لكل السوريين

محافظة السويداء.. الأهالي يطوقون أزمة كادت أن تعصف بها

السويداء/ لطفي توفيق 

عاد الهدوء إلى “بلدة الرحى” جنوب مدينة السويداء بعد إخراج عناصر الدفاع الوطني، وحزب “اللواء السوري” منها، نتيجة لجهود أهالي البلدة الذين رفضوا تحويل بلدتهم إلى ساحة صراع بين الفصيلين.

وكان وفد من وجهاء البلدة وبعض وجهاء المحافظة، قد اجتمعوا مع قائد الفيلق الأول على طريق دمشق السويداء، بحضور رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في المنطقة الجنوبية، وقادة الفروع الأمنية بالسويداء.

وطالبوا بمنع فصيل الدفاع الوطني التابع للسلطة، من القيام بأي صدام مع حزب اللواء داخل البلدة، لما قد يجره من اقتتال داخلي ونزاعات عائلية، لكون بعض عناصر الطرفيين من أبناء البلدة.

كما طالب الوجهاء بأن تتولى أجهزة السلطة مسؤولية التصدي لأي تحرك أمني في البلدة، مؤكدين رفضهم لأي مظاهر مسلحة في بلدتهم، مهما كان مصدرها.

وتعهدت اللجنة الأمنية بكف يد فصيل الدفاع الوطني في البلدة، وطلبت من الوجهاء أن يتولوا مسؤولية منع أي مظاهر لفصيل حزب اللواء، وإبعاد متزعمه من البلدة، أو تخويل أجهزة السلطة بالتعامل معهم.

من الحوار إلى التنفيذ

بعد الاجتماع طلب رئيس بلدية الرحى ومختار البلدة وعدد من وجهائها، من قائد فصيل حزب اللواء، الذي كان يعرف باسم “حزب الفيلق”، إخلاء البلدة من أي مظاهر مسلحة، ووقف نشاطه في البلدة، تجنباً لتحويلها إلى ساحة حرب.

وخرج الفصيل من البلدة مدعياً أنه تلقى تهديداً من اللجنة الأمنية، عبر وسطاء من البلدة، بأنه في حال عدم إخلاء مقراته من البلدة، سيقوم الطيران الحربي بقصفها بالصواريخ والبراميل المتفجرة، حسبما ذكر مصدر من البلدة.

ولم يؤكد أي مصدر، أو أية جهة صحة هذا الادعاء.

ومن جانبه، أعلن فصيل الدفاع الوطني، تسليم كافة أسلحته المتوسطة والثقيلة التي كانت موجودة في البلدة، إلى قيادة الفصيل في السويداء، وخروجه منها، وفق منشور له على الفيس بوك.

محاولات تطويق الأزمة

‏وكان وفد من الهيئة الدينية بالمحافظة، قد زار بلدة الرحى بعد التوترات التي حدثت بين فصيل الدفاع الوطني، وفصيل حزب اللواء السوري نتيجة لتهديدات فصيل الدفاع الوطني بدخول البلدة ومواجهة مجموعة تابعة لقائد فصيل حزب اللواء بالقوة.

وذكر مصدر محلي من البلدة أن الهيئة الدينية اجتمعت مع الأهالي الذين أعلنوا مطالبهم أمامها، وهي منع مسؤول الدفاع الوطني في المنطقة الجنوبية من دخول البلدة، وإقالته من منصبه، بسبب المحاولات التي يقوم بها لتصعيد الموقف، وتحويل البلدة إلى ساحة معركة.

كما طالب الأهالي بإخلاء بلدتهم من كافة المظاهر المسلحة وتحت أي مسمى.

وفيما يتعلق بفصيل حزب اللواء، قالوا إن “الجهات المختصة هي التي يجب أن تتولى معالجة وضعه، دون تدخل الدفاع الوطني”.

يذكر أن الأزمة بدأت تتفاعل بعد تصعيد بدأ به فصيل الدفاع الوطني الذي ادعى أنه سيحارب مجموعات انفصالية مدعومة من الخارج، في إشارة إلى فصيل حزب اللواء، الذي اتهم بدوره الدفاع الوطني بالعمالة لإيران وتنفيذ أجنداتها.

ولكن موقف الأهالي الرافض لتحويل المحافظة إلى ساحة صراع جديدة، تمكّن من نزع فتيل هذه الأزمة حتى الآن.