لكل السوريين

المهن الموسمية تؤمن قليلا من الدخل لأهالي الساحل السوري

اللاذقية/ سلاف العلي

انتشرت لدى أهالي الساحل المهن الموسمية، ويعلنون عنها على صفحات التواصل الاجتماعي ، وينشرون العديد من حالات التصنيع وعن الحاجة لبيعها أو لتصنيعها، ويضعون ارقام هواتفهم وعلى مجموعات الواتساب وعليها منتجات موسمية تشمل على سبيل المثال لا الحصر: دبس البندورة، دبس الفليفلة، والمكدوس، ومربيات المشمش والكرز والفريز والباذنجان وغيرها.

مفارقة غريبة جدا، أن زبائنهم من المواطنين السوريين والأعداد الكبيرة من الزبائن ينتمون إلى ذوي الدخل المحدود.

دورة غريبة وبدائية وحديثة هجينة لرأس المال, وكل ذلك يعود إلى سبب رئيسي يتعلق بتراجع الدخل لدى أغلبية السوريين , مما اضطر أعداد كبيرة إلى اللجوء نحو حرف ومهن تقليدية يحاولون عبرها تأمين لقمة عيشهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهونها، وأمام الفشل في وقف الانهيار الاقتصادي.

ومع حلول فصل الصيف تعمل العديد من نساء الساحل على صناعة رب البندورة الذي يباع كمنتج يدوي الصنع، ويعد أفضل جودة من الذي تنتجه المصانع، كما تفضله العائلات الساحلية بشكل أكبر، ويعد دبس البندورة أساسيا داخل العديد من المأكولات الساحلية، وخصوصا المحاشي بأنواعها وصلصة الفاصولياء والباميا والبازلاء والمعكرونة والبطاطا، وغيرها.

وقالت أم سليمان إنها بدأت في مصلحة تصنيع دبس البندورة ومنتجات منزلية أخرى منذ نحواربع سنوات، وأصبح لديها زبائن كثر يرسلون لها بطلبيات بهذا الخصوص، أن الوضع الاقتصادي الصعب، دفعها للعمل بأي شيء يمكن أن يحقق لها دخلا ولأطفالها، وإن كان في الأمر تعب وجهد.

وأشارت إلى أن ارتفاع أسعار البندورة وانقطاع الكهرباء المستمر لساعات طويلة وغلاء وقود مولدات الكهرباء، تركوا اثره السلبي على الشغل, كذلك تم رفع أسعار الكلفة علينا أكثر من 100% خلال سنة واحدة، حيث أن كيلو غرام البندورة بالجملة أصبح ما بين 3300 الى 3500 ليرة سورية، وتصل سعر الفلينة او القفص وحسب سعته , الى ما بين 50 الى 70 الف ليرة سورية.

وتقول أم كاسر: تحتاج العائلة المكونة من 4 أشخاص بين 10 كيلو غرام إلى 15 كيلو غراما بالمتوسط من دبس البندورة سنويا، لأنها تستخدم في معظم الأكلات ، ويفضل قسم كبير من أهالي الساحل السوري, المنتجات المنزلية عن المصنوعة في المعامل والمصانع، باعتبارها اكثر جودة, وخالية من المواد الكيميائية كالمواد الحافظة والملونات.

وتضيف “وتصل كلفة الكيلو غرام  الواحد من دبس البندورة الصناعي إلى 1800 ألف ليرة سورية، بينما يصل المصنع يدويا بين 22 ألف ليرة و25 ألف ليرة، بحسب الجودة،  وتحتاج ام كاسر إلى ما يصل لـ 300 كيلوغرام من البندورة حتى تنتج حوالي 10 كيلو غرامات من دبس البندورة الناشفة الممتازة، يقل أحيانا أو يزيد بحسب نوعية البندورة وجودتها.

أم قاسم، من ريف اللاذقية، قالت لنا: إن رب البندورة أو دبس البندورة معروف منذ عقود طويلة في الساحل السوري, لكن الغلاء الفاحش في كل شيء دفع مصانع الكونسرة إلى صناعة مسحوق رب البندورة والذي تلجأ له العائلات الفقرة، حيث يبلغ سعر الكلغ الواحد من مسحوق البندورة نحو ألفين ليرة سورية.

وتوضح “هو أرخص من كيلو البندورة الطري, بالرغم من انه يقال ان المسحوق فيه مواد كيميائية كلها ملونات وبهارات وملح وزيوت ولا يوجد به أي فائدة صحية.

وتبدأ صناعة رب البندورة يدويا، من شهر تموز إلى أواخر شهر أيلول، حيث درجة الحرارة مرتفعة والشمس ساطعة، تغسل حبات البندورة بشكل جيد ثم تقطع وتبدأ مرحلة العصر في الماكينة أو يدويا باليد، في حال كانت الكهرباء مقطوعة، ثم يصفى العصير من قطع البندورة والبذور والقشر، ويضاف للعصير الملح وبعض الليمون والزيت ثم ينشر على الأسطح في أواني تحت أشعة الشمس حتى ينشف لعدة أيام.

وتعتمد نساء المحافظات الساحلية وأريافها بشكل كبير على تخزين المؤونة الشتوية من منتجات أشجار الحمضيات إلى حد كبير، في سعي منهن لتأمين بعض مؤونة فصل الشتاء، الذي يشهد غلاء كبير في أسعار السلع الغذائية كافة، ولا سيما المؤونة الشتوية نفسها.

وتشير ناديا، من ريف مدينة جبلة في حديث مع مراسلتنا في اللاذقية إلى أن نساء الساحل دائما يوفرن على أنفسهن وعائلاتهن مصاريف كبيرة من جراء ادخار مؤون الشتاء.