لكل السوريين

سيارات “لفة رسن” تنشر الموت والرعب بالسويداء

السوري/ السويداء ـ في ظل الفلتان الأمني المستشري في السويداء تنتشر في المحافظة ظاهرة السيارات المهربة، والمسروقة، والتي تسير دون لوحات مرورية، أو بلوحات مزورة.

وتتحدث المصادر عن وجود نحو 12 ألف سيارة تحمل لوحات مزورة تسير في شوارع المدينة وطرقات المحافظة، إضافة إلى عدد غير معروف من السيارات دون لوحات وبلوحات مشوهة.

وتتباين ردود فعل المواطنين حول هذه الظاهرة، فمنهم من اعتبرها فرصة لاقتناء سيارة تقضي حوائجهم في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار السيارات.

إلى ذلك يذهب “أبو محمد” صاحب مكتب لبيع السيارات ويبرر لمن يشتري هذه السيارات بقوله “الشخص اللي بيشتري سيارته بحر ماله، مش مسؤول من وين اجت السيارة، المسؤوليي على اللي جابها.. وسمح بوصولها عالمحافظة”.

واعتبر الكثيرون أن استخدامها من قبل الخارجين عن القانون في ارتكاب جرائم الخطف والقتل والسلب والتهريب التي تعاني منها السويداء، يزيد من خطورة هذه الجرائم وانتشارها.

ولقد أفرزت هذه الظاهرة مجموعة من المصطلحات المتداولة للتمييز بين أنواع هذه السيارات:

سيارات دون قيود

وهي السيارات المهربة التي دخلت البلاد دون جمرك من درعا وريف حمص وريف دمشق ووضعت عليها لوحات مزورة، وباعها أصحابها بأسعار منخفضة لكي لا تتم مصادرتها لاحقاً، وتعهد المهربون بإيصالها وبيعها بالسويداء، وأسعارها مرتفعة نسبياً ولكنها أقل بكثير من أسعار السيارات النظامية، ولذلك يكثر الإقبال على شرائها.

سيارات اللف

وهي السيارات المسروقة.. وتتم عمليات بيعها دون عقود رسمية وتعرض في بعض متاجر السيارات المستعملة في المدينة علناً, ومع أن أسعارها رخيصة جداُ لا تجد سوقاً رائجة لدى معظم الناس بسبب وضعها الإشكالي، بل يشتريها من يقرر استخدامها لفترة، وعندما تتبدل الأحوال، يفككها ويبيعها كقطع غيار بمبلغ مالي أكبر من الذي دفعه عند شرائها.

لفة رسن

وهو مصطلح شعبي أُطلق على السيارات المهربة أو المسروقة والمباعة في السويداء ويعني هذا المصطلح تحديد حركة هذه السيارات داخل محافظة السويداء فقط، وكأنها مقيدة برسن لا يسمح لها مغادرة حدودها.

مطالب.. دون جدوى

يطالب معظم أهالي السويداء برفع الغطاء عن كل المتورطين بهذه الظاهرة وفرض سلطة القانون على الجميع، وتقوم منظمات المجتمع المدني بتحركات متنوعة تهدف إلى إيجاد حلول لهذه الظاهرة التي أسهمت لدرجة كبيرة بتفاقم الوضع الأمني المتوتر أصلاً بالمحافظة، وتطرح اقتراحاتها لتسوية ملفات تلك السيارات.. كإجراء تسويات جمركية للسيارات المهربة، وملاحقة السيارات المسروقة، ومصادرتها، وإعادتها لأصحابها، وتحويل سارقيها إلى القضاء.

وحتى الآن.. لا يوجد أي اهتمام أو تحرك أو قرار رسمي بهذا الأمر.. وتتحدث مصادر مطلعة مقربة من الجهات الرسمية أن “مسألة انتشار السيارات المهربة من خارج البلاد أو المسروقة، أصبح ملفاً كبيراً، لا يمكن أن يُحل بمعزل عن بقية الملفات في السويداء”.

تقرير/ لطفي توفيق