لكل السوريين

بالرفض والمظاهرات.. الجنوب السوري يواجه تصريحات نتنياهو

طالب نتنياهو الإدارة السورية الجديدة بسحب قواتها من جنوب سوريا، وبأن تبقي المنطقة منزوعة السلاح بالكامل.

وقال مكتبه في بيان “أدى انهيار النظام السوري إلى خلق فراغ على حدود إسرائيل وفي المنطقة العازلة التي أنشأها اتفاق فصل القوات عام 1974”.

وبعد أيام من سقوط النظام السابق زعم البيان “أن التوغل العسكري الإسرائيلي في المنطقة العازلة على الحدود مع سوريا مؤقت”.

وقال “لن تسمح إسرائيل للجماعات الجهادية بملء هذا الفراغ وتهديد التجمعات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان بهجمات، على غرار ما حدث في السابع من أكتوبر”.

وأضاف “لهذا السبب دخلت القوات الإسرائيلية المنطقة العازلة، وسيطرت على مواقع استراتيجية قرب حدود إسرائيل”.

ومن جهة أخرى، زعم نتنياهو أنه “لن يتسامح مع أي تهديد للطائفة الدرزية”، وهذه ليست المرة الأولى التي يلوح فيها بهذه الورقة، فبعد سقوط نظام الأسد سارع للإعلان عن استعداده لتقديم المساعدة للدروز في سوريا، وهو ما تم تناوله في وسائل الإعلام العربية على اعتبار أنه جزء من خطة إسرائيلية هدفها بسط المزيد من السيطرة على الجنوب السوري.

وأثارت تصريحات نتنياهو حالة من الجدل والاستنكار على مواقع التواصل الاجتماعي، وقوبلت بدعوات للتظاهر في محافظات الجنوب السوري، وشهدت ساحة الكرامة بالسويداء، وساحة 18 أذار في درعا، ودوار خان أرنبة بالقنيطرة مظاهرات رافضة لهذه التصريحات.

مظاهرات رافضة

أثارت تصريحات نتنياهو، والمشاريع التقسيمية التي تلوّح بها بعض الأصوات المشبوهة استياء الأهالي، وشهدت محافظة السويداء مظاهرات حاشدة للتنديد بها، ورفع المتظاهرون لافتات تؤكد على وحدة الأراضي السورية وترفض أي مشاريع تقسيمية أو انفصالية.

وجاءت هذه التحركات الشعبية استجابة لدعوات من مختلف التجمعات والمكونات السورية، حيث شدد المشاركون على رفض أي تدخل خارجي في الشأن السوري، وردد المتظاهرون هتافات تظهر موقف السويداء الثابت تجاه وحدة البلاد وعدم المساومة على السيادة الوطنية، وتؤكد استمرار الحراك الشعبي ضد أي مخططات تستهدف النسيج الوطني.

وانطلقت مظاهرة مركزية في ساحة الكرامة، تحت عنوان “صوناً للأرض ووحدة التراب السوري”.

واستحضر المتظاهرون خلالها مقولة فارس الخوري عندما احتلت فرنسا سوريا وحاولت استمالة المسيحيين، فأبلغ الجنرال غورو رئيس الحكومة ووزير الأوقاف آنذاك فارس الخوري بأن فرنسا جاءت إلى سوريا لحماية مسيحيي الشرق.

فقصد الخوري الجامع الأموي يوم الجمعة وصعد المنبر وقال مخاطباً المصلّين “تدّعي فرنسا أنها احتلت سوريا لحمايتنا نحن المسيحيين من المسلمين، وأنا كمسيحي أطلب الحماية من شعبي السوري، وأنا كمسيحي من هذا المنبر أشهد أن لا إله إلا الله”، فحمله المصلَون على أكتافهم وانطلقوا بمظاهرة في أحياء دمشق القديمة وهم يهتفون “رب واحد.. شعب واحد”.

واستخدم المواطنون في السويداء هذا الاقتباس وأسقطوه على ما يجري حالياً، رافضين أي تدخل أجنبي بشؤون بلادهم، وأي دعوات للانفصال عن سوريا.

ردود فعل الأهالي

توافد المئات من أبناء محافظة السويداء إلى ساحة الكرامة وسط المدينة للتظاهر احتجاجاً على تصريحات بنيامين نتنياهو في ما يتعلق بجنوب سوريا عموماً، وبالسويداء بشكل خاص.

ودعا المتظاهرون إلى رفض مشاريع التقسيم والانفصال التي بدأت بعض الأصوات المشبوهة بالترويج لها مؤخراً، ورفعوا لافتات كتب عليها عبارات مثل “عرابو التقسيم خسئتم سوريا موحدة” و”الهوية سوريّة والعاصمة دمشق” و”السويداء لن تكون خنجركم المسموم بظهر سوريا” و “لا يمكن للمحتل حماية شعب أصيل”.

وأكدت تصريحات الفعاليات السياسية والاجتماعية في السويداء أن المسلمين الموحدين الدروز مكون أساسي من مكونات الشعب السوري.

واعتبر تجمّع المحامين الأحرار في السويداء تصريحات نتنياهو اعتداء على السيادة الوطنية، وأشار إلى أن الرد يجب أن يكون من خلال الحكومة، وليس من قبل المواطنين فقط.

وقال ناطق باسم الهيئة العامة لحراك السويداء نحن لا ننتظر منحنا أي صك بالوطنية من أي جهة كانت، واعتبر أن تصريح نتنياهو هدفه زرع الفتنة بين مكونات الشعب السوري الواحد.

ورأى ناشطون مدنيون وحقوقيون أن تصريحات نتنياهو خبيثة وتقف وراءها أطماع واضحة بالتوسع على حساب الأراضي السورية.