لكل السوريين

اميرة الاسعد.. مؤتمر ستار في الشدادي قادر على حل المزيد من القضايا رغم التحديات

حاورها/ مجد محمد

اكدت اميرة الاسعد ان مؤتمر ستار في ناحية الشدادي مستمر بحل القضايا المتعلقة بالمرأة، وشددت على مواصلة المؤتمر على افتتاح المزيد من المراكز التي تحتوي المئات من النساء للوصول إلى نتائج فعالة؛ من أجل تحقيق حرية المرأة، والوصول إلى والوعي اجتماعي.

تأسس مؤتمر ستار في ناحية الشدادي الواقعة في الريف الجنوبي لمحافظة الحسكة منذ ستة سنوات وعدة اشهر، مؤتمر ستار الذي يهدفه لرعاية المرأة وتقويتها وابراز دورها في المجتمع وصولاً لقيادته وريادته، ضمن خطة منظمة تهدف لتعزيز مكانة المرأة، ونيلها حريتها، ومساواتها مع الرجل جنباً إلى جنب في شتى ميادين الحياة وعلى كافة المستويات.

ولمناقشة اعمال، واهداف، وانجازات، والصعوبات التي مرت على مؤتمر ستار في ناحية الشدادي، اجرت صحيفتنا “السوري” حواراً مطول مع الاستاذة اميرة الاسعد، رئاسة مؤتمر ستار في الناحية، ودار الحوار على الشكل التالي:

*بداية، مرحبا بك استاذة اميرة، وعلى مدار سنة سنوات، هل يمكننا القول بأن مؤتمر ستار في الناحية حقق الهدف المرجو منه؟

لا يمكننا القول بشكل مطلق إننا حققنا الهدف الذي تم انشاء المركز لأجله، لأنه توجد العديد من المستويات نسعى للوصول بالنساء إليها، وبالتالي قمنا بتحقيق منجزات كبيرة وسائرين للوصول إلى منجزات اعظم، فتحقيق المنجزات مسألة نسبية فكلما وضعنا خطة عمل، نعمل عليها ونصل لختامها، فنقوم بوضع خطة عمل اكبر وهكذا دواليك إلى لا نهاية، فالفكر الابداعي متجدد لا يمكننا ان نصل إلى نهاية.

*بمرور ستة سنوات، ما هي الانجازات التي حققتموها؟

على مدار اربع سنوات قمنا بحل العديد من القضايا المتعلقة بالنساء والتي يتراوح عددها بـ ٣٤٠٠ قضية، والتي تم حلها عن طريق التراضي بين الطرفين خلال لجنة الصلح في المركز، وكذلك تحويل ما يقارب ١٧٠٠ قضية لديوان العدالة الاجتماعية للبت فيها.

واردفت، قمنا بالعديد من الاعمال في الواقع الميداني ايضاً، ففتحنا العديد من الدورات المهنية كالخياطة والتطريز ومحو الامية وتعليم سلاح وتمريض واسعافات اولية، ناهيك عم الدورات التثقيفية على الصعيد الاجتماعي والثقافي والسياسي ايضاً، ومساندة المرأة ودعمها توعيتها وتحصيل حقوقها.

*خلال عملكم، هل صادفتم مشاكل؟ وفي حال صادفتم، فما هي المشاكل التي واجهتكم في عملكم؟

مشاكل كبيرة وكثيرة خصوصاً إن المرأة في ناحية الشدادي وريفها كان يقتصر دورها على الاعمال المنزلية وتربية الأطفال، فنحن جئنا بدورنا لتقديم الدعم للمرأة وفتح مجال عمل خارجي في المؤسسات لها الامر الذي لاقى استنكاراً واستهجاناً في البداية، ولكن سرعان ما اضمحل نتيجة الجهود الجبارة.

لا ننسى ايضاً الاشكاليات التي تعرضنا لها بعد تجريم تعدد الزوجات في المنطقة الذي لاقى استنكاراً من اهالي المنطقة وكذلك تظاهرات، ولكن بأيمان النساء ودعمهم تمكننا من اثبات جدارة المرأة وعدم ضرورة وجود شريكة لها في زوجها.

والمشكلات الاخرى عانينا منها من النساء ذاتهن الذين فهمن تحرر المرأة بصورة خاطئة، وبدأن بارتكاب اخطاء تحت ستار الحرية ولكن تم توعيتهن وارشادهن بالإضافة لمشكلة بسيطة كانت تحل في غضون ساعات او ايام.

*نسمع كثيراً إن مؤتمر ستار يعمل على تمكين المرأة، ما هي عناصر هذا التمكين؟

نستمد هذه العناصر من حقوق المرأة الا وابرزها حق المرأة في تحديد خياراتها بنفسها وكذلك حقها بالوصول للموارد واتاحة الفرص لأستخدمها، وكذلك حقها في الشعور بقيمتها وذاتها وغيرها الآلاف من الحقوق التي يصعب حصرها، والذي نحن بدورنا نقف مع المرأة ونساعدها للوصول لحقوقها وكذلك الوقوف معها في استخدامها ومساندتها إن لزم الامر.

*كلامك عن عناصر التمكين جاء بصفة عامة، هلا تخصصين لي ذلك من فضلك؟

بالتأكيد، بكل سهولة نحن نعمل الآن على عدة محاور ولكل محور سياسة عمل، وخطة خاصة له وحاليا نحن نركز بالأساس على المحور السياسي وتعزيز الأدوار القيادية للمرأة، وبالتأكيد نركز ايضا على المحور الاقتصادي والتمكين الاجتماعي والحماية، فضلا على تغيير ثقافة المجتمع نحو المرأة وتعزيز سبل حصولها على حقوقها القانونية.

*هل المرأة في الشدادي قادرة على قيادة مناطق اكبر، اي هل اصبحت ريادية بالمستوى المطلوب لقيادة مجتمع؟

نعم بالتأكيد يوجد العديد من النساء الاكاديميات الحاصلات على الشهادة الجامعية ومنهن الحاصلات على درجات في الماجستير والدكتوراه وكذلك الخاضعات لدورات تأهيل فكري، وغيرهن من اصحاب المهن ولديهن الخبرة الحياتية والثقافة الكبيرة، قدمن انجازات واطروحات عظيمة ساهمت في تقدم الناحية في عدة مستويات، فالمرأة التي تكون اليوم هي الرئيسة المشتركة للناحية ستتمكن بجدارة من ان تكون الرئيسة المشتركة للمقاطعة او للإقليم، ومنها إلى إدارات أعلى.

*في المجال الاقتصادي، ما دور المرأة في الاقتصاد؟ والكثير من النساء يعانين من الفقر، ما الحل لهذا؟ وهل قدمتم شيء؟

دور المرأة منذ القدم حتى يومنا الحالي في المجال الاقتصادي كبير جداً، لا تسعه دواوين ولا يكفيه حبر، ولكن كمثال بسيط تستفيد الادارات او المؤسسات او الشركات بشكل كبير من زيادة فرص العمل والقيادة للمرأة، مما يزيد من الفعالية التنظيمية والنمو، حيث تشير التقديرات العالمية إلى أن المؤسسات التي تضم ٣ نساء أو أكثر في وظائف الإدارة العليا تحصل على درجات أعلى في جميع أبعاد الأداء التنظيمي.

فيما انتهت الأفكار التي لا تعتبر أن للمرأة دور كبير في الحياة الاقتصادية بأي مجتمع، وباتت أي دولة لا تؤمن بأن المرأة نصف المجتمع وتعمل على مساواة الرجل بالمرأة يؤدي إلى ضعف العائد الذي يمكن أن يجنيه ذلك الاقتصاد، وضعف في  معدلات النمو، فالعديد من الدول التي استبعدت المرأة في الحياة الاقتصادية وتحرمها من القيام بأي نشاط في المجتمع بسبب عادات قديمة، شل قدرة الاقتصاد على النهوض والنمو.

فنحن بدورنا قمنا بتأمين فرص عمل للكثير من النساء حسب شهاداتهن واختصاصهن في المؤسسات والادارات، وفتحنا حاليا مشغلين للخياطة من اجل ان تعمل النساء بهن وكذلك عدة مشاريع اخرى لدعم النساء الفقيرات ك مشاغل لتصنيع المونة المنزلية ايضا وبيعها في الاسواق، ومن كل هذا لم يكن الغرض ربحي فقط بل كي تعمل النسوة ويأتيهن مردود مادي يعيلهن ايضاً، ونحن بصدد مشاريع اخرى لتشغيل اكبر عدد من النساء ضمن امكانياتنا المحدودة.

*مباركة جهودكم، ولكن هل من الممكن ان نشهد ان انتكاس او تراجع في وضع المرأة؟

الآن دور المرأة ايجابيا، لأنه كان مصححاً ومصلحاً لواقع بائس، حيث كانت تعاني من انتقاص لقيمتها، فكانت ردة فعلها كثورة طيبة اتت ثمارها مليئة بالالتزام والايجابية، اما في وقتنا الحالي فقد نالت المرأة مستوى عاليا من المساواة وعرفت بطريقها معنى الانفتاح والانعتاق والحرية والعبودية، فأن دورها الآن اصبح دقيقا وعلى المحك.

أما بالنسبة للتراجع، فأن المرأة امامها الآن تحدي واضح يكمن في قدرتها على صون نجاحاتها وحمايتها عبر العمل على عدم تجاوز الخطوط الحمر الواضحة، لأن في ذلك خطرا على انجازاتها، وعلى صورتها التي قبل بها المجتمع ودعمها، فهذه المهمة تتطلب الكثير من الوعي والحرص.

*في الختام، كلمة توجهينها من خلال صحيفتنا للعامة، والنساء خاصة؟

في النهاية اتقدم بالشكر لكل من ساعدنا في عملنا على مدار السنوات الستة واخص بالشكر الرجال المتفهمين الذين ساندو تحرر المرأة.

وبالنسبة للنساء، اوجه حديثي لكل امرأة ان تؤمن بنفسها وتسعى لتحقيق ذاتها، واطلب منها توعية نفسها لمعرفة حقوقها ومنع كل من تسول له نفسه بالاعتداء على حقوقها، وكذلك السعي لتحقيق احلامها واثبات قوتها في المجتمع.