لكل السوريين

الفتوة بطل الدوري السوري الممتاز بكرة القدم للمرة الثانية

ليس بجديد على نادي الفتوة العريق تحقيق الانتصارات والانجازات في كرة القدم، فقد سبق وأحرز بطولة الدوري في بداية التسعينات مرتين كذلك حصل على بطولة كأس الجمهورية 4 مرا ت، كما نال عدد من الألقاب خلال فترة الثمانينات.

ومن يعرف خصوصية هذا النادي وتعلقه ومحبة جماهيره لكرة القدم، وحرصه الدائم على المنافسة على المراكز المتقدمة لا يستغرب عودته من جديد لمرحلة الانتصارات التي توجت بفوزه ببطولة الدوري الممتاز للمرة الثانية على التوالي،

لكن هذه المرة ربما يختلف تحقيق هذا الإنجاز الثمين عن المرات السابقة، حيث تم حسمه مبكراً وقبل ختام مباريات الدوري ب 4 مراحل يعد أن انفرد بالصدارة معظم مراحل الدوري وبفارق كببر من النقاط لأقرب منافسيه الذين تصارعوا للفوز بلقب الوصيف.

والمتابع لواقع الحال يعرف أن هذا الإنجاز لم يأت من فراغ بل كان نتيجة توفر عدة مقدمات، أهمها الاستقرار الإداري الذي شهده النادي بعد أن كان سيناريو تغيير الإدارات سائدا فيما سبق، والسبب في ذلك توفر السيولة المالية التي نجح بتأمينها رئيس النادي مدلول العزيز وبعض المحبين بعد أن كانت سابقا سببا في كثرة التغيير والاستقالات في عمل الإدارات السابقة، كذلك أسهم الاستقرار المادي  في استقطاب والتعاقد مع عدد كبير من نجوم الأندية السورية الذين يحتاجهم الفريق لسد النقص في صفوفه ودعمه باللاعبين المتميزين رغم التكلفة المالية الكبيرة التي تطلبها ضم هؤلاء اللاعبين.

إضافة إلى أن النادي لعب كافة مبارياته خارج مدينة دير الزور مما أدى إلى زيادة نفقات الفريق من خلال مصاريف تأمين مكان لإقامة جميع اللاعبين من خارج مدينة دمشق وغيرها من النفقات، ومن الأسباب الواضحة التي ساهمت في تكرار الفوز بلقب الدوري للمرة الثانية أن إدارة النادي استفادت كثيراً من بعض السلبيات في الموسم السابق، والذي حسم فيه اللقب مع نهاية الجولة الأخيرة، حيث عالجت كافة المنغصات بكل روية وحكمة.

واستطاعت أن تكسب جميع الأطراف لتقف جميعها صفاً واحداً بعد أن كانت فيما مضى عبئا ثقيلا وتشكل ضغطا على الإدارة، وخاصة فيما يتعلق بانتماء بعض الجماعات وولائهم لمدرب معين، وكانت أحيانا تؤدي إلى حدوث انقسامات وخلافات واضحة بين أبناء النادي.

وفي الجانب الفني لوحظ تطور واضح في عملية انتقاء اللاعبين وتوظيف إمكانياتهم الفردية بخدمة الأداء الجماعي، كما تم تجاوز بعض الانتقادات التي كانت تحدث عندما يتأخر الفريق في حسم نتيجة المباريات إلى وقت متأخر من زمنها،

وأيضا كانت المرونة التكتيكية موجودة وأثمرت عن حصد نقاط كثيرة من المباريات، إضافة لثبات بالمنظومة الدفاعية في معظم الأحيان وبشكل عام نجح الفريق بالتعامل مع تباين مستوى فرق الأندية المنافسة قياسا لمدى قوتها ومستواها الفني، وتم التعامل معها بقراءة تحليلية جيدة للكادر التدريبي ووضع السيناريوهات المناسبة لكل مباراة وفقا لنقاط الضعف والقوة لديهم.

ونفذ الفريق طرق وأساليب لعب متنوعة بالرسم التكتيكي من خلال تواجد ثلاثة مدافعين أو أربعة حسب الحال بالخط الخلفي، أو الزيادة العددية الانسيابية بالحالة الهجومية.

إحصاءات

من خلال المتابعة تميز فريق الفتوة بأنه الأقوى هجومياً ودفاعياً على سلم ترتيب الأندية، والأفضل من حيث فاعلية البدلاء في حسم نتائج المباريات بأشواط المدربين، كما أنه كان الأعلى من حيث معدلات زمن اللعب الفعلي الذي لم يقل عن ٢٤ دقيقة في المباراة؛ ولاحظنا بعض السلبيات التي تمت معالجتها بتطوير حالاتها الفنية ومنها على سبيل المثال ضعف عدد التسديدات في الثلث الهجومي ومحدودية الأنماط الهجومية في حال تراجع المنافس للعب بدفاع متأخر وهذا تم تجاوزه بمرحلة الإياب لاحقا.

ومن العوامل الهامة في تفوق الآزوري حالة الانضباط داخل وخارج الملعب، والابتعاد عن المؤثرات التفاعلية الخارجية التي أجهضت سعي أندية أخرى في حفاظها على استمرارية المنافسة.

وبتتويج الفتوة بلقب الدوري السوري للمرة الثانية على التوالي والرابعة تاريخياً، يكون بذلك خامس أكثر الأندية تتويجاً بلقب الدوري السوري بالتساوي مع جبلة ويسبقه فقط كل من الجيش 17 لقباً والكرامة 8 ألقاب وأهلي حلب 6 ألقاب وتشرين 5 ألقاب، وبقية الأندية المتوجة هي الشرطة 3 مرات مقابل لقبين لكل من بردى والحرية والوحدة، والملاحظ أننا لم نشهد بطلاً جديداً منذ تتويج البرتقالة الدمشقية عام 2004.

وبالنسبة للمدربين أشرف على تحضيره في البداية الكابتن محمد عقيل، ولكن الذي تسلم مقاليد الأمور قبل بداية الدوري هو المدرب  أيمن حكيم الذي انتهت حكايته مع أزرق الدير بعد الخسارة أمام الكرامة في رحلة الإياب، فتولى المهمة ابن دير الزور المدرب إسماعيل السهو في المباراة الحاسمة أمام حطين وحقق المراد في اللاذقية، ولأن إدارات أنديتنا لا تمتلك الرؤية البعيدة فقد استغنت عن خدمات المدرب وأبقته بين الكادر الفني بعد تلك المباراة ليأتي المدرب عمار الشمالي الذي أشرف على الفريق منذ المباراة الثالثة إياباً والمطلوب منه تحقيق لقب الكأس ليجمع آزوري الدير المجد من طرفين.

وقد كانت حصيلة المدربين الثلاثة كالتالي:

أشرف أيمن حكيم على الفريق في 12 مباراة وحقق 27 نقطة من 36 ممكنة وتعرض لخسارة وحيدة كانت أمام الكرامة إياباً في دمشق.

قاد إسماعيل السهو (مدرب الطوارئ) الفريق في مباراة واحدة غنم من خلالها النقاط الثلاث بمواجهة حطين في اللاذقية كما أسلفنا، وتلك كانت المباراة المفصلية التي طرد من خلالها الحوت الأزرق من طريقه، وبات اللقب على طبق من ذهب دون الحاجة لمدرب.

تولى عمار الشمالي قيادة الفريق في 9 مباريات حقق من خلالها 19 نقطة من 27 نقطة ممكنة وتعرض لخسارتين كانتا أمام جبلة في جبلة وأمام الوحدة في العاصمة، والنقاط الثلاث الأهم كانت من ملعب الحمدانية بمواجهة الأهلي.

أرقام

حصل الفتوة على 49 نقطة وهو أعلى رصيد في تاريخ النادي، فعندما حقق اللقب الأول 1990 حصد 43 نقطة وفي اللقب الثاني 1991 حصد 44 نقطة وفي اللقب الثالث الموسم الماضي حصد 43 نقطة.

-سجل الفتوة 31 هدفاً كثاني أقوى هجوم بعد الأهلي الذي سجل 35 هدفاً، وتلقى 10 أهداف ليكون أقوى دفاع إلى جانب جبلة.

تناوب على تسجيل الأهداف 13 لاعباً وفق التالي:

عبد الرحمن حسين 6 أهداف مقابل 4 لكرم عمران، و3 لأحمد الأشقر ومحمود البحر ومصطفى جنيد وصبحي شوفان وهدفين لماركوس جوزيف، وهدف لكل من أحمد الحسين وثائر كروما وعدي جفال ويوسف الحموي ومحمد مالطا وزيد غرير، واستفاد من هدف عكسي.

-حقق الفتوة 15 فوزاً ليكون الأكثر تكلماً بلغة الانتصار بفارق أربع انتصارات عن أندية جبلة وتشرين وحطين، وتعرض لثلاث هزائم وهو العدد الأقل بين كل الأندية، و15 فوزاً هو الرصيد الأعلى خلال موسم واحد بتاريخ نادي الفتوة.

أمضى الفتوة 20 مباراة متتالية دون خسارة كرقم قياسي بتاريخ النادي بواقع تسع مباريات في إياب الموسم الماضي والمباريات الـ 11 في ذهاب الموسم الحالي.

سجل النتائج

الكرامة × الفتوة 1/1 سجله عبد الرحمن الحسين.

الفتوة × حطين 1/صفر أحمد الأشقر.

الساحل × الفتوة صفر/3 جوزيف ماركوس ومحمود البحر من جزاء ومصطفى جنيد.

الفتوة × الأهلي 1/صفر صبحي شوفان.

تشرين × الفتوة 2/2 محمود البحر وماركوس جوزيف.

الفتوة × الطليعة 3/صفر محمود البحر وكرم عمران وأحمد الحسين.

الحرية × الفتوة صفر/1 عبد الرحمن الحسين.

الفتوة × الوثبة 2/1 ثائر كروما وصبحي شوفان.

الجيش × الفتوة صفر/1 كرم عمران.

الفتوة × جبلة صفر/صفر.

الوحدة × الفتوة صفر/1 أحمد الأشقر.

مرحلة الإياب

الفتوة × الكرامة صفر/1.

حطين ×الفتوة صفر/1 صبحي شوفان.

الفتوة × الساحل 1/صفر كرم عمران.

الأهلي × الفتوة صفر/3 عبد الرحمن الحسين ومصطفى جنيد وعدي جفال.

الفتوة × تشرين 2/1 يوسف الحموي وعبد الرحمن الحسين.

الطليعة × الفتوة صفر/2 أحمد الأشقر وأسمر محمد بمرماه.

الفتوة × الحرية 3/1 عبد الرحمن الحسين هدفين وكرم عمران من جزاء.

الوثبة × الفتوة صفر/صفر.

الفتوة × الجيش 3/1 مصطفى جنيد ومحمد مالطا وزيد غرير.

جبلة × الفتوة 1/صفر.

الوحدة × الفتوة 1/صفر.

مبارك للفتوة هذا الإنجاز الثمين والى مزيد من الانتصارات.