لكل السوريين

دول خليجية تعيد علاقاتها مع طهران..وأخرى على الطريق

تقرير/محمد الصالح  

تكونت فيما يبدو، قناعة لدى دول الخليج بضرورة استعادة علاقاتها مع إيران، فالإمارات التي لديها قنوات اتصال معها تستعد لإرسال سفيرها إلى طهران، والكويت فعلت ذلك مؤخراً، وبعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية منذ عام 2016، يجري حوار بين الطرفين بوساطة عراقية قد يتحول قريباً إلى العلن، وربما يسفر عن عودة العلاقات البلدين.

ويربط المراقبون هذه التطورات مع استشعار دول الخليج بقرب حدوث انفراجة في المفاوضات الجارية حول برنامج إيران النووي، إضافة إلى إدراك الجميع أن الصراع في اليمن والعراق ولبنان وغيرها من المناطق، لن يحسم لصالح أي طرف، فلا القوى السياسية المناوئة لإيران، ولا التيارات المتناغمة معها يمكن أن تختفي من المشهد السياسي في المدى المنظور، مما جعل الحاجة ملحة للحوار بين الدول الخليجية وجارتها الإيرانية.

ومن الجهة الإيرانية، سبق أن قال المدير العام لمنطقة الخليج بوزارة خارجيتها “نجهز خطوات كبرى لتطوير العلاقات الإيرانية الخليجية”، وأعرب عن أمله في أن يسفر الحوار الإقليمي عن حلول سياسية.

سفير الكويت في طهران

تسلّم وزير الخارجية الإيراني أوراق اعتماد سفير الكويت في طهران للمرة الأولى منذ أن خفّضت الإمارة تمثيلها الدبلوماسي في طهران عام 2016.

وجاءت عودة السفير الكويتي الى طهران، بعد أسابيع من إعلان الإمارات أنها تدرس إعادة سفيرها الى العاصمة الإيرانية بعد سنوات من قيامها بخطوة مماثلة للخطوة الكويتية.

وكانت الكويت قد خفضت مستوى تمثيلها الدبلوماسي في العاصمة الإيرانية في أعقاب قرار السعودية قطع علاقاتها مع طهران على خلفية تعرض بعثات دبلوماسية لها لاعتداءات من قبل محتجين على إعدام الرياض لرجل الدين الشيعي السعودي المعارض نمر النمر.

وكان سفير إيران لدى الكويت قد أشار إلى أن جائحة كورونا قد تركت آثارها السلبية على العلاقات بين البلدين في المجالات التجارية والسياحية والزيارات الدينية وتبادل الوفود، ولكن عمق العلاقات التاريخية بينهما ساهم في إعادة التواصل من جديد.

وأشار إلى أن التبادل التجاري بين البلدين لاسيما في مجال المواد الغذائية والعمرانية يعزز الترابط الشعبي القائم بين البلدين، ويضمن استمرار وديمومة العلاقات الثنائية.

العلاقات بين البلدين

منذ استقلال الكويت عن الاستعمار البريطاني عام 1961، اعترفت إيران الشاه باستقلالها، وكانت من أولى الدول التي افتتحت سفارة لها في الإمارة الخليجية المستقلة، حيث افتتحت سفارتها في شهر كانون الثاني عام 1962.

ومع قيام الجمهورية الإسلامية في إيران، اعترفت الكويت بالنظام الجديد في العام نفسه، ووقّع البلدان اتفاقية دفاعية هي الأولى من نوعها لإيران مع دولة خليجية.

وفي مرحلة الحرب العراقية الإيرانية تدهورت العلاقة بين البلدين، حيث دعمت الكويت العراق بقروض كبيرة بلا فائدة، بسبب تخوفها من مشروع تصدير الثورة الإسلامية الذي تبنته طهران.

وفي شهر أيلول من العام 2018، بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بالعودة إلى مجاريها.

واعتمدت إيران سفيراً جديداً لها في الكويت، بينما لم يعد السفير الكويتي إلى طهران، وكشف مساعد وزير الخارجية الكويتية آنذاك، عن عدم موافقة بلاده على إرسال سفير لها إلى طهران “حتى تغير إيران من نهجها بخطوات ملموسة”، واعتبر أن عودة السفير مرهونة “بالخطوات والمبادرات العملية التي يجب أن تقوم بها إيران تجاه علاقاتها مع دول الخليج”.

تقارب بين الرياض وطهران

يعكس الحوار الدائر بين السعودية وإيران رغبة الطرفين في التوصل إلى تفاهمات قد لا تنهي الخلافات بين البلدين، ولكنها ستساعد على إدارة الصراع بينهما بطرق مختلفة عما جرى في السنوات السابقة، وقد تغير شكل الحوار من السرية إلى العلن، وربما تسفر عن عودة العلاقات وتبادل السفراء.

ولقد ظهرت مؤشرات على انتقال الحوار بين البلدين من المستوى الأمني إلى السياسي، وصرح وزير الخارجية الإيراني بأن بلاده تبلغت بموافقة السعودية على ذلك.

وكشف وزير الخارجية العراقي أن الاجتماع المقبل بين البلدين سيعقد في بغداد على مستوى وزراء الخارجية بشكل علني.

ويرى مراقبون أن الملف اليمني كان وراء إطالة أمد المفاوضات الأمنية بين طهران والرياض،  وأسهم وقف إطلاق النار الأخير في اليمن إلى حد بعيد في تذليل العقبات وحل القضايا الشائكة بين إيران والسعودية.

وكشف متحدث إيراني عن قيام وفد سعودي بزيارة العاصمة طهران لتفقد مقر سفارة بلاده في إيران، كما زار الوفد مدينة مشهد شمال شرقي البلاد وتفقد مبنى القنصلية السعودية فيها، في مؤشر يوحي بعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قريباً.