لكل السوريين

الاحتلال ومرتزقته يحرمون مليون مدني مياه الشرب.. كيف واجهوا حرارة الصيف؟! عطش الحسكة يزداد.. “حرب المياه”، سلاح تركيا في حربها ضد السوريين!

تعاني الحسكة، التي يقطنها أكثر من مليون إنسان، من انقطاع المياه منذ أكثر من 10 أيام في ظل ظروف مأساوية يعيشها سكان المنطقة مع ارتفاع درجات الحرارة واستمرار تفشي فيروس “كورونا” في المدينة وأريافها.

ولم تثمر الحملات والتفاعلات التي أطلقها مغردون سوريون وغيرهم من فك حبس دولة الاحتلال التركي للمياه عن مدينة الحسكة وأريافها.

وقالت أم عامر، مواطنة من حي غويران في الحسكة، “بسلاح العطش وقطع المياه، تركيا تهدد حياة مليون مواطن سوري في الحسكة السورية وسط صمت عالمي ودولي”.

ومنذ احتلال تركيا ومرتزقتها لمدينتي تل أبيض ورأس العين والمنطقة الممتدة بينهما تواصل قطع المياه من محطة علوك، التي تعتبر المغذي الرئيسي بالمياه لمدينة الحسكة وأريافها والمنطقة المحيطة بها.

وتعد محطة العلوك المصدر الوحيد لتأمين مياه الشرب لأكثر من 460 ألف نسمة يعيشون بالمنطقة، وتزود بلدة أبو راسين وناحية تل تمر ومدينة الحسكة وريفها، وهذه المناطق تعاني أصلاً في وضع هش بإمدادات المياه، كما تغذي المحطة 3 مخيمات، من بينها مخيم «واشوكاني» ويضم قرابة 12 ألف نازح فروا من رأس العين، ومخيم «العريشة» الخاص بنازحي مدينة دير الزور، ويبلغ تعداده نحو 13 ألفاً، أما مخيم «الهول» فيبلغ عدده نحو 68 ألفاً، حيث يعيش فيه آلاف النازحين السوريين، واللاجئين العراقيين، وقسم خاص بالأجانب الذين كانوا يعيشون في مناطق سيطرة تنظيم داعش سابقاً.

ولم يدخر نظام أردوغان سلاحاً أو وسيلةً لتحقيق أحلامه على الأرض السورية منذ اندلاع الصراع فيها عام 2011، إذ تنوعت الأساليب التركية في إذكاء الصراع والمتاجرة بدماء السوريين بدءاً من تسليح وتمويل الجماعات الإرهابية مروراً بعقد الصفقات السياسية، وليس انتهاءً بقضم أراضٍ سورية واحتلالها على طول الحدود الممتدة لأكثر من ألف كم2.

وهذه ليست المرة الأولى التي تعمد فيها “تركيا” إلى سلاح التعطيش الذي توجهه على شفاه وأكباد المدنيين والأطفال العطشى في الصيف اللاهب.

ولعل هذا السلاح هو الأقذر من حيث فتكه ومساسه بحياة المدنيين بشكل مباشر وخصوصاً الأطفال، في ظل أجواء صيفية لاهبة، إذ تعد مدينة الحسكة التي يقطنها أكثر من مليون نسمة الأولى على مستوى سورية والمنطقة من حيث درجة الحرارة التي تتجاوز حدود الخمسين درجة صيفاً، وإن استخدامه ولا سيما في ظروف الطقس الحار وواقع الحسكة المفتقر للمياه، يرقى ليصنف جريمة حرب أو جريمة ضد الإنسانية.

وتحاول الإدارة الذاتية ومؤسساتها، على الرغم من حالة الحصار الذي تعيشه مناطق شمال شرقي سوريا، إيجاد بدائل لأزمة المياه في المدينة، حيث قامت بحفر الآبار وإمداد الأحياء بمياه الشرب عبر صهاريج، لكن هذه الإجراءات لم تف بالغرض كما يجب، فالكثافة السكانية ساهمت بازدياد الصعوبات، سيما وأن حاجة المواطنين للمياه في فصل الصيف اللاهب تعد كبيرة جدا.

وجعلت دولة الاحتلال التركي من حرب المياه سلاحا استخدمته كثيرا في حربها ضد السوريين، فكررت في مرات عديدة قطع المياه من محطة علوك، وبين الحين والآخر تحبس كميات كبيرة من مياه نهر الفرات الذي يعد الشريان الرئيسي للحياة، ليس في شمال شرقي سوريا فحسب، وإنما في عموم سوريا.