لكل السوريين

“المنقلة” ثقافة متأصلة، وملعب لكبار السن وشبابه

السوري/ الطبقة ـ تعتبر المنقلة لعبة محلية وتراثية منذ القدم، يتقنها كبار السن ويمارسها الشباب، حيث تعد من أقوى المنافسات التي يجتمع فيها الجيران والأصدقاء في ظهيرتهم أو سهراتهم الليلية.

في حين تعد المنقلة من الألعاب الشعبية القديمة والحديث، كما عرفها الشباب فلعبة المنقلة لم تعد تسمى لعبة المتقاعدين وكبار السن لأن نسبة الشباب التي تلعبها باتت أكبر وتوسعت، ويرجع السبب في ذلك لأنها جذبت الكثيرين كونها تحتاج إلى ذكاء مثل لعبة الشطرنج، فتشغل الأفكار وتملأ أوقات الفراغ بالخسارة والربح، فهي تعتمد على التركيز والحسابات الذهنية الدقيقة.

أجزاء المنقلة

وللاطلاع على ثقافة المنافسة في المنقلة ومما هي خفايا هذه اللعبة؛ التقت صحيفة السوري مع العم محمد صالح العطية وهو رجل سبعيني معروف عنه براعته في الفوز بلعبة المنقلة في الطبقة، فشرح لصحيفتنا أسس لعبة المنقلة “صفيحة خشبية ضمنها 14 حفرة مقسومة لجزأين، في كل جزء 7 حفر، والحفرة تضم 7 حصوات أو حبات 49 حبة في كل طرف، ومجموع الحبات يبلغ 98حبة في المنقلة، وفي طرفي اللعب يتقابل متنافسين من يكسب في الحفرة يبلغ عدد حباته زوجي حبتان أو أربعة حبات فيفوز بها”.

وأكد أن “الملعب في المنقلة هو عبارة عن قطعة مستطيلة من الخشب السميك محفور فيها صفان متقابلان من الحفر الصغيرة في كل صف 7 حفر، أما الأدوات 98 حصاة صغيرة بحيث يمكن وضع مالا يقل عن 25 حصاة في الحفرة الواحدة، بينما اللاعبون اثنان ويمكن أن يبدل الخاسر منهم عندما يكسب 3 جولات في حال كان هناك أكثر من لاعبين”.

طريقة اللعب

وأشار بأن الحبات توزع على الـ 14 حفرة بحيث يكون في كل حفرة 7 حبات لتجري القرعة لمعرفة من سيبدأ اللعب، ليبدأ الفائز بالقرعة بأخذ الحبات من إحدى الحفر ويوزعها حبة حبة في كل حفرة بعكس اتجاه عقارب الساعة فإذا انتهى من الحفر التي تخصه ينتقل إلى حفر منافسه.

وتابع قائلاً “عندما ينتهي من توزيع حبات حفرته يبدأ اللاعب المنافس اللعب بنفس الطريقة، مع الاستمرار في اللعب يصبح عدد الحبات في كل حفرة متفاوتاً في العدد حيث يقوم كل لاعب أثناء لعب من ينافسه بعد الحبات في كل حفرة من الحفر التي تخصه وتوزيعها بشكل مناسب، وبعملية حسابية بسيطة يستطيع معرفة الحفر التي سيبدأ بتوزيع حباتها من أجل الربح وهنا تبدو براعة المنافسين”.

وعقّب بأنه “إذا وصل لاعب في نهاية التوزيع إلى حفرة بها حبة واحدة بحيث لو أضاف لها آخر حبة في يده لأصبح في الحفرة حبتان فإنه يربح الحبتين سواء كان ذلك في حفرة تخصه أو تخص منافسه ليربح اللاعب، أيضاً إذا انتهى إلى حفرة بها ثلاث حبات بحيث لو أضاف لها آخر حبة في يده تصبح أربعاً أو كما يقال (طورة أي زوجين من الحبات) فإنه يربح الحبات الأربع، وكما يربح جميع الحبات في حفر متتالية إذا انتهى إليها وأصبح في كل وحداً زوجاً من الحبات أو (طورة)”.

حسم الجولة أو الدق

وأوضح أن “كل لاعب يخصص بيتاً أو بيتين (ويسمى التبييت وتعد الحبات بالزوج فالعدد واحد هو عبارة عن زوج من الحبات) حيث يعتبر البيت هنا الحفرة التي يجمع فيها اللاعب أكبر عدد من الحبات ليحسم نهاية الجولة أو بما يقال له الدق، وباعتبار أن اللاعب الذي يربح أكبر عدد من الحبات في نهاية اللعبة يعتبر فائزاً به”.

تقرير/ ماهر زكريا