لكل السوريين

منافذ التصريف والحرارة يتسببان بتكديس الخضار في أسواق الهال وسط سوريا

تقرير/ بسام الحمد

أدت الحرارة المرتفعة إلى سرعة نضج الثمار وإجبار المزارعين على جنيها وتسويقها مهما كان الثمن، والحال يقاس على معظم أصناف الفاكهة، تتكدس الخضار في أسواق حمص وحماة هذه الأيام بشكل كبير في الأسواق، وعلى ما يبدو إن طرحها في السوق يزيد عن الطلب بكثير، الأمر الذي يؤدي إلى كساد كميات ليست بقليلة منها.

ونتيجة ذلك انخفضت أسعار الخضار فالبندورة تباع حسب الجودة والصنف بسعر ما بين ١٥٠٠ و٣٠٠٠ ليرة للكيلو، والكوسا حسب حجمها وجودتها من ٢٠٠٠ إلى ٢٥٠٠ ليرة والعجور كذلك، أما الفاصولياء، فكان سعرها بنحو ٤٠٠٠ إلى ٥٠٠٠ آلاف ليرة، والخيار من ١٥٠٠ إلى ٥٠٠٠ آلاف حسب الجودة والحجم.

وتهاوت الأسعار أكثر نتيجة بقاء كميات كبيرة من دون تصريف، وهي مع درجات الحرارة بدت تتلف تباعاً، ما دفع الباعة إلى كسر الأسعار مرغمين، وعلى سبيل المثال انخفض سعر البندوة لأفضلها جودة (جامدة أو قاسية كما يسمونها) إلى ٢٠٠٠ ليرة، فيما كانت تباع الأقل جودة (طرية ومكسرة) ما بين ٥٠٠ و١٠٠٠ ليرة للكيلو، والحال يقاس على الخيار والكوسا والعجور.

كما أن بعض الباعة تركوا كميات من الخضار تتنوع بين البندورة والكوسا والخيار والعجور والفليفلة على الطاولات، وخاصة أن اليوم التالي تلك الخضار في حال خزنوها ليوم آخر، وبالفعل أخذ بعض الزبائن ينتقون منها الجيد ويأخذونه مجاناً في حالة تكاد تكون فريدة من نوعها، وخاصةً ضمن الظروف الراهنة.

واختلف سعر الفاكهة، حيث كانت بأسعار متفاوتة نزولاً، وذلك بدءاً من الظهيرة وحتى المساء، وعلى سبيل المثال الدراق من الحجم المتوسط كان في الصباح بسعر ١٠ آلاف وأمسى عند الغروب ٥ آلاف ليرة، والكرز كان نحو ١٥ ألف وانخفض إلى النصف تقريباً مساءً حسب الجودة، والبطيخ الأصفر هوى من ٢٥٠٠ إلى ١٠٠٠ ليرة للكيلو.

ويتحمل التبعات السلبية أثناء ذروة الإنتاج وفي ظل الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة هو الفلاح أولاً وأخيراً، حيث يضطر مع فورة الإنتاج إلى المبيع بأسعار قد لا تغطي التكلفة.

وأشار عدد من الفلاحين إلى أن خضار مثل الخيار والقثاء والكوسا لا تحتمل تأخير جنيها الذي ينبغي أن يتم كل يومين، وأي تأخير يعني كبر حجم الثمار كثيراً وافتقادها المواصفات التسويقية وعدم القبول لها من المستهلكين، كذلك الفاكهة من دراق ومشمش وخوخ، فالحرارة المرتفعة تفعل فعلها بها لجهة سرعة النضج، وفي حال لم يتم قطفها ستتساقط على الأرض وتضعف قابلية تسويقها، فيضطر الفلاح مرغماً إلى جني الناضج منها وهو بكميات ليست قليلة ويطرحه في أسواق الهال، ومع كثرة المعروض الذي لا يتوازن مع الطلب يتم المبيع بأسعار منخفضة لا تحقق أي ريعية له ولأقرانه.

ويأمل المزارعون بازدياد المنافذ التسويقية الخارجية لتصريف فائض الإنتاج، وألا تتأخر وحدات الخزن والتبريد كثيراً حتى تستجر كميات من الإنتاج لطرحه في غير موسمه أو تصديره للخارج، وكذلك ألا تتأخر معامل الكونسرة حتى تقوم باستجرار البندورة، حيث إن ذلك يمكن أن يحقق توازناً ما بين العرض والطلب ويحدّ نوعاً ما من تهاوي الأسعار لدرجة خسارة المزارعين.