كثرت في الآونة الأخيرة، الأحاديث عن استعداد ما تسمى بـ “هيئة تحرير الشام”، التي يقودها المرتزق أبي محمد الجولاني، للهجوم بشكل واسع على مدينة حلب، التي تخضع لسيطرة القوات الحكومية.
وجاءت تلك الأنباء، في وقت يشتد فيه الصراع القائم بين حزب الله اللبناني من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، والذي على ما يبدو بأن إسرائيل ستمضي قدما في محاربة أذرع إيران في سوريا.
وكما هو معروف، فإن محافظة حلب تشهد تواجد كبير لعناصر تتبع للحرس الثوري الإيراني، إلى جانب قوات الفرقة الرابعة التي تكن ولاء مطلقا لإيران في سوريا.
وذهب الكثير إلى تفسير استعداد الجولاني للهجوم على حلب، بأنها خطوة أمريكية لتشتيت أذرع إيران في سوريا، في وقت تقول فيه وسائل إعلامية بأن الاستعداد للهجوم على حلب من قبل مرتزقة هيئة تحرير الشام، سيكون بمثابة رد حقيقي على القصف الذي يطال مناطق واسعة في ريف إدلب الجنوبي، الخاضع لسيطرة الهيئة.
إلى ذلك، أكد المرصد السوري، بأن مرتزقة هيئة تحرير الشام تستمر في استعداداتها لشن عملية عسكرية واسعة ضد مناطق سيطرة قوات حكومة دمشق في مدينة حلب وريفها الغربي، بالإضافة إلى ريفي إدلب الجنوبي والشرقي.
وبحسب المرصد، فإن هذه التحضيرات تشمل تكثيف الحشود العسكرية على خطوط التماس، واستمرار تدريب المقاتلين المرتزقة، وتجهيز الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيّرة، التي من المتوقع أن تلعب دوراً حاسماً في المعركة المرتقبة.
ورغم المعارضة التركية الشديدة لهذه العملية، وفقاً لما أكدته مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلا أن هيئة تحرير الشام ماضية في تحضيراتها، مع تهديدات تركية بإغلاق معبر باب الهوى أمام المدنيين والجرحى خلال المعركة.
في الوقت عينه، استقدم مرتزق الهيئة تعزيزات عسكرية ضخمة إلى محاور القتال بريف حلب الغربي، وريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي.
وشملت التعزيزات آليات عسكرية ثقيلة، ودبابات وعناصر إضافيين، في حين أن القوات الحكومية استقدمت تعزيزات كبيرة من الفرقة 25 مهام خاصة، بالإضافة إلى عناصر من الحرس الجمهوري، معززين بآليات وأسلحة وذخائر، ونشرت على خطوط التماس بين الجانبين، بحسب المرصد أيضا.
التحشيدات العسكرية تأتي بعد سلسلة غارات جوية روسية مكثفة استهدفت مناطق إدلب وريفها خلال الأيام القليلة الماضية، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 10 مدنيين، بالإضافة إلى مقتل عدد من مرتزقة هيئة تحرير الشام.
وترافق التصعيد الجوي مع استهدافات متبادلة شبه يومية بين الطرفين، تضمنت قصفاً متبادلاً، وعمليات قنص، واستهدافات بالطائرات المسيّرة الانتحارية، ما أدى إلى وقوع خسائر بشرية في صفوف العسكريين والمدنيين، كما نقله المرصد.
وعبرت قبل يومين 5 سيارات عسكرية من نوع “تاترا” محملة بالذخيرة والأسلحة على طريق أوتوستراد حمص – حماة، باتجاه الشمال السوري، ترافقها سيارات “بيك آب” مزودة برشاشات دوشكا.
وفي 13 تشرين الأول الجاري، دخل رتل عسكري تابع للقوات التركية المحتلة إلى محافظة إدلب، متجهاً نحو نقاط القتال في جبل الزاوية، حيث ضم الرتل 15 شاحنة محملة بمواد لوجستية وعسكرية، برفقة أكثر من 10 مدرعات وناقلات للجند، وتوجه قسم من الرتل إلى نقاط في بلدة كنصفرة والبارة وتلة بليون.
وقبل أيام، رفضت دولة الاحتلال التركي منح مرتزقة هيئة تحرير الشام الضوء الأخضر لشن عملية واسعة تستهدف أرياف حلب وحماة واللاذقية.