لكل السوريين

أمل دادا: “كان للمرأة دور ريادي في 2021، وستحقق المزيد في العام الحالي”

حاورتها/ مطيعة الحبيب  

أكدت أمل دادا؛ “بأن المرأة أخذت مكانة عالية من خلال تطبيق الرئاسة المشتركة من ناحية، ومشاركتها في العمل السياسي، الذي كان سبب في إنجازها وتخطيها لجميع العراقيل العشائرية وتخليصها من الذهنية السلطوية الحاكمة”.

وحول هذا الموضوع ومواضيع أخرى أجرت صحيفتنا “السوري” لقاء مع مطولا مع عضوة مكتب العلاقات العامة في مجلس سوريا الديمقراطية أمل دادا. وجاء الحوار على الشكل التالي:

ـ مع نهاية العام 2021 كيف تقيمين دور المرأة في شمال وشرق سوريا في كافة النواحي؟

المرأة في شمال شرق سوريا كان لها دوراً ريادياً لم يسبق له مثيل في كل الشرق الوسط وليست في سوريا وشمال شرق سوريا، كما أن الإدارة الذاتية نهجت نهجاً مختلفاً عن سائر أطراف الصراع في سوريا، حيث اخذت المرأة مكانة عالية فمنذ اعلان اول أدارة في مدينة القامشلي أوائل  2014 أخذت المرأة دورها في كافة مجالس الإدارة الذاتية.

ومع تطبيق الرئاسة المشتركة التي كانت سبب خلاص المرأة من بعض المفاهيم التي عانت منها حيث كانت من المعتاد دائما وضمن الثقافات السلطوية الحاكمة القائمة في العالم عموماً وفي منطقة الشرق الاوسط خصوصاً أن السلطات البارزة هي فقط من حقوق الرجل وهو الوحيد المخول للقيام بهذه المهام وتلك الذهنية خلقت لدى الكثير من النساء حالة من عدم الثقة بالنفس معتقدات انهنا غير قادرات على القيام بمهام الإدارة ضمن المؤسسات ولعب دور بارز في بناء المجتمع.

ـ كان العام الماضي عاما حافلا بالنشاطات النسوية فعلى ما يدل ذلك بالضبط؟

كانت هناك نشاطات نسوية كثيرة حيث ازدادت مشاركات المرأة في مؤسسات الإدارة لتتجاوز نسبة الـ50% خاصة في مجال التعليم والدور البارز لها وفعالياتها باتت واضحا وجليا لجميع الاطراف المحلية والاقليمية والدولية، إنما يدل ذلك على تخطي المرأة بعض العراقيل واستطاعت اثبات نفسها وإظهار قدراتها في تلك المجالات.

ـ في الناحية السياسية بالتحديد، شاركت المرأة في عدة فعاليات سياسية سواء في داخل سوريا أو خارجها فهل كانت مشاركة فعالة؟

كان للمرأة دوراً فعالاً على جميع الأصعدة وبدأت تمارس دورها في المجال السياسية والتخلص إلى حد ما من الذهنيات السلطوية، ومن خلالها استطاعت المرأة اثبات قدراتها في تلك المجالات ودورها في ممارسة الرئاسة المشتركة، وهو الشيء الذي لعب دوراً هام للرفع من شأن المرأة.

برأيك ماهي أبرز الصعوبات التي تجاوزتها نساء شمال شرقي البلاد؟

تجاوزت المرأة العديد من العراقيل والتحديات من خلال سنوات المقاومة والنضال ومن أجل ترسيخ العمل النسوي والحفاض عليه من الضياع، تم تشكيل الكثير من المؤسسات والمكاتب الخاصة بالمرأة وصولاً إلى تشكيل منسقية المرأة لشمال شرق سوريا التي ادرجت في مطلع عام 2021 ضمن هيكلية الإدارة الذاتية وذلك لتمكين العمل الاداري للمرأة وتطويرها.

كل هذه المكتسبات ما كانت لتتحقق مالم تتحلى المرأة بالوعي وتدرك الواقع الذي تعيشه، والتي انجزت من خلال التنظيم والتدريب والتوعية الفكرية فكان لتأسيس الأكاديميات الخاصة بالمرأة، والتي تعمل على تمكين المرأة من كل النواحي الاجتماعية والاقتصادية والادارية ابتداء من معرفة ذاتها وصولاً إلى السير على درب الحرية.

ـ حتى اللحظة ومع كل الانشطة النسوية وظهورها إعلاميا ولا تزال الفعاليات النسوية في مناطق الحكومة معدومة, السورية فلماذا؟

على الرغم من  هذا  التقدم التي حققته المرأة والدور التي تلعبه في مناطق شرق سوريا لم يتم تحقيقه ضمن الانظمة الشمولية المقصود بها حكومة دمشق، التي يكون فيها دور المرأة وقيامها بهذه الادوار تقريبا شبه معدومة أو ضعيف جداً ومحجم ضمن وظائف معينة.

ـ بالنسبة لمسد, كان له نشاط واضح هذا العام, فكيف تقيميها؟

من أهم و أبرز الانشطة التي قامة بها مجلس سوريا الديمقراطي خلال العام المنصرم، زارت وفودنا المشكّلة من مجلس سوريا الديمقراطية والادارة الذاتية العديد من الدول الاوربية وامريكيا وروسيا والسويد، فمن الناحية الدبلوماسية تم تحقيق تقدم كبير ومتطور عن الاعوام السابقة وانفتاح بتجاه الغرب.

فكانت الجولات واللقاءات بأعلى المستويات مع برلمانات ووزراء خارجية؛ وشخصيات بارزة من خلال هذه الجولات، مجلس سوريا الديمقراطية أظهر ثقله على الصعيد الدبلوماسي، وأغلب النقاشات كانت حول الوضع السوري والعملية السياسية وأين تتجه؛ وماذا يتوجب على المجتمع الدولي حيال الشعب السوري، ولماذا جميع السوريين لا يشاركون بالعملية السياسية والسؤال عن سبب ابعاد مجلس سوريا الديمقراطية عن العملية السياسية، وأيضاً تم التباحث عن الوضع الانساني وعن المعابر والوضع المعيشي الاقتصادي للسكان في سوريا.

ـ هل لعب الجانب النسوي دوره بشكل فعال في نشاط مسد بصفتك عضو نسائي فيه؟

كان للمرأة الدور الريادي والفعال بكافة المؤسسات، كلنا نعلم السيدة “الهام الاحمد” كان لها الدور المميز في جميع اللقاءات والمباحثات والزيارات التي تمت في الخارج وبالإضافة إلى رفيقاتنا والنساء المتواجدات في خارج سوريا اللواتي يعملنا في المجال السياسي والدبلوماسي ممثلاتنا في واشنطن وروسيا والسويد.

ـ بالنسبة للهجمات التركية على شمال وشرق سوريا, هل ستؤثر على موضوع الحوار السوري – السوري ومن المستفيد من تلك الهجمات غير تركيا؟

بطبع الهجمات التركيا لا تزال إلى يومنا هذا مستمر والتي تستهدف بتحديد التنظيمات النسوية المتحررة لأنهم يعلمون جيداً أن المرأة هي صمام الامان في المناطق الادارة الذاتية. خير مثال على ذلك التنظيمات؛ استهداف الاحتلال التركي ومرتزقته هفرين خلف الامين العام لحزب سوريا المستقبل والدليل على حقدهم وأسلوبهم اللاإنساني وغيرها, وأيضاً الناشطات في كوباني فهم لا يستهدفون المرأة الكردية فقط وإنما المرأة العربية.

طبعا المستفاد الأكبر هي تركيا ومرتزقتها  بهدف احتلال القسم الأكبر من أراضينا وقتل وتشريد وانتهاكات بحق المرأة.

ـ الحرب الاقتصادية التي تتعرض لها شمال وشرق سوريا, على ما يبدو أن الهدف منها تأجيج الشعب ضد الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية ومسد حتى, هل تتفقين في ذلك, ولماذا؟

بطبع لا اتفق على هذا الشي لأنه يتبع سياسة التجويع وزحزحة الأمان والاستقرار بين المواطنين والإدارة الذاتية تعمل جاهدة لتأمين كل سبل العيش المقدس للشعب إن كانت في المخيمات وغير المخيمات.

ـ توقعاتك للعام الجديد, بالنسبة للجانب النسوي على وجه التحديد؟

سوف نقوم بالعمل على تشريع قانون خاص بالمرأة حيث سنقوم بموجبه على تجريم تزويج القاصرات، أساساً هذا القانون طبق في بعض مناطق الادارات الذاتية وليست المدنية والقتل بجريمة الشرف والتزويج القسري وتعدد الزوجات والاستغلال الجنسي للمرأة والعنف الاسري وكذلك تم الغاء المهور والمساوة بين المرأة والرجل في الاجور والميراث والشهادة في المحاكم وغيرها.

ـ ما هي أبرز المعوقات التي ستعترض مسيرة المرأة برأيك في العام الحالي؟

المعوقات التي تعترض مسيرة المرأة هي نفسها المعوقات التي تفرضها الذهنية الذكورية السلطوية والعادات والتقاليد والمجتمعات العشائرية التي خفت نوعا ما لكنها تختلف من منطقة الى اخرى ولكن بالقوانين وتشريعات ورفع مستوى الوعي لدى المجتمع سيتم تخطي هذه المعوقات ولكن نحتاج إلى الوقت والمزيد من الجهد والعمل.

ـ وسط الحديث عن انتخابات في شمال شرقي سوريا هل ترين أن المرأة ستنال حقها الكامل أم أن السلطة الذكورية ستبقى ملقية بظلامها حتى وإن كانت انتخابات منصفة؟

بالنسبة للانتخابات في شمال شرق سوريا هذه الانتخابات جاءت تطبيقا لاحد مخرجات مؤتمر ابناء الجزيرة والفرات، هذه الندوات الثلاثة عشر التي عقدة فكل الادارات الذاتية والمدنية والتي أكدت على ضرورة هذه الانتخابات من خلال مدة لا تتجاوز العام.

والادارة الذاتية بدورها أعلنت عن بدأ تحضيراتها لبدء لأجراء هذه الانتخابات المحلية في شمال وشرق سوريا طبعاً المرأة ستنال حقها من خلال القوانين والتشريعات والنصوص الموجودة من العقد الاجتماعي الذي هو بمثابة دستور لشمال وشرق سوريا.

ـ كلمة أخيرة توجهيها عبر صحيفتنا؟

المرأة ماتزال تحتاج إلى الدعم وتصعيد المقاومة لتحقيق المزيد من النجاحات والحفاظ على هذه المكتسبات لتخطيها جميع العقبات والعراقيل وتخليصها من الذهنية الذكورية.