لكل السوريين

دورية أمنية تقتحم منزلا وتثير ضجة في السويداء، ومشيخة “عقل” تدين الحادثة

السويداء/ رشا جميل 

اقتحمت دورية أمنية منزل في قرية “أم الرمان” في محافظة السويداء، وإطلاق النار عشوائياً على المواطنين دون إذن رسمي أو إبلاغ المختار.

وبحسب الأهالي في القرية، إن الدورية كانت مدججة بالسلاح، وبدأت بإطلاق النار الساعة 12 ليلاً، مما آثار رعب الاهالي ودفعهم راكضين نحو المكان.

ورغم أن الأهالي لم يكونوا مسلحين، إلا أن عناصر الدورية أطلقوا النار عليهم، مما أدى إلى مقتل شاب من عائلة “البربور”، وإصابة أخيه واختطافه، وإصابة آخر.

أهالي قرية ” أم الرمان”، أصدروا بياناً وضحوا غضبهم فيه من انتهاك حرمة البيوت وإطلاق النار ليلاً دون سبب، عدا أنه كانت ستحدث مجزرة، خاتمين بيانهم بالمطالبة بتحقيق العدالة دون مماطلة ومحاسبة كل من شارك بهذه الجريمة بحق القرية بأسرع وقت، كما قطع محتجون في السويداء أحد الشوارع الرئيسية في المدينة، وانتقلوا إلى دار الطائفة في مدينة السويداء، وقطعوا الشارع المحوري أمام دار الطائفة.

كما قام وفد من أهالي القرية بالاجتماع مع مشيخة عقل الطائفة الدرزية في مقام عين الزمان، وأعلنوا عن مهلة لمدة ثلاثة أيام، لمحاسبة المسؤولين عن الاقتحام، وأن شيخي عقل الطائفة “يوسف جربوع” و”حمود الحناوي”، أكدوا رفضهم لتصرف الجهات الأمنية، متعهدين بمحاسبة المسؤولين عن اقتحام القرية وفق القانون، في الوقت الذي أكد الأهالي على التصعيد في حال لم يتم تلبية طلباتهم وفقاً لـ” السويداء24″.

أيضاً قامت الصفحة السابقة بنشر صور لعشرات المواطنين، الذين اجتمعوا في ساحة “الطرشان” وسط مدينة السويداء، يحملون شموعاً مع صور الشاب “أسعد البربور” الذي سقط برصاص الدورية.

وقد أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ “لأجل_الهيب”، تضامناً مع ذوي الشاب “أسعد البربور” الذي كان يلقب بـ “الهيب”، متسائلين عن سبب غياب الجهات المعنية، وعدم وضعها حد لممارسات الأجهزة الأمنية الخارجة عن إطار القانون، والعصابات التابعة لها.

وتزامناً مع انتهاء المهلة زارت مشيخة عقل الطائفة القرية، واجتمعت مع بعض الأهالي، حيث اقترحت حلاً على مرحلتين، حول الحادثة.

ونقلت مصادر محلية من القرية لـ”لسويداء 24″، “إن سماحة شيخي عقل الطائفة الدرزية “يوسف جربوع” و”حمود الحناوي”، اجتمعا مع والد القتيل وعدد من الأهالي، مطالبة بتمديد المهلة، وقدمت حلها على مرحلتين، بعد التواصل مع الجهات الرسمية في السلطة، بحيث يتضمن الجزء الأول من الحل منح الضحية “أسعد البربور” صفة “شهيد مدني” في سجلات الدولة، والجزء الثاني من الحل رفع الأهالي دعوة قضائية ضد الجهات الأمنية التي اقتحمت قريتهم، وتوكيل محامي لمتابعتها.

وقد جاء الحل بعد الاجتماع الذي عقد مع محافظ السويداء وقائد الشرطة، إلا أن روايات المصادر حول حضور محافظ السويداء “همام دبيات” مع مشيخة العقل إلى قرية “أم الرمان” تعددت، فهناك من أكد حضوره، وأخرين قالوا لم يكن حاضراً.

وقال أحد أقارب الضحية لموقع “لسويداء 24″، “إن رسالة السلطة وصلت لنا”.

وفي السياق زارت وفود تضامنية من عدة مناطق في المحافظة، منزل ذوي الضحية، معلنة تضامنها معهم، ومع أي قرار يصدر عن أهالي القرية، وفي حين أرضى الحل المقترح قلة من الأهالي، رآه الأكثرية غير عادل ولا رادع، أو يحقق العدالة، وبذلك تحولت حادثة الشاب إلى قضية رأي عام.

الملفت للنظر أن بعد كل ما حدث قرر “آل البربور” الذهاب إلى الحل الاجتماعي العشائري، حيث وردت ل-“لسويداء 24″، نسخة من البيان الموقع من عدة وجهاء ومواطنين من قرية “أم الرمان” من بينهم والد الشاب “أسعد البربور”، جاء في مطلعه، “أنه منعا لخلط الأوراق وتحقيق الغايات الضيقة على حساب دماء شبابنا، وأن جهات غير مسؤولة وبعض شبكات التواصل المغرضة قد بدأت تستغل دماء شهيدنا الغالي، إلا أن البيان لم يحدد من هي هذه الجهات.

وأضاف أن قرارهم بالحل الاجتماعي العشائري جاء دون ضغط من أحد، مشيراً إلى أنه تم تكليف العميد المتقاعد “نايف العاقل” والشيخ “سمير أبو طافش”، بنقل رغبة آل “البربور” وأهالي القرية إلى مشيخة عقل الطائفة، حفاظاً على السلم الأهلي، ومنعاً لإراقة أية قطرة دماء على حساب دماء شهيدهم، علما أنهم عائلة قادرة على تحصيل حقوقها بالطريقة التي تراها مناسبة.

كما أعلنوا “آل البربور”، وأهالي القرية أنهم غير مسؤولين عن أي تصرف أو عمل أو قرار يصدر دون موافقتهم، معلنين براءتهم من كل شخص يرتكب عملاً عدائياً ضد الأملاك العامة والخاصة باسم قضيتهم، متوجهين آخراً بالشكر لكل من من واساهم ووقف معهم بمصابهم، وختم البيان بأسماء وتواقيع مصدريه.