لكل السوريين

مهر بنت الزعفرانة

لطفي توفيق

للمشاركة بمسابقة “ملكة جمال النوق”.

يشترى خليجي ناقة بمليونين ونصف من الدولارات.. عدّاً ونقداً.

ولثقته بجمال الناقة.. ودلالها..

وبفوزها.. وتتويجها “كملكة”.. يشترى لها.. مسبقاً..

وصيفة بمليونين وربع من الدولارات.. عدّاً ونقداً أيضاً.

ويرسل رحلة طائرة خاصة لإحضار.. الملكة ووصيفتها.

فاللجنة المنظِمة لهذه المسابقة تشترط على كل مشارك فيها..

أن يقدّم أجمل ناقة لدخول حلبة التنافس على معايير الجَمال.

وهي بلا شك من يحدد معايير الجَمال تلك..

وعلى ذمة اللجنة المنظِمة هذه المرة.

وليس على ذمة الراوي..

الإبل التي تشارك في المسابقة..

من أحفادا إبل النعمان وعنترة بن شداد التي ورد ذكرها في التاريخ.

ولمن لا يعرف قصة نوق عنترة والنعمان..

أو لمن غادرت هذه القصة ذاكرته

مع مرور الأيام.. والأعوام.. والعقود.. والقرون.

فقد رفض مالك.. عم عنترة.. أن يزوج ابنته من رجل أسود.

و”لتطفيشه” طلب منه أن يدفع مهر عبلة ألف ناقة حمراء..

من نوق الملك النعمان المعروفة بالعصافير.

فخرج العاشق إلى جنوب غرب الجزيرة العربية..

ليظفر بعصافير النعمان..

ويقدمها لعمه..

ليظفر بعشيقته عبلة.

فاعترضته أهوال وعواصف..

وكادت أن تبتلعه رمال الربع الخالي بجزيرة العرب بعد أن ضل الطريق.

و.. أخيراً.. تحقق حلمه.

وعاد إلى قبيلته ومعه عصافير النعمان.

وقدمها لعمه كمهر لعبلة.

ولكن عمه لم يحقق له حلمه في الزواج منها.

فذرَّ العاشق الرماد على جمرة عشقه.

وحمل أحزانه وجراحه.. إلى أن لاقى وجه ربه.

ترى..

لو أعطى عنترة نصف مهر “بنت الزعفرانة” لعمِّه مالك ” كاش” أو “بشيك ” مسحوب على بنك “بني مرّة للاستثمار والتمويل”.

أما كان سيعطيه عبلة دون أن يعرِّضه لمشقة السفر إلى النعمان؟

والضياع في رمال الربع الخالي من جزيرة العرب؟

ولو قام عمِّه مالك بحسبة بسيطة..

وعلم أن مهر واحدة من أحفاد.. أحفاد عصافير النعمان..

يزيد عن مهر قبيلة من النساء..

هل كان سيطلب من عنترة ألف رأس من أجداد أجدادها؟.

ولو علم الملك النعمان بصفقة مهر بنت الزعفرانة

هل كان سيعطي عنترة ألف رأس من أجداد أجدادها؟

لا بدّ من التأمل