لكل السوريين

من أين جاءت تسمية “سورية”؟

إعداد/ الباحث محمد عزو 

ممّا لا شكّ فيه أنّ “سورية” الكبرى وبلاد “الرافدين” “العراق” كانت مسرحاً متواصلاً لقيام حضاراتٍ قديمةٍ، وكانت هذه البلاد من أوائل المناطق التي قطنها الإنسان واستقرّ بها، واستطاع بناء حضارةٍ مجيدة ومزدهرةٍ كما أن قطاع التجارة كان من أكثر القطاعات ازدهاراً، فتواصلت شعوب هذه المناطق مع بعضها عن طريق الطرق التجارية القديمة، ووقتها لم يكن هناك تدوينٌ لأسماء المناطق والدول بسبب أنه لم تكن هناك حدودٌ تفصل بينها؛ بل يتمّ التعرّف على هذه الأماكن وأسمائها من خلال العثور على بعض النقوش التي يتمّ رسمها وحفرها على الحجارة وكذلك المتبفيات من الماضي.

وتسمية “سورية” بهذا الاسم كانت التّفسيرات حول سبب التسمية بهذا الاسم متعددة، فالتفسير الأول: يرى ويقول: إنّه تمّت تسمية “سورية” بهذا الاسم نسبةً إلى الإمبراطورية “الآشورية” التي تسيدت في بلاد “الهلال الخصيب” واستطاعت هذه الإمبراطورية العظيمة بناء حضارةٍ متطورةٍ ومزدهرةٍ ما زالت آثارها ماثلةً للعيان حتى اليوم، ويقول علماء الآثار أنّه تم قلب وإبدال حرف الشين بحرف السين وهذا أمر مألوفٌ في اللغة السامية التي كانت سائدةً بين شعوبها.

كان المؤرّخ الكبير “ثيودورنولدكه” أوّل من ذكر بأنّ هناك علاقةٌ بين الاسمين( آشوريا وسورية)، ولاقت هذه الفكرة أو هذا التفسير انتشاراً واسعاً بين الباحثين وعلماء الآثار، خاصةً بعد اكتشاف نقوشٍ مكتوبةٍ باللغتين “اللوبة والفنيقية”؛ حيث أشارت النقوش الفنيقية إلى لفظة “آشور” بينما ذكرت اللوبة لفظ “سوريا” في المكان نفسه.

ذكر تفسيرٌ آخرٌ بأنّ سبب تسمية “سوريا” بهذا الاسم هو نسبةً إلى “صور” المدينة الواقعة على سواحل البحر الأبيض المتوسط في جنوب دولة “لبنان”، فقد عرفها الإغريق بهذا الاسم بسبب العلاقات التجارية بين الطرفين أي بين “سورية” و*اليونان”، وكانت هذه التجارة على درجةٍ عاليةٍ من الازدهار.

بينهما، أما التسمية العربية فكانت بلاد” الشام” والتي تنسب إلى” سام بن نوح” وأخذت اسمها من اللغة” الآرامية” ، مع العلم بأنّ” الشام” في اللغة العربية تعني ” اليسار” فسمّيت اليمن بهذا الاسم لوقوعها إلى اليمين من “الحجاز” و”سورية” نسبةً إلى موقعها إلى اليسار من الحجاز”، ويستخدم بين “العرب اسم “سورية” بتسكين الراء وتخفيف الياء بدلاً من الاسم “سورية” بكسر الراء والتشديد على الياء، وقد ذكر بعض المفسرين.