الأحمر وخليج عُمان. وتشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى وجود طاقة غير مستغلة في هذه الخطوط تصل إلى 2.6 مليون برميل يوميًا يمكن الاستفادة منها لتقليل المخاطر.

يُعد الأسطول الأمريكي الخامس، المتمركز في البحرين، القوة البحرية المسؤولة عن حماية الملاحة في الخليج، وقد شهدت المنطقة سلسلة من التوترات العسكرية بين إيران والولايات المتحدة، من أبرزها إسقاط طائرة ركاب إيرانية عام 1988، وتهديدات بالإغلاق في 2012، وهجمات على ناقلات نفط في 2019، بالإضافة إلى احتجاز متبادل للسفن بين الطرفين في السنوات الأخيرة.

تداعيات محتملة

إن أي تصعيد يؤدي إلى إغلاق المضيق، حتى جزئيًا، قد يرفع أسعار النفط بشكل فوري ويقوض أمن الطاقة العالمي، خاصة بالنسبة للدول الآسيوية المستوردة للنفط الخليجي. كما أنه سيزيد من تعقيد العلاقات الدولية في منطقة شديدة الحساسية جيوسياسيًا.

وبينما يبقى الإغلاق الفعلي للمضيق خيارًا غير مرجح في المدى القريب بسبب كلفته السياسية والاقتصادية الهائلة، فإن مجرد التهديد به يُبقي المنطقة والعالم في حالة ترقب وتأهب مستمر.

- Advertisement -

- Advertisement -