اللاذقية/ سلاف العلي
بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا ومناطق من سوريا بتاريخ 6\2\2023، انتشر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي باللاذقية وطرطوس وفيما بعد الى قسم كبير من المواطنين السوريين في مختلف المحافظات، والمنشور بعنوان: حتى الناجي الوحيد لم يعد كذلك، هذا الوسم انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، حزنا على انهيار عدد من منازل قرية السمرا في بلدة كسب: التابعة لمحافظة اللاذقية، والتي تم فيها تصوير المسلسل السوري الكوميدي الشهير: ضيعة ضايعة.
يشار الى أن حجم الأضرار كان كبيرا التي لحقت بمنازل القرية التي اشتهرت باسم: أم الطنافس الفوقا، حيث تم تصوير جزأين من المسلسل السوري: ضيعة ضايعة الذي كانت حلقاته تفتتح على عبارة: هناك ناج وحيد.. أم الطنافس الفوقا، وتم عرض مسلسل ضيعة ضايعة على جزأين بين عامي 2008 و2010، وهو من تأليف الكاتب السوري ممدوح حمادة، وإخراج الليث حجو، وتمثيل الراحل نضال سيجري والممثل باسم ياخور إلى جانب غيرهم من ممثلي الدراما السورية.
لقد ربط رواد مواقع التواصل بين حادثة الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا وأودى بحياة الآلاف من الضحايا، وبين حكاية مسلسل ضيعة ضايعة التي أودت فيها المخلفات الكيميائية بحياة جميع سكان قرية أم الطنافس مع نهاية آخر حلقاته.
أصبحت قرية السمرا، التابعة لبلدة كسب الواقعة على الحدود التركية السورية، مقصدا للسوريين والسياح الذين فتنوا بعمارتها الريفية البسيطة، ومنحدراتها الصخرية المطلة على البحر، ومنازلها الحجرية التي كان من ضمنها بالطبع المنازل التي صور فيها المسلسل، الناقد بسخرية من مظاهر الحياة الفاسدة والفاسدين ومن الفقر ومسببينه ومن الإهمال، والمسلسل عرض حياة مجتمع ريفي ساذج غير معقد ، يعمل سكانه في الأراضي الزراعية، وتظهر فيه علاقات واضحة ساخرة جدا عبر جميع افراد المسلسل، وفي الحلقة الأخيرة، بعد استخراج علب دهان من قبل اسعد وجودي وتوزيعها على أهل الضيعة مجانا ، ليتضح في النهاية أن هذه العلب هي مخلفات نووية تم الاتفاق على دفنها بشكل سري في القرية من قبل أبو شملة ، والذي أدى الى موت جميع سكان الضيعة، مودعين المشاهد بعبارة : حتى الناجي الوحيد لم يعد كذلك.