لكل السوريين

(المعلم) يأمر بإغلاق أعرق المدارس في إدلب، وفرض 10 دولار على كل طالب

إدلب/ عباس إدلبي

المدارس الثانوية الكبرى في مدينة إدلب (مدرسة المتنبي، مدرسة الثورة، مدرسة حسام حجازي، مدرسة العروبة، مدرسة العز بن عبد السلام)، تتوقف عن التدريس لعجزها عن دفع رواتب المعلمين الذين اضطروا لترك التدريس، والذي أدّى بدوره لتسرُّب بعض الطلاب إلى الحدائق العامة وغيرها وانحراف أخلاقهم وسلوكهم إلى الزعرنة والتحشيش.

بهذه الكلمات، وصف الستيني، محمد عمر، الواقع التعليمي في شمال غربي سوريا، لافتا إلى أن ما تشهده إدلب حاليا، هو نتاج لتراكمات سنوات الأزمة وانتشار الجهل بشكل كبير.

محمد عمر، كان قد التقى به مراسلنا في إدلب، ليبادر به أول سؤال، “أين واردات المعابر؟”

وحول هذا الموضوع قمنا بتسليط الضوء على أعرق وأقدم المدارس في مدينة ادلب (مدرسة المتنبي)، تلك المدرسة العريقة التي تخرج منها عمالقة العلم في إدلب، والتي ساهمت بالتخفيف عن الطلاب بدل ذهابهم إلى حلب احتضنتهم ووفرت عليهم الجهد والمال.

تأسست إعدادية المتنبي عام 1948، والتي كانت الوحيدة في إدلب آنذاك، حيث اختصرت على طلاب إدلب الدراسة في مدارس حلب، وخففت عنهم عناء السفر والتكاليف، وتطورت بعدها إلى ثانوية، وكانت أول ثانوية في إدلب حتى هذا الوقت.

وضمن سياق الموضوع التقينا مع عدد من المدرسين، ومنهم أساتذة في ثانوية المتنبي التي أغلقت أبوابها بعد سبعون عاما من العطاء، ومن الذين التقينا معهم ملهم سالم، وهو مدرس في المدرسة التي فرضت عليها هيئة تحرير الشام التوقف عن العمل.

ويقول ملهم “بدأت مديرية التربية بالضغط على المعلمين ووضعهم ضمن خيار إما الفصل من السلك التعليمي، وأما التدريس تطوعا ولا يمكن للمعلم إبقاء أطفاله بدون خبز في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة، ومن ناحية أخرى لا يمكن أن تذهب سنوات الدراسة والتعليم سدا”.

وقال معلم آخر كان حاضرا ضمن الحوار، “وزير التربية الذي كان مقيما في الإمارات عزمه على نقل التعليم في إدلب من تعليم مجاني لتعليم مأجور، وقد قام بتأجير بعض المدارس العامة وخصخصتها، مثل مدرسة سرمين، وأخرى في كفر تخاريم، وبهذه الحالة وبحسب دراسة عن مستوى الفقر في شمال غرب البلاد، حيث قدرت نسبة الفقر بـ 78%من هم تحت خط الفقر، فكيف لهم دفع أقساط أولادهم، وهم لا يملكون ثمن رغيف الخبز”.