لكل السوريين

ضباط منشقون عن دمشق سابقا وأنقرة لاحقا يؤكدون لصحيفتنا أن هدف الأتراك هو احتلال المزيد من الأراضي السورية

السوري/ إدلب ـ اعتبر ضباط منشقون عن الحكومة السورية، وعن التنظيمات التي تدعمها دولة الاحتلال التركي، اعتبروا أن ما يدور في إدلب من اتفاقات ما هو إلا دلالة على محاولة الأطراف التي تسمى بالضامنة في منطقة ما تعرف بخفض التصعيد لإطالة أمد الأزمة السورية، بغية تحقيق مصالح مستدامة في سوريا.

وتشهد منطقة شمال غرب سوريا بين الفينة والأخرى اتفاقات عسكرية وسياسية متوالية، حيث شهد العام الماضي اتفاقا جرى بين الأتراك والروس أدى إلى إيقاف العملية العسكرية التي كانت قد شنتها قوات الحكومة السورية المسنودة بالطائرات الروسية على مرتزقة هيئة تحرير الشام المدعومين من قبل دولة الاحتلال التركي.

وفي هذا السياق، التقى مراسلنا في إدلب مع أحد الضباط المنشقين عن صفوف القوات الحكومية في العام 2012، والذي التحق بأحد الفصائل العسكرية الموالية لدولة الاحتلال التركي وانشق عنها، ويدعى أكرم، وكان يشغل منصب نقيب قبل بدء الأزمة، والذي قال “شنت روسيا وقوات الأسد هجوما على مواقع جبهة النصرة التي تتلقى الدعم العلني من قبل الدولة التركية، بعدها حدث اتفاق بين الجانبين، أفضى إلى وقف إطلاق النار، ونتج عنه تشريد وتهجير ما لا يقل عن مليون ومئتين ألف مواطن”.

وأشار إلى أن المواطنين في شمال غرب البلاد هم كانوا الضحية الأكبر لهذه الاتفاقيات، متوقعا أن الاتفاق الذي لا يزال صامدا رغم بعض الخروقات بحسبه لا يعد الأخير وإنما سيكون هناك هجوم آخر ستشنه قوات الحكومة على المنطقة التي تخضع لنفوذ الدولة التركية.

ورأئ أكرم أن استمرار تركيا بإدخال قواتها إلى سوريا يكشف زيف الشعارات التي صدعت رؤوس من والاها بها، موضحا أن الاتفاقيات التي جرت بينها وبين الروس ما هي إلا تغليب لمصلحة هاتين الدولتين المحتلتين على حساب مصلحة الشعب السوري.

أبو أيهم، شغل منصب قائد عسكري في فصائل ما كان يعرف بالجيش الحر، وقبلها كان ضابطا برتبة مقدم في صفوف القوات الحكومية، وسبق له أن تحالف مع الأتراك، وتخلى عن التحالف، تحدث لمراسلنا عن سبب تخليه عن تحالفه هذا بالقول “تركيا جعلتنا ألعوبة بيدها، وأنا انشققت عن محالفتها بعد إبرامها اتفاقا مع الروس أفضى إلى تسليم المناطق الجنوبية وريف دمشق إلى الروس”.

واعتبر أن احتلال تركيا لعفرين هو احتلال لأرض سورية، وأن قيامها بإرسال مرتزقة إلى ليبيا يثبت للقارئ في الشأن السوري أن هدفها هو إعادة أمجاد العثمانيين، وأنه لا تسعى لتحقيق المصلحة الحقيقية للشعب السوري.

تقرير/ عباس إدلبي