لكل السوريين

تطمينات الضمان لم تعد تلقى تصديقًا في إدلب.. “كلام فارغ”

إدلب/ عباس إدلبي 

لم تعد تصريحات ضباط جيش الاحتلال التركي تلقى أي تصديقات من قبل نازحي أرياف إدلب، بالعودة إلى ديارهم التي خضعت لسيطرة حكومة دمشق قبل عامين.

آخر اجتماع جرى في تموز الماضي بين ضباط من جيش الاحتلال التركي ومواطنين ووجهاء من مدينة جبل الزاوية شهد تطمينات من قبل الاحتلال، مفاده بأنه لن تكون هناك عملية عسكرية من قبل جيش حكومة دمشق.

دعوات الضباط الأتراك للأهالي بالعودة إلى منطقة جبل الزاوية لم تكن له استجابة، سيما وأن المنطقة تخضع لقصف شبه يومي من قبل جيش الحكومة السورية، وهو ما يمنع الأهالي من العودة إلى قراهم، رغم عدم خضوعها لسيطرة دمشق.

وفي تموز الماضي، تعرضت منطقة جبل الزاوية لقصف صاروخي من قبل جيش الحكومة السورية بالتعاون مع الطيران الروسي، طال عدة بلدات وقرى.

ويرى أحمد، نازح من أهالي جبل الزاوية، إن “من وثق بالأتراك عندما سلموا حماة وحلب وأرياف إدلب لن يثق مرة أخرى بهم، بوعودهم بعد تسليم جبل الزاوية”.

واعتبر النازح الأربعيني أن العودة تعد بمثابة المخاطرة بالحياة، سيما وأن القصف المتكرر يعد بمثابة رسائل يومية للأهالي، بأن لا تفكروا بالعودة حتى لو وعدكم الضامن التركي.

ونزح أحمد، وجميع العوائل التي كانت تقطن في بلدة حاس بعد سيطرة دمشق عليها، أواخر 2019 صوب الحدود السورية التركية.

ومنذ أشهر، تشهد مناطق شمال غربي سوريا، تصعيداً عسكرياً وقصفاً متبادلاً بين القوات الحكومية والتنظيمات الإرهابية.

الضامن التركي “كاذب”

أم سالم، نازحة من ريف حماة الشمالي، كانت قد استقرت لفترة وجيزة في جبل الزاوية، قبل أن تضطر للنزوح مجددا صوب المخيمات على الحدود تقول، إن “الأتراك أعطونا وعودا بأن الجيش لن يتقدم، ولكن لم يفوا بوعدهم، والآن يعدوننا بعدم السماح بسقوط جبل الزاوية، ونعرف أن هذا كذب”.

وتقول “كيف يمكنني العودة إلى بلدتي، حيث لا يكاد يمر يوم دون أن تتعرض للقصف”.

ويخشى عدد كبير من قاطني أرياف منطقة جبل الزاوية، جنوبي إدلب من احتمالية كبيرة في استعداد القوات الحكومية بشن عملية عسكرية في الأيام الأخيرة، ولا سيما بعد تصريحات أردوغان بأنه يستعد لتسوية الخلافات مع دمشق، ما يثير مخاوف أخرى من تسليم مناطق إضافية للجيش الحكومي.