تقرير/ سلاف العلي
تواجه مدينة اللاذقية أزمة حادة في توفر بوابات الإنترنت، حيث أصبحت هذه الخدمة الضرورية تحتاج الى متابعة وصبر وثبات للحصول عليها في اللاذقية.
يعاني مستخدمو الانترنت باللاذقية وريفها من مشكلات تقنية عديدة، إذ ترتبط سرعة الإنترنت بعوامل عدة مثل قرب البوابة من المركز وجودة الكابلات الأرضية، التي أصبحت شبه تالفة وتتعرض للتلف بسبب الحفريات والأمطار.
وتسود حالة عدم الرضا من عمل الاتصالات في مدينة اللاذقية، حيث يشتكي الأهالي من عدم وجود عدالة في تقديم الخدمات، ففي وقت يتم تزويد بعض المجمعات الضوئية بالطاقة الشمسية لضمان استمرار عملها في فترة انقطاع الكهرباء هناك قرى لم تصل إليها لا خدمات الإنترنت ولا حتى تحسين على المجمعات الضوئية، ويبقى التساؤل ما هو الأساس الذي يتم الاستناد عليه لتقرير أفضلية قرية على أخرى او منطقة على أخرى، في الحصول على جودة أفضل.
تتفاقم مشكلة الاتصالات يوما بعد آخر حتى باتت عامة لتعاني منها غالبية المواطنين في ريف ومدينة اللاذقية، لكن هذه المشكلة لم تقف عند البطء في إرسال واستقبال البيانات أو البرامج والتطبيقات التي لا تعمل بكفاءة مثل: الواتساب والماسنجر، إذ يبدو أن معاناة أهالي اللاذقية مع خدمات الانترنت أكبرُ من مجرد بطء وانخفاض في جودة البرامج، وتظهر مسألة عدم وصول خدمة الانترنت من الأساس إلى الكثير من المناطق سواء حول طوق المدينة أو الريف، مما يجعل أهالي تلك المناطق وجبة دسمة لشركات الخليوي التي لا يقل سعر استهلاك الشخص الواحد للأنترنت من خلالها عن 8 آلاف ليرة شهريا.
هناك الكثير من المخاوف التي تقض مضجع مستخدمي الانترنت باللاذقية، والخوف الأكبر كما يرويه البعض هو من تطبيق نظام الباقات الذي لوحت به الشركة السورية للاتصالات عدة مرات، ويجمع كل المواطنين، على انه من الظلم تطبيق هكذا قرار في بلد يعاني أهله من البؤس الاقتصادي وعدم الاكتفاء، وفي حال تطبيقه سيكون بمثابة الحكم القسري على غالبية المواطنين بتوديع الإنترنت واعتباره من الكماليات.
وتأتي جودة تطبيقات وبرامج التواصل الاجتماعي في آخر سلم اهتمامات أهل اللاذقية وريفها كونهم يعانون من الاستنزاف والتقصير منذ سنوات، لكن زادت الشكوك حول الخدمة من ذهب الشعار الذي ترفعه مديرية الاتصالات لمشغلات الخليوي بسبب استغلال واستنزاف المواطن والتقصير في إيصال خدمات الإنترنت إلى مستحقيها، حيث ان بطء الواتساب والماسنجر في اللاذقية وريفها لا يخدم إلا شركات الخليوي التي تمنع المواطن من استخدام الاتصال من خلالها عبر اللجوء إلى هذه التطبيقات الأقل استهلاكا وهذا يعتبر أسوأ من حظرها، يضاف الى ذلك ، ان هذا البطء متعمد لدفع المواطن إلى استخدام برامج كاسر بروكسي المعروف بحاجته إلى باقات إنترنت أكبر حجما، وهذا يصب في مصلحة شركات الخليوي فقط، كون مشاكل وأعطال الواتساب والماسنجر باللاذقية وريفها متواصلة منذ سنوات ، مما يجعل المواطنين ضحية، يعيش سكان اللاذقية وأريافها على الوعود المنشودة بإيصال خدمات الإنترنت لكل المناطق وألا تبقى الحرب الحالية شماعة دائمة، والأمل الأكبر بتطبيق عدالة التوزيع وتخديمها بالإنترنت بسرعة كبيرة.
وتبقى معاناة المواطنين في عدم القدرة على تركيب بوابات انترنت في المقاسم العامة، ما يتسبب بفتح سوق سوداء اتصالية أسوة بالأسواق السوداء بباقي المجالات الحياتية، إذ بين آخرون عدم توافر بوابات في عدد من المقاسم رغم التسجيل المسبق منذ عدة سنوات، علما أنها متوافرة في السوق السوداء بأسعار تتجاوز الثلاثة ملايين ليرة سورية، حسب ما يتم طرحه للبيع والتنازل عنها للمستخدم الجديد، ولا أحد يعلم ما هو سبب عدم توافر بوابات جديدة في المقاسم منذ زمن طويل، فالمركز الرئيسي للهاتف التابع للدولة لا يملك ما يكفي من البوابات لتلبية الطلب، ويتوجب على المواطن التسجيل في الدور لفترات طويلة للحصول على بوابة، رغم أنه يحق لكل مواطن تركيب بوابة بشرط وجود خط هاتف، فأكثر الصعوبات التي تواجه المواطنين هي التسجيل على الدور، ومع غياب البوابات وشبكات الإنترنت الكافية، لذلك اتجه الأهالي إلى المراكز الخاصة التي زاد عددها على عشرة مراكز في المدينة، ومع ذلك، يواجه المواطنون مشكلات كبيرة في التعامل مع هذه المراكز،
إن تكلفة بوابة الإنترنت من الدولة تتراوح بين 80 الى 90 ألف ليرة سورية، بينما تصل التكلفة في المراكز الخاصة الى المليون ونصف ليرة سورية، حسب كل شركة، يشار الى أن بعض المراكز الخاصة قد تستغل المواطنين عبر رفع العمولات أو حتى تعرضهم للنصب، مثل تسجيل عائلتين على نفس البوابة دون علمهم، مما يضطرهم لدفع القسط الشهري مرتين.
المشاكل التقنية والسرعات الوهمية
السيد جعفر وهو مهندس من أحد القرى المحيطة يوضح لنا قائلا: أن السرعات المقدمة غالباً ما تكون وهمية، حيث لا تصمد الباقات ذات سرعة 1 ميغا لأكثر من عشرة أيام، وأن الدولة لجأت لاستخدام كابلات مستعملة بعد تعرض الكابلات الأصلية للسرقة، مما أثر سلبا على جودة الخدمة، كما أن الرواتب المتدنية للعاملين تحد من قدرتهم على القيام بواجبهم بشكل كامل، ولا بد من الإشارة الى مشكلة خطيرة تواجه الخدمة، وهي السرقات والتعديات على خطوط الهاتف، التي تحرم آلاف المشتركين لفترات طويلة من الخدمة، نتيجة الصعوبات التي تواجهها الشركة في عمليات الصيانة، وضعف الإمكانات، ولا تقتصر معاناة الإنترنت على احياء اللاذقية فقط، بل تمتد إلى القرى، حيث لا يحصل السكان على خدمة الإنترنت إلا خلال فترة توافر التيار الكهربائي ، مما يؤدي إلى عدم استقرار الخدمة رغم دفع الموطنين لكافة رسوم الاشتراك.
السيد خلدون وهو مهندس انترنت أضاف قائلا: تؤكد مديرية الاتصالات على رفع الأسعار، رغم ان الخدمة السيئة، لكنها مستمرة، وستقوم بتركيب منصات حزمة عريضة لتوفير بوابات انترنت جديدة في مجمعة سقوبين بسعة /512/ بوابة ومقسم جبلة بسعة /1024/ بوابة تضاف إلى /1024/ بوابة تم وضعها في الاستثمار والخدمة خلال الشهر القادم، وبمقسم تشرين ضمن خطة الفرع لهذا العام التي تشمل 25 ألف بوابة، وأضاف أنه سيتم الإعلان عن البوابات الجديدة وستوضع في الخدمة خلال الأسبوع القادم ولفت إلى أنه ستعطى مهلة يومين للمشتركين لمراجعة المقسم عبر رسالة إلى رقم المشترك لتركيب الخدمة التي ستتم وفق أولوية التسجيل، وأشار إلى أن خطة التوسع بعدد البوابات تشمل أيضا 20 مركزا هاتفيا على كامل جغرافية المحافظة في المدن وريف المحافظة لتلبية الطلب المتزايد على الانترنت، ويتم تنفيذها بموجب عقود مركزية وترتبط بتوريد التجهيزات إلى المحافظة، والعمل يتم على تجهيز البنى التحتية اللازمة لعملية التوسع التي ستتم في هذه المراكز تباعا وبسعات مختلفة، ومن جهة أخرى ذكر أن المديرية ستنفذ شبكات هاتفية رئيسة وفرعية نحاسية وربطا ضوئيا في قرية البور بريف القرداحة يخدم القرى المجاورة وفي قرية حلبكو التابعة لبلدة بيت ياشوط في ريف جبلة ، كما يتم التحضير لاستلام وحدة جديدة بسعة 1024 بوابة وتركيبها في مقسم الكورنيش الجنوبي، إضافة إلى الاستمرار بتقديم خدمة الفايبر نت، التي بدأ العمل فيها العام الماضي لتأمين الإنترنت عبر الألياف الضوئية بسرعات عالية تتراوح بين 6 و 200 ميغا، وأن الفايبر نت يستهدف الفعاليات التجارية والاقتصادية والاجتماعية والمشتركين الطالبين لهذه الخدمة، وتم تنفيذ سبع كبائن ضوئية لهذه الغاية في مدينة اللاذقية ووصل عدد المشتركين بهذه الخدمة ل 200 ألف مشترك حتى الآن، كما أنه سيتم التوسع بخدمة الفايبر نت لتشمل حتى الأرياف مع ازدياد الطلب عليها.