لكل السوريين

وسائل بديلة للدفء يبتكرها أهالي حماة.. هل تمنع عنهم البرد؟

حماة/ جمانة الخالد

لعل أدوات التدفئة الجديدة تلك تركز على جمع أشياء غريبة لم يعتد عليها أهالي حماة من قبل، مثل جمع “الكراتين والجلة” والملابس القديمة، فضلا عن بقايا أغصان الأشجار والقش وأكواز الصنوبر، وسط الأزمات الاقتصادية المتلاحقة التي يعيشونها.

بعد تنافس سعر الحطب لسعر المازوت تزامنا مع اقتراب فصل الشتاء البارد في حماة، تقوم بعض العائلات تأمين أدوات أخرى علها تحميهم من برد شتائهم القادم، خاصة بعد ما عاشوه في السنوات الأخيرة من عدم توزيع مازوت التدفئة المدعوم، وفوضى أسعار الحر منه، وارتفاع أسعار الحطب وغيرها من وسائل التدفئة الحديثة.

مؤخرا، تقوم بعض الأُسر بجمع “الكرتون” والملابس القديمة من أجل استخدامها للتدفئة في الشتاء، في المقابل، شهدت أسعار الحطب ارتفاعا كبيرا حتى قبل أن يبدأ الشتاء، حيث وصل سعر كيلو الحطب لأكثر من 2000 ليرة سورية، بالإضافة لانطلاق بورصة السوق السوداء في بيع المازوت ليسجل اللتر الواحد 13000 ألف ليرة سورية.

فقد وصل سعر طن الحطب “الليمون – السنديان” إلى 3 ملايين و200 ألف ليرة سورية، أما سعر طن حطب الصنوبر فسجّل 3 ملايين و400 ألف، حيث كان سعره قبل شهرين مليون ونصف ليرة سورية.

يعود سبب ارتفاع أسعار الحطب لزيادة الطلب عليه من قبل الأهالي وكذلك أجرة النقل، في يصل سعر غالون المازوت بسعة 20 لتر حاليا ومع دخول فصل الشتاء وموسم البرد يسجل في السوق السوداء أكثر من 300 ألف ليرة سورية، أي أن سعر اللتر يعادل ما يزيد على 15 ألف ليرة سورية.

أكثر من 25 بالمئة من المواطنين في حماة، لم يحصلوا خلال العام الماضي على مستحقاتهم من مازوت التدفئة، واعتادوا على شراء احتياجاتهم من السوق السوداء، ما كلّفهم أعباءً اقتصادية جمّة.

لذلك فإن أي تأخير في عملية توزيع المازوت سيُجبر نسبة كبيرة من الأهالي على التخلي عن مدافئ المازوت واستخدام مواقد الحطب. كما أن نسبة كبيرة من الناس يعتمدون تلقائيا على الحطب كوسيلة للتدفئة، نظرا لأن مخصصات مازوت التدفئة غير كافية من جهة، ولعدم قدرتهم على شراء المازوت بالسعر الحر من جهة أخرى.

الحكومة تقوم بتوزيع مازوت التدفئة على دفعتين، وتتكون كل دفعة من 50 لترا من المادة، وهنا يقول المواطنون إن هذه الكمية تكفيهم فقط لمدة 3 أسابيع أو شهر واحد في حال تقنين استهلاك الأسرة للمادة.

على إثر ارتفاع أسعار المازوت المدعوم والحر، بجانب عدم كفاية المخصصات للتدفئة، ما دفع الكثيرون للبحث عن بدائل له هذا العام أيضا على غرار العامين الماضيين، تكون أقل تكلفة وأكثر وفرة.

إلى حين زيادة المخصصات للأسر وتخفيض ثمنها يبقى أهالي حماة يأنون تحت وطأة البرد القارس، خاصة أن الشتاء هذا العام دخل مبكراً وبدرجات قياسية لم تسجل في السابق، وتبقى مخاوفهم من القادم.