لكل السوريين

عروس البحر والكل يحلم باقتنائها

لقد سمعنا كثيرا عن القصص التي كانت تتحدث عن عروس البحر، والتي نصفها إنسان والنصف الأخر سمكة، وتم تصنيع العديد من الأفلام السينمائية حولها، وكيف الجميع يتهافت على امتلاكها، ولكن كيف وصلت عروس البحر إلينا ومن كان السبب في وصولها إلى مدينة الرقة؟

ولعل القارئ يندهش مما أقول، ولكني أعي ما أكتب بأن هنالك عروسة بحر تتجسد في مدينة الرقة، والكل يبحث عنها ويتمنى امتلاكها، ولكن للأسف نصفها جهد الناس ونصفها الأخر يتجسد بمجسم معدني، ونرى الناس جميعها يبحثون عنها ويتمنونها أن تكون متوفرة بين أيديهم ألا وهي أسطوانة الغاز.

ولعل البعض يقول لماذا كل هذه المبالغات في التوصيف؟، ولابد أن نجيبه من مخاض الواقع المضنِ الذي يعيشه المواطن اليوم فكلنا نسمع عن معاناة الناس في الحصول على أسطوانة الغاز وفقدها في المراكز الرسمية وفق الكروت التي تم منحها، بحيث يحصل المواطن على مخصصه كل خمسة عشر يوما.

ولكن الغريب بأن هذا المخصص يغني لنا ويسامرنا زوروني كل شهر مرة أو كل شهرين مرة، ولكن المفارقة بأن أسطوانة الغاز متوفرة في السوق السوداء وبأسعار تصل إلى ستة عشرة ألفاً وثمانية عشرة ألفاً دون جواب مقنع من المعنيين، كيف لهذه العروس أن تتوفر في هذه الأسواق ولا تتوفر في المراكز الرسمية؟، ولعلي أناشد كومين الحي ابننا البار كيف يذهب مخصصي إلى التجار وتحرمني منه؟

ولعلي سوف أتطاول قليلاً وأسأل مكتب حماية المستهلك أين أنتم من مسماكم الذي أطلقتموه على أنفسكم؟، ولماذا لا تسمون أنفسكم مكتب حماية المتاجرين بقوتنا؟، وأين أنتم من معاناة إخوانكم في المدينة؟، ولماذا لا تبحثون خلف حلول تسهل علينا العيش ونحن تعلمون ما عانينا من دمار وقتل وتهجير وفقر وحاجة؟، ولماذا شركة سادكوب أيضا لا تحمل الهم العام في هذا الجانب؟، وكل ما أستطيع قوله هو:

يا عروس البحر أرجوك تعالي إلى مغانينا

فالشوق قتال وجدر الطبخ لك منتظرُ

أكلنا بارد والجزء الأكبر منه حواضرٌ

فثمنك غاليٍ وبدل الجهد في بلدي منخفضُ

وفي ختام القول نرجو ونتمنى أن تتوفر المواد الأولية والتي تعطي لحياتنا معنى، فما هو حقنا لابد أن نحصل عليه هنيئاً دون تعب ودون عناء وهذا يقع على عاتق المعنيين في رقتي.