لكل السوريين

في يومهن العالمي.. سوريات يحتفلن على أنغام إنجازاتهن في جميع مجالات الحياة

تحت شعار “المرأة الحياة الحرية نحو ثورة المرأة” نساء الرقة يستقبلن الثامن من آذار بالمزيد من المقاومة ، هذا ما تحدثت عنه كل من سوسن الحسن وخولة العيسى  من خلال حديثها لصحيفتنا عن يوم الثامن من اذار يوم كفاح المرأة.

وللاطلاع بشكل اوسع عن هذا اليوم الذي يعد يوم لتعزيز دور المرأة في المجتمع، وابراز دورها الفعال، كان لصحيفتنا السوري لقاء مطول مع كل من الناطقة باسم تجمع نساء زنوبيا سوين الحسن، وعضو تجمع نساء زنوبيا خولة العيسى، خلال اللقاء التالي:

يعود يوم الثامن من آذار من عام 1857، خاضت نحو 40 ألف عاملة نسيج إضراباً عاماً عن العمل في نيويورك في الولايات المتحدّة الأميركيّة، احتجاجاً على تدني أجورهن وساعات العمل الطويلة 16 ساعة وأكثر في اليوم، وطالبت بالمساواة وبيوم عمل لعشر ساعات فقط، وكان ذلك أكبر إضراب تشهده البلاد في تلك الفترة، ولم تكمل هذه المسيرة طريقها، فما لبث أن قضي عليها بوحشيّة من الشرطة.

لقد قامت الشرطة بإغلاق الباب في وجه آلاف العمال في المصنع بدعمٍ من إدارة المصنع، وبعد ذلك اندلع حريق هائل في المصنع، فلم يتمكن العمال من إنقاذ أنفسهم من الحريق لأنهم لم يتمكنوا من عبور الحواجز التي أقيمت أمام المصنع أثناء الحريق، ومن بين العمال المحاصرين بالداخل توفي 129، وأخفت الصحافة الأمريكية موقف إدارة المصنع والشرطة عن الشعب وحاولت التستر على الحادث، و لكن على الرغم من ذلك كان للحادث تأثير كبير على الأميركيين إذ شارك عشرات الآلاف منهم في تشييع الضحايا.

واضافة بعد الحادث لم يتم تحديد موعد للأنشطة التذكارية في السنوات الأولى، فكانت تحدث دائماً في الربيع، وبعد عقود من إعلان الثامن من آذار يوماً للنضال، كان ذلك بسبب نضال النساء من أجل الحرية والعدالة، وفي الثامن من آذار عام 1908م في الذكرى الخمسين لنضال عمال النسيج في نيويورك، عادت الآلاف من عاملات النسيج بالإضراب والتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك  لتحسين ظروف عملهن.

بعد ذلك بعامين في 26 و 27 آب 1910، عُقد المؤتمر الدولي الثاني للمرأة في كوبنهاغن عاصمة الدانمارك، وتولت كلارا زيتكين  إحدى قادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، منصب سكرتارية المؤتمر، اقترحت زيتكن  في 8 آذار عام 1857  تخصيص 8 آذار ليكون يوم المرأة العالمي، لإحياء ذكرى العاملات اللواتي فقدن أرواحهن في مصنع النسيج،  وتمت الموافقة على الاقتراح بالإجماع، وبعد ذلك في 19 آذار عام 1911 أقيمت احتفالات جماهيرية بيوم المرأة لأول مرة على المستوى الدولي، وتزامنت هذه الاحتفالات مع النضال من أجل حق المرأة في التصويت الذي خاضته في تلك السنوات، ولكن خلال احتفالات 8 آذار أصبح المحتوى الأيديولوجي والسياسي لنضال النساء أكبر، ودعت النساء لمطالب مهمة كالعمل المتساوي والأجر المتساوي، الحق في التصويت، النقابات، العمل لمدة 8 ساعات في اليوم والحق في الأمومة،  وعبرن عن مطالبهن بصوت منظم وبصوت عالٍ لإنهاء الحرب.

خولة العيسى؛ أحيا المؤتمر النسائي الدولي الثالث الذي عقد في موسكو عام 1921 ذكرى عاملات النسيج اللواتي أضربن في الولايات المتحدة في 8 آذار 1857 ، والعاملات في روسيا اللواتي أضربن في 8 آذار، مما أدى إلى ثورة أكتوبر عام 1917، وفي هذا المؤتمر وبناءً على اقتراح كلارا زيتكين، تم الاعتراف باليوم العالمي للمرأة العاملة في الثامن من آذار.

ونوهت خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، تم حظر احتفالات 8 آذار في بعض البلدان، وفي أواخر الستينيات بدأت احتفالات 8 آذار في الولايات المتحدة، بعد كل هذه السنوات جاء الثامن من آذار بقوة أكبر على جدول الأعمال، وفي 16 كانون الأول 1977، اعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة رسمياً باليوم العالمي للمرأة يوم 8 آذار، والذي احتفلت به النساء في جميع أنحاء العالم، لكن على الرغم من ذلك لم تذكر على موقع الأمم المتحدة على الإنترنت أن الثامن من آذار يصادف ذكرى قتل عاملات النسيج في نيويورك، ولم تذكر أن احتجاجات حاشدة تذكارية جرت في هذا اليوم لتلك العاملات، لكن الحقيقة هي أن الثامن من آذار هو يوم المرأة العاملة العالمي، وهو انتصار لنضال ومقاومة العاملات اللاتي قدمن بدائل كبيرة في عامي 1857 و 1917، وهذه حقيقة تاريخية لا يمكن إنكارها.

تَعززَ النضال والبحث عن حرية المرأة في جميع بلدان الشرق الأوسط وفي بعض دول القارة الآسيوية، وفي جميع أنحاء كردستان وفي فلسطين وتونس ومصر وإيران وتركيا وأفغانستان والهند وفي جميع البلدان تقريباً خاصة في الثمانينيات والتسعينيات، وقد كان لذلك تأثير أيضاً على احتجاجات 8 آذار والمطالب التي تم التعبير عنها في تلك الاحتجاجات، وأصبحت النساء مدركات للتمييز الجنسي الاجتماعي، وعرفن أن الأمر يتعلق بالفاشية والقومية والسياسات الاستعمارية للإمبريالية المنتشرة في بلادهن، وسمحت هذه المعرفة للمرأة بالوصول إلى هذا المستوى، ليس فقط في ذكرى 8 آذار ولكن طوال حياتهم لقيادة النضال من أجل الحرية الاجتماعية.

خرجت آلاف النساء إلى الشوارع في اسطنبول عام 1998 للاحتفال بيوم 8 آذار لكن الشرطة هاجمتهم، في الليلة نفسها، شارك القائد عبدالله أوجلان  في برنامج تلفزيوني وقال: ” بمناسبة 8 آذار أحيي النضال من أجل الحرية لجميع نساء العالم، أعتقد أن مثل هذه المشكلة قد دخلت بشكل كبير ومهم في جدول أعمال النضال الاجتماعي، في يوم كهذا، . في مثل هذا اليوم يجب ألا نتوقف عن الاحتفاء بالنساء أو الحديث عنهن، يجب أن يكون هذا اليوم بمثابة يوم نطور فيه مشاريعنا، نطور ونقيّم آمالنا في الحياة.

“بناءً على الأسس التي ذكرتها، أود إمداد ذهني وقلبي وجسدي كجسر ناري ليوثق صلة الوصل ما بين الثامن من آذار والواحد والعشرين من الشهر نفسه، ولكي أحمل وسام الشرف  بتتويج إيماني بقوة الحياة المفعمة لدى المرأة وقوتها في الانتصار طريق اجراء عملية أصيلة، ورغبتي في الصراخ لأعلن من خلاله إنه باستطاعتي انقاذ الأصالة من كل تصاريفها التقليدية، وأن أحقق في نفسي خلود الإنسان العظيم بدلاً من الآمال البسيطة.

تم الاحتفال بيوم 8 آذار في جميع أنحاء العالم لأكثر من قرن باعتباره اليوم العالمي للمرأة العاملة، تعبر النساء في مثل هذا اليوم بصوت عالٍ عن حريتهن والنضال من أجل حقوقهن أكثر من أي وقت مضى.

يُعاش القرن الحادي والعشرون قرن ثورات المرأة، هذا هو السبب في أن النساء والأطفال  يتعرضون للإبادة الجماعية العشوائية في مجتمعاتنا، ويمكن وقف هذه الإبادة الجماعية على المجتمع بثورات النساء التي تحدث أكثر في كل مجال وفي كل لحظة م كنساء من جميع الشعوب في شمال وشرق سوريا لقد تعلمنا في هذه السنوات العشر الماضية ما يعنيه هذا وما زلنا نتعلم،  سنحتفل بيوم الثامن من آذار بشعار  المرأة حياة حرة نحو ثورة المرأة . ونستقبل الثامن من أذار بداية بإحياء فلسفة المرأة حياة حرية  والتي نهديها لأرواح شهداء ثورة أيران.

سيكون عام 2023 عاماً للنضال وللحرية التي لا مثيل لها من أجل حرية المرأة وسننهي الحرب, إبادة النساء, التجسس, الفقر, البطالة والقسوة المفروضة على جغرافيتنا، وذلك بتعزيز نضالنا في جميع مجالات الحياة، ونبارك 8 آذار لجميع نساء العالم، ونستذكر بكرامة وشرف كل النساء اللواتي قدمن لنا قوة النضال هذه، ونحيي جميع النساء اللواتي يناضلن من أجل حياة حرة ومتساوية وعادلة وسلمية.