لكل السوريين

خسائر طالت مربي النحل في حماة هذا العام

حماة/ جمانة الخالد

تراجع إنتاج العسل في مصياف بنحو 50 %، ما دفع الكثير من النحالون لأن يعزفون عن تربية النحل بسبب الخسائر الكبيرة التي تعرضوا لها خلال السنة الماضية.

وسجلت أسعار العسل في مصياف وحماة عموماً، ارتفاع كبير مدفوعة بارتفاع تكاليف الإنتاج من جهة وتراجع الإنتاج خلال العام الحالي من جهة، دفعت بالعسل لأن يتربّع بأريحية كاملة على رف المنسيّات لدى شريحة واسعة من الأهالي الذين لا يفكرون بشرائه الذي يعدّ بالنسبة للكثير من الكماليات وحتى نوعاً من الرفاهية، لأن تدبير “طبخة اليوم” يحتل كل تفكيرهم وأول أولوياتهم التي باتت كلها معيشية بحتة.

ويباع كيلو عسل الحمضيات بـ 60 ألف ليرة سورية، والعسل الجبلي بـ 85 ألف ليرة سورية بين يانسون وشوكيات بأنواعها، ويقول عدد من المربين أن إنتاجهم تراجع خلال العام الحالي، وتعرضهم لخسائر كبيرة نتيجة الصقيع وقلة المراعي، ما أجبر بعضهم على العزوف عن تربية النحل وعدم التفكير بالعودة إليها مجدداً.

ويوقل مربون أن خسارتهم سببها ارتفاع تكاليف الإنتاج بدءاً من خلايا النحل الخشبية والأدوية وسكر التغذية وأجور النقل وليس انتهاء بعدم منح قروض ذات قيمة تستطيع أن تدعم المربي للاستمرار في التربية، بالإضافة لموت النحل سيرتد بشكل أو بآخر على المستهلك، وذلك لأن مادة العسل ستصبح قليلة في الأسواق وبالتالي سيرتفع سعر الكيلو منه بشكل تلقائي.

وطالب المربون بضرورة إنشاء صندوق تعويض الأضرار خاصة بالنحالين، كما طالبوا بضرورة تفعيل قروض خاصة ومناسبة بالنحّالين أسوة بالقروض الزراعية التي تصل في بعض الأحيان إلى مبالغ كبيرة.

كما طالب المربون بتأمين الأدوية اللازمة للنحل بأسعار مدروسة وإنشاء صندوق تعويض أضرار في حال فقدان النحل نتيجة المرض أو الظروف الجوية، بالإضافة للمطالبة بتسويق العسل من خلال فتح أسواق تصريف أسوة بغيرها من المنتجات الغذائية.

وتراجع إنتاج النحل خلال العام الحالي عن الماضي بنحو 50 %، ويعود السبب وراء ذلك إلى الظروف الجوية التي سادت خلال فصل الربيع، وزراعة القمح في المحافظات الأخرى، ما كان يدفع المربين إلى نقل خلايا النحل إلى المناطق التي يوجد فيها أشجار ونباتات يتغذى عليها النحل.

بالإضافة إلى غلاء مستلزمات الإنتاج من خلايا خشبية، مواد المكافحة، مواد معالجة الأمراض، ارتفاع أسعار سكر التغذية التي تستخدم أثناء انقطاع المراعي، وارتفاع أجور النقل خلال قيام المربين بتنقيل خلايا النحل إلى المراعي في المحافظات الأخرى، بالإضافة لعدم التناسب بين أسعار العسل وباقي المنتجات وتكاليف الإنتاج، وعدم وجود أسواق خارجية، على الرغم من سماح وزارة الزراعة بتصدير العسل وتقديم كافة التسهيلات للمصدرين، خاصة أن العسل السوري يعدّ من أجود أنواع العسل في المنطقة.

كما أن مربي النحل على أبواب فصل الشتاء ومرحلة التشتية والتنبه لأمراض الشتاء سيما الفاروا التي بدأت تفتك بخلايا النحل نتيجة نقص التغذية إلى جانب اعتماد المربين على المادة السكرية خلال موسم الشتاء وهي غير متوفرة وغالية الثمن، حيث وصل سعر مادة العسل وصل إلى ما يقارب 100الف ليرة للكيلو الغرام الواحد نتيجة انخفاض الإنتاجية مقابل غلاء المستلزمات.

وطالب مربون بضرورة تشميل قطاع تربية النحل بصندوق الكوارث واعتبار قطاع تربية النحل قطاعاً زراعياً مهماً وتوفير مستلزمات الإنتاج والأدوية اللازمة ومادة السكر بأسعار مقبولة.

وتتوقع زراعة حماة إنتاج بنحو 250 طناً، كما أن وزارة الزراعة بصدد إطلاق حملة واسعة لمكافحة الفاروا، حيث تقدم الخدمات اللازمة للتشجيع على تربية النحل، وتوسيع نطاقها من خلال توفير مخبر خاص بتحليل الأمراض والآفات التي تصيب النحل ومعرفة كيفية الوقاية منها، وتقديم الاستشارات الضرورية للمربين وإقامة الندوات والمحاضرات العلمية حول أحدث الطرق والأساليب المتبعة في تربية النحل.

يشار إلى أن أعداد مربي النحل في المحافظة وصلت إلى 2320 نحالاً، وإجمالي عدد الخلايا بلغ 50 ألف خلية.