لكل السوريين

نساء من الرستن يعتمدن حدائق منازلهن لمجابهة المعيشة

السوري/ حمص ـ بدأت نساء من ريف محافظة حمص، وسط سوريا، بزراعة المزروعات الشتوية، على شكل مزارع مصغرة، في ساحات منازلهن، وذلك كنوع من تخفيف المصاريف الزائدة من شرائها من السوق.

واعتادت نساء مدينة الرستن شمالي حمص على زراعة عدة أصناف من المزروعات الشتوية كـ “الرشاد، الجرجير، البصل الأخضر، البقدونس، واللفت” كل شتاء.

وقالت مريم، اسم مستعار لسيدة في الخمسين من عمرها لصحيفتنا “نزرع كل سنة هذه الأصناف لأن أسعارها ترتفع في الشتاء، والحال ليست كما يجب، لذلك فنجد من خلالها، إما تحقيق مصدر دخل لمن تكون مساحة منزلها كبيرة، أو على أقل تقدير اكتفاء ذاتي”.

وتضيف “نحن بهذه الزراعة نقي ذوينا وأنفسنا من مصاريف قد تصل لـ 30 ألف شهريا، ونستمر بالاستفادة منها حتى الشهر الثالث من كل عام”.

أما أماني، في الـ 33 من عمرها، فقد رأت أن زراعتها لحديقة منزل زوجها المتوفي منذ 5 أعوام التي تبلغ بمقدار 900 متر، تساعدها على تأمين مصاريف أخرى.

وتقول لصحيفتنا “منذ أن خرج المسلحين من المدينة وأنا أزرع حديقة منزلي إن كان في الشتاء أو في الصيف حتى بأغلب أنواع الخضروات، أستطيع من خلالها أن أومن مصاريف أخرى، كملابس لأطفالي وحاجياتهم الأخرى”.

وتضيف “أملك طفلين، الآن هم يذهبون للمدرسة، وحالنا المادي ليس كما يجب، زوجي مات بصفوف المسلحين عندما كانت القوات الحكومية تفرض حصارا خانقا على المدينة، ومع أنني لم أخرى من المدينة إلا أنني استطعت من خلال حديقة المنزل أن أنشئ مصدر دخل متوسط لي ولأطفالي”.

وتشير إلى أنها تزرع الحديقة في الشهر الرابع بكافة أصناف الخضروات الصيفية كـ “البندورة، الكوسا، باذنجان، خيار، بطيخ، ملوخية، بامية”، وتبيع هذه المنتجات لجيرانها، بعد أن تكون قد ادخرت ما يكفيها وأولادها لفصل الشتاء والخريف.

وعانت مدينة الرستن وبعض أرياف حمص الشمالية حصارا خانقا من قبل القوات الحكومية، قبل أن تستعيدها بموجب اتفاق بإشراف روسي تركي، نتج عنه خروج فصائل “الجيش الحر” إلى الشمال السوري.

وأدى ذلك الحصار، بحسب علي، شاب في الثلاثينيات من عمره، يقيم في تركيا، إلى تراجع الوضع المعيشي لدى غالبية أهالي المدينة التي يمر بها نهر العاصي، ويقام عليه سد الرستن، الذي يستفيد من بحيرته الأهالي في الزراعة.

تقرير/ نور الحسين