لكل السوريين

المطبخ الديري.. أصالة وعراقة تدل على الغنى الثقافي

السوري/ دير الزور ـ يتميز المطبخ الديري بشكل خاص عن نظرائه في المحافظات السورية الأخرى، ولا سيما من خلال الطبخات التي تدشن فيه، حيث أنها مازال هناك طبخات شهيرة تعود لـ 100 عام من الآن.

ومن هذه الطبخات أو الأكلات البجارية كما يسميها البعض، أو الثرود كما يسميها البعض الآخر، وهي أكلة أصيلة تحمل الطابع الذي تتميز به مناطق دير الزور عن بقية المناطق السورية.

وتأخذ وجبة الثرود المرتبة الأولى في الولائم، وتقدم في الأفراح والأتراح، وتعتبر مصدر فخر لأصحاب البيت في حالة الفرح، وفي حالة الحزن فإنها تعتبر كقيمة للمتوفى.

وتعد وجبة الثرود من الوجبات التي تحتاج لتكاليف عالية، لأنها تحتاج للحوم الأغنام، والتي ترتفع قيمتها في هذه الفترة قياسا بانخفاض عددها في سوريا ككل بعد اندلاع الأزمة في البلاد.

وتعتبر أكلة الثرود مثالا وأنموذجا عن الطعام الخاص بالعرب، حيث تعتبر الأكلة الأقدم في تاريخ الولائم العربية، وتأخذ مكانتها بالمرتبة الأولى في المناسبات.

وحول موضوع الطبخ والأكلات الأكثر شعبية في المطبخ الديري التقت صحيفتنا مع أم علي، وهي ربة منزل وطباخة، والتي قالت “ليست الثرود وحدها من الآكلات الشعبية هنا، فهنالك المشحمية، وهي من اسمها تدل على كثرة الشحوم فيها”.

وأضافت “هناك أيضا آكلات شعبية تتميز بها دير الزور، وهي تدل على قدم العادات والتقاليد وأصالتها، وهي ثقافة نعتز بها ونمجدها”.

وأردفت “القارن يارق من الأكلات الشعبية الشهيرة في الدير، وتتفنن النسوة في طبخها، وتتكون هذه الطبخة من باذنجان ولحمة مفرومة وبصل وفلفل ناعم حسب الرغبة وبندورة مقطعة شريح عريضة وبهارات وزيت نباتي، بالإضافة إلى القليل من الماء”.

وأوضحت “الشعيرية أيضا من الآكلات التي تتميز بها دير الزور، لكنها قليلة جدا في هذه الفترة، وتسمى أيضا بفتل الشعيرية، وأيضا هنالك المصيرية، وجميع هذه الأطعمة تعد من الوجبات التي تتميز بها دير الزور لوحدها، وبعض من أهالي المنطقة الشرقية لا زالوا يحافظون عليها، ويرونها بأنها عادات أصيلة لا يمكنهم أن يستغنوا عنها”.

وتجدر الاشارة إلى أنه لازال هناك أصناف كثيرة من الوجبات المعدة محليا في ريف دير الزور، مثل “الطيب ناهي، والأصابع، والبقلاوة الديرية”، إلا أن ثرود البامية لا تزال من الوجبات المسيطرة على الأطعمة في المنطقة الشرقية.

تقرير/ علي الأسود