لكل السوريين

تطور الواقع الزراعي في دير الزور مؤشر على إصرار أبناء المنطقة

السوري/دير الزور- يعتمد غالبية أهالي دير الزور على الزراعة بشكل أساسي لتلبية حاجتهم من الخبز، أو كمخزون استراتيجي يبيعه الفلاح وقت الحاجة، وذلك بسبب طبيعة الأرض الزراعية الخصبة في وادي الفرات .

منذ فجر التاريخ بدأ الناس يستوطنون في وادي الفرات لغنى تربته بالمواد الأساسية للزراعة كونها تربة لحقيه تشكلت بفعل عوامل الحث، والترسب للنهر، وتصلح هذه التربة لزراعة القمح وكافة أنواع المزروعات  أي أنه كان السبب الأساسي لتكون المنطقة مأهولة بالسكان، ولازال الناس إلى يومنا هذا يعتمدون على الزراعة بشكل أساسي لتلبية حاجتهم.

ولكن الزراعة مرت بمرحلة صعبة بسبب الأحداث الجارية في سوريا، وكان السبب الأساسي لتراجع الزراعة انعدام توفر المواد الأساسية، ومقومات الزراعة، وانعدام الأمان حيث كانت المنطقة  تمسي على حاكم ،وتصبح على آخر أي  أن الفلاح لا يعرف إذا كان سيجني المحصول أم لا.

بمجرد عودة الأهالي، وإحساسهم بالأمان في بيوتهم عادوا لعملهم، وعمل أجدادهم في الزراعة وتشتهر المنطقة بغالبيتها بزراعة القمح لأنهم يعتبرونه القوت الأساسي لهم، ومخزونهم للأيام الصعبة إما يبيع منه الفلاح، وقتما يحتاج، أو يطحن الطحين لصناعة الخبز لعائلته، وكان هذا العام هو العام الأول بعد انقطاع دام ما يقارب 10 سنوات عن الزراعة، وبرأي أغلبية الفلاحين كان موسمًا جيدًا، وذلك بفضل اهتمام الإدارة في المنطقة بالوقاع الزراعي حيث وفرت كل ما يلزم للوقوف إلى جانب الفلاح لإنجاح موسمه، وحول هذا الموضوع التقينا الفلاح محمود اللوحة حيث قال: “بعونه تعالى استطعنا زراعة الموسم هذا العام بفضل قوات سوريا الديمقراطية حيث ساهمت بشكل اساسي في عودتنا إلى أرضنا، وبيوتنا بعد أن هجرنا منها قسرًا، وعندما عدنا وجدنا كل شيء مدمر تقريبًا لم  يسلم من الإرهاب لا الحجر، ولا البشر لم نجد مشاريع الري التي كانت سابقًا تديرها جمعيات أهلية فلاحية، والسواقي التي كانت تنقل الماء كانت مدمرة”.

وأضاف: “لكن بفضل الله، وفضل الدعم المقدم لنا من الإدارة الذاتية قمنا بإعادة كل شيء إلى نصابه حيث تشكلت لجنة الزراعة التابعة للمجلس المدني في دير الزور التي ساهمت بشكل أساسي بجلب محركات لضخ المياه من النهر إلى الأراضي ،وقامت بإعادة الأجزاء المدمرة من السواقي، وصيانتها كما قامت لجنة الزراعة بتوفير البذار لنا، والسماد .”

وأشار اللوحة إلى أنَّ الإدارة الذاتية تساعد الفلاحين بجني المحصول حيث الدعم المطلوب منها وإعطاء أصحاب الحصادات مازوت بسعر مخفض”.

كما نوه اللوحة إلى أنَّ الإدارة الذاتية قامت بإنشاء عدة مراكز لاستلام القمح من الراغبين ببيع محصولهم للإدارة الذاتية بسعر مدروس بشكل جيد حيث لا يبحث الفلاح عن تاجر، أو يقع ضحية استغلال التجار، وابتزازهم رغم أنَّ الإدارة لا تسمح بذلك حيث تسير دوريات ضابطة تموينية لمراقبة مخالفات التجار، ومراقبة الأسعار”.

تقرير/ علي الاسود