لكل السوريين

أرقام جنونية في فواتير الكهرباء في جبلة

اللاذقية/ سلاف العلي 

سجلت فواتير الكهرباء ارتفاعات حادة، خلال الأربعة أشهر الأولى من العام الحالي في مدينة اللاذقية، بأضعاف مضاعفة عن الدورات السابقة، خصوصاً لشرائح التجار والصناعيين.

صاحب مقهى في مدينة جبلة, معروف بأبو صلاح الدرجي, اخبرناه اننا سمعنا من المواطنين تذمرك وتأففك من قصة الأرقام الجهنمية التي أتت بفواتير الكهرباء , رحب بنا واستقبلنا وقال لنا إن فاتورة الكهرباء عن شهري كانون الثاني وشباط بلغت: مليون و200 ألف ليرة، وبمعدل ارتفاع خمسة أضعاف عن الدورة السابقة، وكانت فاتورة الكهرباء تتراوح شهريا بين175-250 ألف ليرة.

وأضاف أن الارتفاع المفاجئ في فاتورة الكهرباء، دفعه للتفكير في إغلاق المقهى، أو تسريح عدد من العاملين لديه, مع العلم وانتم تعرفون ذلك, أن التيار الكهربائي في اسوء حالاته بمعدل ساعة ونصف كهرباء مقابل اربع ساعات ونصف قطع, أو ساعة كهرباء تقابل خمس ساعات قطع ’فحتى وقت حصة مجيء الكهرباء تتعرض للقطع مرة أو مرتين بما يعادل الثلث إلى نصف ساعة, والغريب بالأمر لنفترض أن الكهرباء  ولم تعد تنقطع, فكم سيصبح قيمة الفاتورة؟

وقمنا بزيارة إلى ورشة نجارة، ويقال لصاحبها المعلم أبو عفيف النجار, وطرحنا  عليه موضوع فاتورة الكهرباء حيث قال: لقد بلغت فاتورتي مليونين و400 ألف ليرة، وكانت سابقا تتراوح بين 300-400 ألف ليرة، وقال المعلم مالك الورشة: لقد كدت ان اصاب بالجلطة عندما سمعت قيمة الفاتورة، وبكل هدوء هذا الامر سيدفعني انا وغيري الى رفع أجور العمل أضعافا مضاعفة، أو الإغلاق، وعلى ما يبدو أصبحنا نعيش تحت شعار الأمل بنهب جيوب المواطنين.

كذلك سجلت فواتير الكهرباء للشرائح المنزلية، ارتفاعاً تراوح بين الضعف والضعفين، عن الدورات السابقة. مواطنة تدعى ام عمر فلفلة ,وتسكن بجانب جامع الصديق، قالت لنا، إنها دفعت 5000 ليرة سورية، بينما كانت فاتورة الكهرباء عن كل دورة لا تتجاوز 850-1500 ليرة سورية, رغم اننا نتمنى ان تأتينا الكهرباء ساعة نظامية ودون تقطع, صار املنا كبير بالاستحمام كل 15  يوم, اما الغسيل فحدثي ولا حرج, نغسل بالتقسيط الممل, صار عندنا شوق حقيقي نسمع صوت الاذان بكل الأوقات.

المواطن إسماعيل أبو جعفر ورفض ذكر كنيته, قال انا دفعت 6000 ليرة سورية, وكانت سابقا فاتورتنا تتراوح بين 900 الى 1600 ليرة سورية, ويبدو جماعة الكهرباء عم يجبروا المواطن على دفع ضريبة انقطاع الكهرباء ومطالبتنا بزيادة ساعات الوصل, حتى البطاريات التي نستعملها في إضاءة اللدات , لم تعد تشحن بشكل سليم, ولا نعرف كيف أولادنا سيدرسون بعد المغيب , عداك عن قصة شحن الموبايلات, ويبدو انهم سيجبروننا على ان ندبر انفسنا والعمل على شراء ما سموه بالطاقة البديلة, يمكن شي حدا من المافيات جايب شي صفقة من هذه الالواح الشمية ويريد بيعها بأقصى سرعة, ويمكن بالتواطؤ مع شي حدا يشتغل بالكهرباء , اللي يتمقطعوا بالمواطنين.

وكانت مديرية الكهرباء، قد أصدرت قرارا يقضي برفع أسعار الكهرباء، لمعظم الشرائح، بنسب تتراوح بين 100%-800%، وبدأت تطبيق القرار منذ مطلع تشرين الثاني، في العام الماضي، في وقت تشهد فيه البلاد أزمات خانقة في كافة نواحي الحياة.

مسؤولو الحكومة كعادتهم، أطلقوا تصريحات لتبرير أسباب التضخم الكبير في فواتير الكهرباء. حيث صرح مدير مركزي في مديرية الكهرباء باللاذقية : إن حجم التغيير في استهلاك الكهرباء، بعد تطبيق التعرفة الجديدة للكهرباء، لم يتم تحديده حتى الآن، وذلك بسبب ارتفاع ساعات التقنين خلال الأشهر الماضية، وخاصة شهري كانون الأول والثاني وشباط، وارتفاع حاجة المستهلكين للكهرباء خاصة لأغراض التدفئة بعيدا عن الكلفة مع غياب وسائل التدفئة التقليدية.

ونقل عن أحد المهندسين في مديرية الكهرباء باللاذقية، قوله أن “معظم الزيادة على التعرفة كانت في الشريحة الرابعة والخامسة، التي تصل فيها قيم الكيلو لحدود 150 ليرة، “لأن أصحاب هذه الشريحة ليسوا من ضمن الشرائح المستهدفة من الوزارة في الدعم لأنهم يمثلون شريحة عالية الاستهلاك”.