لكل السوريين

شابة طموحة تسعى لتحقيق شغفها في صناعة المعجنات والحلويات

معنى أن تبدأ من الصفر وأن تكّون نفسك بنفسك وتكون حاضراً وبقوة في ميدان العمل ليس بالضرورة أن يكون حكرا على الشباب فالنساء تستطيع تحقيق ذلك أيضا، قصة اليوم مع شابة طموحة من مدينة حلب نالت من مشروعها الحرب في سوريا وهي تطمح اليوم للوقوف من جديد والاستمرار لكن الأهم بحسب تعبيرها ” الإرادة واختيار الهدف “.

استهوتها فكرة “أن تصبح لديها صنعة” وتأسس محلها الخاص لكي تعمل به مع كادر متخصص، فكانت البداية في عمر الثانية عشرة، ومنذ ذلك الحين تسعى لتحقيق حلمها بتعلم مهنة أبيها ومعرفة كافة أسرارها إلى أن تصبح متمكنة في صنع المعجنات المحلية لتقدم نموذجا طموحا للشابة الحلبية التي طورت موهبتها وعملت على تنمية قدراتها إلى أن برعت في صناعة منتجات محلية لاقت القبول والتقدير من الزبائن.

وفي حديث للسوري مع الشابة ندى العسلي أبنة مدينة حلب التي رسمت حلمها المهني في سن صغيرة وحققته في السابعة عشر من عمرها.

تقول الشابة العسلي عندما كنت صغيرة والدي خيرني بين إتمام دراستي أو العمل معه في محل المعجنات المحلية في البداية تملكتني الحيرة ولكن حين رأيت طريقة إعداد المعجنات وصناعتها أحببت المهنة كثيرا، إضافة إلى فكرة أن أصبح معلمة مهنة وامتلاك محل خاص بي واستلام طلبيات من المحلات الأخرى لحسابي الخاص راقت لي جدا وخلقت لدي الإصرار لتعلم ومعرفة كافة أسرار المهنة ( الصنعة)، وبالفعل نجحت وتعلمت بسرعة جميع خطوات صنع المعجنات، بدءاَ من المواد التي يتم استخدامها، مرورا بأساسيات صناعة المعجنات وكيفية إدارة عمل المخبز أو المحل وصولا إلى إتقان كيفية التعامل مع الزبائن.

وتتابع الشابة كانت أول تجربة لي في المهنة استلام محل لخبز المعجنات في سن السابعة عشر، ثم إدارة وصنع المعجنات في مخبز السوق، حيث تخصصت في صناعة “حلوى البيتفور ومعجنات الكروسان “وبرعت في هذا المجال إلى أن سافرت إلى دمشق، وهناك التحقت بدورات صنع المعجنات وتعلمت واحترفت صناعة أصناف وأنواع جديدة من المعجنات الشرقية والغربية، ثم عدت إلى حلب بعد 8 أشهر.

وعادت العسلي من دمشق إلى حلب لتستلم مع أخيها الأكبر مخبزين في مدينة حلب وتتابع العمل في مجال صناعة المعجنات وبعد تمكنها وشهرتها افتتحت محل خاص بالتشارك مع أخوتها، ولكن “جاءت الرياح بما لاتشتهي السفن ” اندلعت الحرب في سوريا، وبدأت مع عائلتها رحلة النزوح والانتقال من مكان إلى آخر داخل مدينة حلب، وبالرغم من ذلك بقيت الشابة تعمل في صناعة المعجنات.

وعن مشروعها في تأسيس وافتتاح محل لصناعة المعجنات من جديد أوضحت الشابة بأن الحلم بافتتاح المشروع مازال قائما، إذ إنها تسعى لأن تصبح مشهورة وتنفرد بصناعة أصناف جديدة ومبتكرة من المعجنات المحلية في المستقبل بالرغم من أن الحرب في سوريا أخذت منها كل شيء وعادت إلى نقطة الصفر، ولكنها حاليا تنتظر أن تتاح لها الفرصة وتجد من يقدم لها الدعم المادي ويشاركها ويستفيد من خبرتها لينطلقا معا في عالم صناعة المعجنات، وبذلك تحقق حلمها الذي توقف بسبب الظروف الصعبة.