لكل السوريين

فيها ملعب كرة قدم أولمبي أثري.. عمريت حكاية حضارة أبدية توطد بعض تاريخ سوريا القديم

طرطوس/ وكالات  

مدينة عمريت أو ماراتوس مدينة أثرية سورية على ساحل البحر الأبيض المتوسط تأسست في العصر الأموري في الألف الثالث قبل الميلاد. وتبعد عمريت 7 كم عن مدينة طرطوس باتجاه الجنوب تنتشر فيها الآثار والأوابد أهمها معبد فينيقي ذو طابع مميز وملعب أولمبي يعد أقدم المنشآت الرياضية في العالم.

وتقع عمريت أو (أمرت) على شاطئ البحر قبالة جزيرة أرواد، اسم كنعاني قديم ذكرها تحوتمس الثالث تحت اسم (قرط عمروت9 ومعناه مدينة النخيل أو التمر، وفي زمن الاسكندر الكبير أطلق عليها اسم (ماراتوس) كمدينة فينيقية.

كانت المدينة مسكونة منذ العصر الحجري القديم لوجود دلائل أثرية وزمنية تعود لتلك الحقبة، وهي غير منقبة وخباياها مدفونة إلى يومنا هذا تحت الأرض.

يعود تأسيس المدينة إلى الألف الثالثة قبل الميلاد فترة عصر البرونز أي ما يزيد على ثلاثين ألف سنة، أما عصرها الذهبي فكان في فترة الثالث عشر والرابع عشر قبل الميلاد حيث صنفت بين المدن الفينيقية.

المدينة الأثرية من داخلها تحوي على معبد لممارسة الطقوس والشعائر الدينية نحت معبد عمريت في المنحدر الصخري المطل على نهر ماراتياس (نهر عمريت حاليا) يحيط بالمعبد نبع ماء مقدس موصول بمصرف منحوت بالصخر، كان الناس يأتون بالأباريق الفخارية لملئها من المياه المقدسة بقصد الشفاء.

أما الهيكل المقدس الموجود وسط البركة ظل ردحا من الزمن باقيا رغم العوامل الزمنية، أما المحراب فقد كان مخصصا لوضع تمثال الإله الذي كرس له المعبد، كما وجدت كتابات فينيقية عثر عليها قرب الموقع تؤكد أنه كرس للإله (مالكرت = هرقل) الشافي للأمراض وكان للمعبد مكانة كبيرة بين سكان عمريت والمناطق المجاورة لها.

وملعب واسع وضخم يعد ثاني أكبر ملعب بعد الروماني يجري فيه سباق الخيل والمبارزة القتالية بأنواعها، وملعب عمريت الأولمبي ينافس في القدم الملعب الأولمبي في أثينا وهو أقدم منه وكانت تقام عليه الألعاب الرياضية وتقام به احتفالات ومسابقات رياضية، وتشير الدراسات أن الفينيقيين في الساحل السوري نقلوا معهم ألعابهم الرياضية من سورية تحديدا من مدينة عمريت إلى اليونان مما يدل على قدم المنشآت الرياضية في عمريت السورية.

بناء الملعب تم تصميمه ونحته في الطبقة الصخرية الموجودة في المنطقة بشكل مستوي وبطول ومقاييس مدروسة، طوله 230 متر وعرضه 30 متر وله في محيطة سبع درجات للجمهور بشكل مدرج. يوجد عند أطرافه بعض المنشآت والمباني وكانت تقام فيه مسابقات الجري وألعاب القوى وبعض الألعاب الرياضية إضافة للاحتفالات.

يوجد في عمريت متحف يضم أهم المكتشفات الأثرية للموقع هو متحف عمريت.

إضافة لوجود أحواض معصرة مبنية بشكل هندسي رائع في الإتقان، وهناك أيضا المغازل وهي عبارة عن نصب تذكارية بأشكالها الثلاثة (هرمية- قببية- مكعبة) ومستودع المقدسات الذي يحوي على مدافن عازار ومقلع للحجارة دمر وأزيل بالكامل..

في عام 2018 كشفت أعمال التنقيب على وجود دار لصك العملة، بعد هذا العام توقفت أعمال التنقيب لتعود من جديد في عام 2020 لتظهر لنا المدينة بعضاً من عظمة أوابدها الأثرية المخبأة والتي تمد سورية مع قلاعها وأبراجها بقوة للوقوف كأبرز معلم سياحي رغم إرهاب التدمير والخراب…

ممثلة هيئة الأمم المتحدة اليونيسكو نابوليني قالت “مدينتا عمريت وأرواد بصفتهما الكاملة كمواقع تاريخية وأثرية هما من بين أهم المواقع الأثرية في منطقة المتوسط”، مؤكدة أن لعمريت فرصة حقيقية في التسجيل على لائحة التراث العالمي.