لاقت مبادرة القائد عبد الله أوجلان التي أطلقها نهاية شباط الماضي للحوار وتحقيق السلام في الشرق الأوسط والتخلي عن السلاح والبحث عن سبل لتعزيز الحوار ترحيباً دولياً واسعاً.
وكان قد دعا القائد عبد الله أوجلان عبر رسالة نقلها حزب الديمقراطية ومساواة الشعوب، نهاية شباط الماضي، إلى إعادة تنظيم روح الأخوة بين الشعوب في الشرق الأوسط.
وقال القائد خلال رسالته، إن الحل الديمقراطي وإحلال السلام يكمن في التعاون بين الشعوب والحوار وهو لغة العصر ولا سبيل لنيل الحقوق إلا بذلك.
وذكر القائد آبو، أن لا سبيل للسلام والعدالة سوى الديموقراطية والحوار الديموقراطي ولا بقاء للجمهورية إلا بالديمقراطية الأخوية بين الشعبين التركي والكردي.
ودعا القائد عبد الله أوجلان إلى ضرورة أن يعمل الشعبان التركي والكردي وفقاً للعلاقات التاريخية القائمة بينهما منذ آلاف السنين.
وفي إطار جهود القائد في دعم السلام، دعا حزب العمال الكردستاني إلى حل نفسه من خلال مؤتمر عام يعقده الحزب، مشيراً إلى أن تأسيس الحزب كان ضد إنكار هوية ووجود الشعب الكردي.
دعوة تاريخية
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، المبادرة التاريخية التي أطلقها القائد آبو بارقة أمل لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وقال ستيفان دوجاريك، المتحدّث باسم الأمين العام، نقلاً عن غوتيريس، إن الأخير يرحّب بالمبادرة التي أطلقها القائد عبد الله أوجلان، معتبرها تطوّراً مهمّاً، والذي يمثّل بارقة أمل يمكن أن تقود إلى حل صراع طويل الأمد.
ورحب البيت الأبيض بمبادرة القائد عبد الله أوجلان، وقال بريان هيوز، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض: “هذا تطور مهم ونأمل أن يساعد في تطمين حلفائنا الأتراك بشأن شركاء الولايات المتحدة في مكافحة تنظيم داعش في شمال شرق سوريا، مشيراً إلى أن واشنطن تعتقد أن المبادرة ستساعد في إحلال السلام في هذه المنطقة المضطربة.
وأبدت وزارة الخارجية الألمانية رد فعل إيجابياً حيال مبادرة القائد آبو، وقالت الخارجية، إن هذه المبادرة تقدم فرصة تاريخية لكسر دوامة الحرب المستمرة منذ عقود، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص.
ضمان حقوق الأكراد
وطالبت الخارجية الألمانية إلى اتخاذ مزيد من الخطوات للوصول إلى حل قابل للتطبيق بالنسبة لشعب تركيا، مشيرة إلى ضرورة أن يشمل ذلك، قبل كل شيء، احترام وضمان الحقوق الثقافية والديمقراطية للأكراد في تركيا،
وأشارت الخارجية الألمانية، إلى أن البرلمان التركي يقع على عاتقه الاضطلاع بدور محوري في صياغة هذه العملية السياسية وترسيخ الحلول التوافقية المتفق عليها بشكل ملزم، منوهةً إلى استعداد ألمانيا للقيام بكل ما في وسعها لدعم مثل هذه العملية.
كما رحّب المستشار الألماني أولاف شولتز بمبادرة القائد عبد الله أوجلان، ورأي أن أخيراً توفرت فرصة لتحقيق تطور سلمي دائم للقضية الكردية، وذكر أن هناك حاجة لاتخاذ مزيد من الخطوات لإيجاد حل قابل للتطبيق للشعب الكردي، وفوق كل شيء، يتضمن هذا احترام الحقوق الثقافية والديمقراطية وضمانها للأكراد في تركيا.
والعراق رحب أيضاً بالمبادرة التي أطلقها القائد، في بيان أصدرته وزارة الخارجية، معتبراً أنها إيجابية ومهمة لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقايي ترحيب بلاده بمبادرة القائد آبو، معرباً عن أمله في أن تكون ذات آثار إيجابية على السلام في المنطقة.
حل سياسي للقضية الكردية
كما رحّب الاتحاد الأوروبي بمبادرة القائد، وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، إنّ إطلاق عملية سلام ذات مصداقية تهدف إلى التوصل لحل سياسي للقضية الكردية سيكون خطوة إيجابية للوصول إلى حل سلمي ومستدام، مشيراً إلى ضرورة إيجاد حل عادل ودائم يحترم الحقوق الأساسية وسيادة القانون ويعود بالنفع على جميع المواطنين في تركيا، ويساهم أيضاً في استقرار المنطقة بأكملها.