لكل السوريين

مزارعو زيتون في مصياف يتوقعون بتراجع كبير في الإنتاج

حماة/ جمانة خالد

يتحضّر مراد 47 عاماً من منطقة مصياف غربي حماة، لشراء مؤونة أسرته من الزيتون هذا العام، رغم أنه يملك بستان زيتون مساحته ١٨ دونم.

رغم أن مراد لديه حقل من الزيتون لكن الرجل غير متفائل بموسمه بعد أن ضربته الأوبئة والحشرات، ما ينذر بموسم غير جيد لكثير من مزارعي الزيتون.

مشكلة تراجع إنتاج الزيتون لهذا العام طالت معظم قرى مصياف، بنسب مختلفة، فقد خلت الكثير من الحقول من الثمار إذ لم تزد نسبة الأشجار المثمرة على شجرتين من كل عشر شجرات بما يقارب ٢ بالمئة من المجموع.

ووفق أصحاب حقول، أن أقل من مئتي ميليمتر من الأمطار لاتكفي لرعاية أشجار الزيتون التي لم تأخذ كفايتها في مربعانية الشتاء ولم تحصل الأشجار على ريات إضافية، على الرغم من تقديم الرعاية المطلوبة بالسماد الذي ارتفعت كلفته هذا العام وفلاحة الأرض، لكن قلة الأمطار أثرت لدرجة أنها لم تذب السماد الذي وزعته حول الأشجار، وحاول المزارعون السقاية خلال الصيف لكن دون جدوى فالعطش ظاهر على الأشجار وهذا ما يجعل أثر الجفاف يمتد للموسم القادم فلا نمو جديد للأغصان.

وبحسب مراد “مشكلة الزيتون لا تتوقف عند الزيتون كطعام لأن تراجع الإنتاج سينعكس على أسعار زيت الزيتون التي ارتفع سعرها الموسم الفائت من ٧٥ ألف الى ٢٠٠ ألف نهاية الموسم للتنكة”.

ورغم أن الأشجار أزهرت بكثافة لكنها لم تنتج ثماراً لأن درجات الحرارة والرطوبة لم تكن مناسبة وانخفض الإنتاج إلى 10 بالمئة من إنتاج الموسم الماضي، لأن معدل الأمطار ٢٥٠ مم لم يتحقق والأهالي بالفعل أمام مشكلة حقيقة في الحصول على الزيت والزيتون.

أكد مهندس في دائرة المكاتب المتخصصة بمديرية زراعة حماة أن التقديرات الأولية لإنتاج الزيتون هذا الموسم في منطقة مصياف بلغت ما يزيد على 10000 طن منها 844 طنا سقي و9506 أطنان بعل مشيرا الى انخفاض انتاج أشجار الزيتون لهذا العام.

وأضاف “إن اسباب انخفاض الانتاج تعود للجفاف وارتفاع درجات الحرارة الأمر الذي أدى الى جفاف العناقيد الزهرية الحديثة وتساقط العقد الحديث خلال شهر نيسان إضافة إلى تعرض الأشجار للإصابة بذبابة ثمار الزيتون خلال شهر أيلول ما أدى إلى تساقط الثمار”.

وأشار “بلغ عدد معاصر الزيتون العاملة ضمن مجال عمل دائرة زراعة مصياف 12 معصرة تم تزويدها باحتياجاتها من مادة المازوت اللازمة لعملها وذلك حسب الطاقة الإنتاجية لكل منها وحسب عدد ساعات عملها”، بحسب تصريح لصحيفة محلية.

وتتركز زراعة الزيتون بمحافظة حماة في مصياف ووادي العيون وربعو وبعرين والسويدة والبياضة والزينة ولا تخلو أغلب القرى من هذه الزراعة التي تحتل مكانة ومساحة أكثر من أي نوع آخر من الأشجار المثمرة.

ومن الأصناف التي تشتهر بها منطقة مصياف الصوراني والقيسي والخضراوي والدعيبلي ويعتبر كل من الصوراني والقيسي من الأصناف المرغوبة للزراعة في منطقة مصياف لإنتاجيتها العالية وملاءمة مناخ المنطقة لزراعتها.

ويتجاوز عدد أشجار الزيتون المزروعة في مصياف 3 ملايين شجرة منها نحو 155 الف شجرة سقي وما يزيد على 3 ملايين شجرة بعل ويبلغ عدد الأشجار المثمرة نحو 5ر2 مليون شجرة منها 120 ألفا سقي وما يزيد على 2 مليون شجرة مثمرة بعل.