لكل السوريين

عصر التنوير

التنوير حركة فكرية مهمة في تاريخ أوروبا الحديث بدأت أوائل القرن السابع عشر الميلادي، واستمرت حتى القرن التاسع عشر.

قام بها فلاسفة وعلماء نادوا بقوة العقل وقدرته على فهم العالم وإدراك قوانين حركته، واعتمدوا على التجربة العلمية والنتائج المادية الملموسة بدلا من الاعتماد على الخرافة والخيال.

وعصر التنوير مصطلح يشير إلى نشوء حركة ثقافية اعتمدت على العقلانية ومبادئها كوسائل لتأسيس النظام الشرعي للأخلاق والمعرفة بدلاً من الاعتماد على الموروث الديني والاجتماعي، وشدَّد فيها الفلاسفة على العقل باعتباره أفضل وسيلة لمعرفة الحقيقة.

واعتبر رواد هذه الحركة مهمتهم قيادة العالم إلى التطور والتحديث، وتجاوز الأفكار اللاعقلانية والتقاليد القديمة السائدة ضمن الفترة الزمنية التي أطلقوا عليها اسم “العصور المظلمة”.

ودعوا إلى خروج الإنسان من عجزه عن استعمال عقله، لأن العيب لا يكمن في العقل نفسه، بل في الافتقار إلى القرار والشجاعة في استعماله.

أعلام عصر التنوير- ديكارت

يعتبر الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت صاحب منهج الشك، من أبرز فلاسفة هذا العصر.

وقال في كتابه المنهج “كان أول مبدأ اتبعته أن أخضع لقوانين بلادي وعاداتها، وأن أستمر على هدي الدين الذي أنشأني الرب فيه منذ نعومة أظفاري، وأن أتّبع في جميع المجالات الآراء الأكثر اعتدالا والأبعد عن روح التطرف والمغالاة”، إلا أن منهجه الفكري قام على أساس الشك بكل شيء، حتى أصبح شكه دليلاً على وجوده “أنا أشك إذن أنا موجود”، ومارس الشك إلى أن انتهي إلى “وجود الأنا ووجود الإله وخلود النفس”.

اعتقد ديكارت أن الرب يشبه العقل، من حيث أن “الرب والعقل يفكران ولكن ليس لهما وجود مادي أو جسمي”، إلّا أن الرب يختلف عن العقل في أنه غير محدود، ولا يعتمد في وجوده على خالق آخر، فهو يؤمن بوجود رب قدير لدرجة لا حدود لها.

ووضع منهجاً جديداً في الفلسفة اعتمد فيه على المنهج الرياضي والهندسي للوصول بالفلسفة إلى درجة اليقين التي وصل إليها التفكير الرياضي والهندسي.

أدرجت الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية كتب ديكارت على قائمة الكتب المحرمة عام 1667. وأصدر الملك الفرنسي لويس الرابع مرسوما بمنع تدريس كتبه في الجامعات الفرنسية، مما زاد من انتشارها وزيادة دورها في زرع البذور الأولى للثورة الاجتماعية والسياسية والدينية التي شهدتها أوروبا.