حماة/ جمانة الخالد
تراجع إنتاج الذرة الصفراء في محافظة حماة، مما زاد من معاناة المزارعين الذين يواجهون تحديات كبيرة بسبب التسعير الغامض وغياب الدعم اللازم من الحكومة السورية.
وبدأت المؤسسة العامة للأعلاف في حماة بإجراء الترتيبات اللازمة لاستجرار وتسويق محصول الذرة الصفراء من المزارعين، لكنها حتى الآن لم تحدد السعر الذي سيتم الشراء به.
وأضافت أن غموض التسعير أثار قلق المزارعين، الذين باتوا في حيرة من أمرهم بشأن كيفية تسليم إنتاجهم وسط غياب مجففات، ما يضطرهم إلى اللجوء لمجففات القطاع الخاص أو تجفيف المحصول على الطرقات والأسطح.
بدوره، أكد مدير فرع الأعلاف في حماة، عمر سودين، مشكلة غياب المجففات من قبل الحكومة، لافتاً إلى أن الحل سيكون بتكرار ما حدث في العام الماضي، حين اعتمد المزارعون على المجففات الخاصة.
ووفقاً لوعود “سودين”، فإن المؤسسة ستتحمل تكاليف التجفيف، وهي جادة في استلام كميات كبيرة من الإنتاج المحلي لتقليل الحاجة إلى الاستيراد.
ويُعد غياب مجففات الحكومة أحد الأسباب الرئيسة لتراجع زراعة الذرة الصفراء في حماة. وكانت تلك المجففات قد نُقلت إلى محافظة الرقة، مما زاد من الأعباء على المزارعين.
ونتيجة لذلك، ستكتظ الطرقات العامة في مناطق زراعة المحصول بالذرة الصفراء لتجفيفها، في ظل ارتفاع تكاليف نقل المحصول إلى المجففات الخاصة. ورغم وعود مؤسسة الأعلاف، يبقى عدم إصلاح المجففات المحلية ونقلها خارج المحافظة تحدياً كبيراً يؤرق المزارعين.
وأعرب عدد من المزارعين عن رغبتهم في تسليم إنتاجهم لمؤسسة الأعلاف، لكنهم عبروا عن مخاوفهم من أن تكون التسعيرة غير مناسبة، مما قد يدفع التجار إلى التدخل وعرض أسعار أفضل، فيضطرون إلى بيع المحصول لهم لضمان تحقيق الربح.
ويُعتبر القطاع الزراعي في سوريا أحد الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني، إذ يوفر فرص عمل لشريحة كبيرة من السكان، خاصة في المناطق الريفية، ويعتمد الإنتاج الزراعي في سوريا على الزراعة المروية والبعلية، ويشمل محاصيل رئيسة مثل القمح والشعير والقطن، لكنه تعرض لأضرار كبيرة خلال السنوات الماضية، بما في ذلك نقص الموارد وتراجع الإنتاج.
لم تحرك الحكومة ساكناً تجاه الأزمات المتتالية التي أضرت بالقطاع الزراعي، بل كانت سياساتها القمعية سبباً في تفاقم المشكلات الاقتصادية، وتغيب الكهرباء عن معظم مناطقها، وسط غلاء المحروقات وعدم توفرها، مما دفع المزارعين إلى اللجوء إلى حلول بدائية مثل استخدام الحمير والبغال للتنقل وحراثة الأرض.