لكل السوريين

ما بين التبرع بالدم والحجامة.. فوائد وأضرار

حاوره/ مجد محمد

ما بين الطب الحديث والطب البديل، هناك إجماع على أهمية التبرع بالدم لفوائده الكثيرة على الإنسان، فالتبرع بالدم له فوائد عظيمة وصحية وحتى إنسانية للمتبرع والمتبرع له، وحتى في الطب البديل تعتبر الحجامة ذو تأثير وفوائد عظيمة للشخص الذي يقوم بها للتخلص من السموم والدم الفاسد المترسب في الجسم.

وللحديث عن التبرع بالدم، والحجامة، ما بين الفوائد والطرق، والتفاصيل، وغيرها من المعلومات، عقدت صحيفتنا حواراً مطولاً مع الطبيب جمعة العيسى المختص في الطب البديل، ودار الحوار التالي:

*دكتور جمعة مرحباً بك بداية، ما بين التبرع بالدم، والحجامة، تعريف بسيط لكل منهما؟

أهلاً بك، الحجامة هي أحد أشكال الطب البديل القديم، والذي يعود إلى الحضارة المصرية القديمة، والحضارة الصينية، وحتى إنها سنّة في الشريعة الإسلامية، وهي عملية شفط الدم من أوردة صغيرة فرعية في الجلد/ أي الدم الراكد /وهذا الدم يكون مكاناً ملائماً للرواسب، والسموم، وتجمع الكريات الحمراء الهرمة، وتستخدم الحجامة في علاج العديد من الأمراض، وتعد من السنن النبوية، ويحتوي دم الحجامة فقط على الكريات الحمراء الهرمة والسموم، وتبقى الكريات البيضاء والحديد في الدم الأصلي، وبالتالي فإن الحجامة تساهم في تجديد الكريات الحمراء فقط، بينما التبرع بالدم هو سحب الدم من وريد رئيسي مباشرة/ أي الدم الجاري/، ويحوي دم التبرع على نسب من كريات الدم الحمراء، والبيضاء، والمواد الأخرى مثل الحديد مماثلة لتلك الموجودة في الدم الأصلي، وهذا يساهم في تجديد الدورة الدموية ككل.

*كمواعيد، ما هو أفضل وقت أو موعد للحجامة والتبرع بالدم؟

قبل أن أحدثك عن المواقيت، سأذكر لك إن الحجامة على نوعين وهي الحجامة الجافة وهي ما يعرف لدى العامة بكاسات الهواء، والحجامة الرطبة وهي التي يتم من خلالها سحب الدم الفاسد، كما هو معلوم طبياً فأن التبرع بالدم مسموح به كل ثلاثة أشهر للإنسان الطبيعي، أما بالنسبة للحجامة فيمكن إجراء الحجامة الجافة في أي وقت، أما بالنسبة للحجامة الرطبة فإذا كانت وقائية وغير طارئة فيفضل إجراؤها في اليوم السابع عشر أو التاسع عشر أو الحادي والعشرين من الشهر القمري الإسلامي بينما إذا كان هنالك حاجة طارئة فيمكن إجراؤها في أي وقت، ولكن كما هو متعارف في الطب النبوي في الشريعة الإسلامية فهي مستحبة في الربيع وحتى نهاية شهر نيسان.

*ما هي طريقة إجراء الحجامة؟

أقوم بداية بتحديد المنطقة التي سأضع أكواب الحجامة عليها، ومن ثم أقوم بتعقيم المنطقة التي تم تحديدها، وتعد خطوة التعقيم هامة جداً لمنع انتقال أي عدوى وتكرر خطوة التعقيم بعد نهاية عملية الحجامة، وبعدها أقوم بوضع الكاسات مع إشعال نار صغيرة بداخلها على المنطقة والتي بدورها ستقوم بسحب الدم نتيجة الضغط، وأقوم بإزالة الكاسات وخدش الجلد، حيث أقوم بعمل شقوق صغيرة سطحية متعددة بطول ١-٢ ملليمتر وبعمق ٠,١ ملليمتر لحاجز الجلد باستخدام مشرط معقم، حيث تساعد هذه الشقوق على إفراز السوائل التي تجمعت داخل الجلد المرتفع بفعل الشفط، ومن ثم يتم وضع الكوب على الموضع الذي تم إجراء الشقوق فيه والشفط مجدداً، وهنا سنلاحظ خروج دم أحمر قانئ أو أسود وهو الدم الفاسد وحتى نلاحظ تخثره سريعاً، وعندها ننتهي ونضع الشاش المعقم، هذا بالنسبة للحجامة الرطبة، وبينما الحجامة الجافة نفس الخطوات من دون إحداث خدوش على الجسم وإخراج دم.

*لماذا نعمد إلى فعل الحجامة؟ أو ماذا تعالج الحجامة؟

الحجامة تعتبر علاج مساعد لعدة أمراض ومنها، لآلام الهيكلية العضلية مثل فتق القرص القطني، وداء الفقار الرقبية، وألم العضد المذلي الليلي، وألم أسفل الظهر العام المستمر، والتهاب النسيج الليفي، وألم الرقبة العام المزمن، والتهاب العضلات الليفي، والتهاب عظام الركبة المزمن، وألم التهاب المفاصل النقرسي الحاد، وآلام عسر الطمث، والأمراض العصبية مثل الصداع، والصداع النصفي، ومتلازمة النفق الرسغي، وألم العصب الثلاثي التوائم الحاد، والأمراض الاستقلابية مثل التهاب المفاصل النقرسي الحاد، وارتفاع الدهنيات والكوليسترول في الدم وكذلك أمراض الجهاز التنفسي مثل التهاب الأنف التحسسي، والربو، والتهاب القصبات الرئوي، وايضاً بعض أمراض القلب والأوعية الدموية مثل ارتفاع ضغط الدم الانقباضي، والتحميل المفرط الدوراني، وفشل القلب، وعدم انتظام ضربات القلب، والالتهابات الفيروسية مثل التهاب الكبد الفيروسي، والهربس النطاقي، وأمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والبهاق، والسكري، وتساهم الحجامة في تقليل مقاومة الأنسولين، وإعادة تأهيل مرضى السكتة الدماغية، وكذلك بعض الأمراض الجلدية مثل حب الشباب، والتهاب الجلد التأتبي، والشرى المزمن مجهول السبب.

*عن الفوائد، ما بين التبرع بالدم والحجامة؟

التبرع بالدم ضروري وواجب لكل إنسان، وفوائده لا تخفى عن أحد سواء للمتبرع أو المتبرع له، ومن أهم فوائده الإنسانية هي إنقاذ حياة، حيث يتم إجراء العمليات الجراحية العاجلة في أي حال، أما العمليات الجراحية الاختيارية فغالباً ما يتم تأجيلها بسبب النقص في وحدات الدم، وفوائده للشخص حيث يقلل من نسبة الحديد في كريات الدم الحمراء، الحديد هو مادة سامة  تؤدي الى أكسدة الأكسجين وبالتالي فإنها تقلل من خطر الإصابة بجميع الامراض العالمية، اما الحجامة ففوائدها كثيرة أيضاً ويمكن تحديدها انها نوعاً ما تغنيك عن زيارة الطبيب لعدة حالات ومنها تهدئة الأعصاب، وتنظيم إفراز الغدد وموازنة الهرمونات في الجسم، وتنشيط الدورة الدموية في الجسم، وكذلك تقليل خطر الإصابة بالأمراض وتحسين صحة الجهاز المناعي، وايضاً تزيد نسبة التركيز وتحسين صحة الذاكرة.

*هل هناك أضرار للحجامة؟

عملياً يجب عمل الحجامة للأشخاص الاصحاء وهذا ما نعلمه من خبرتنا، والذين لا يعانون من امراض مزمنة، وغيرها، يجب استشارة الطبيب قبل الخضوع إلى الحجامة وذلك للتأكد أنها مناسبة لحالة الشخص، أما بالنسبة لأضرار الحجامة فلا وجود أضرار لها، إلا إذا أُسيء عملها، والبعض يقول إنها تشوه الجسم خصوصاً، الحجامة الدموية التي يحدث فيها تجريح، ولكن سرعان ما تختفي هذه الآثار مع الزمن، ولا يفضل إجراء الحجامة للأشخاص الذين يعانون من الأمراض المناعية أو السرطان، أو مرضى الكبد، أو ارتفاع حاد في درجات الحرارة، أو لشخص جائع جوعاً شديداً أو واصل إلى حد الشبع الشديد، ويجب الاحتياط الشديد لمرضى الكبد، ويفضل إطعام المحتجم طعاماً ساخناً بعد الحجامة وعمل المساج له، وتدفئته.

*ختاماً، هل يمكن الاعتماد على الحجامة وحدها فقط؟

الحجامة ذكرت لك جميع فوائدها فيما سبق، وحالات الشفاء والوقاية التي حدثت بسبب الحجامة منتشرة في كل بقاع العالم، ولكن يعتبر العديد من الأطباء أن الحجامة علاجاً تكميلياً ولا يعددونها جزءاً من الطب العلمي الحديث، إذ إن العلاج التكميلي يضاف إلى الطب العلمي الحديث بمجرد توافر أبحاث داعمة له، وعلى أي حال، يجب التنبيه إلى ضرورة عدم ترك العلاج الأساسي واعتماد الحجامة وحدها لعلاج الحالات الصحية.