لكل السوريين

إيبولا.. الفايروس الذي فتك بسكان القارة السمراء، فماذا تعرف عنه؟

يُعرف مرض فيروس الإيبولا علمياً بحمّى الإيبولا النزفية وينتج بسبب الإصابة بعدوى فيروس الإيبولا الذي يعود لعائلة الفيروسات الخيطية، ويُعتبر مرضاً فيروسياً حيوانيّ المنشأ أنّه بدأ بالحيوان ثم انتشر ووصل إلى الإنسان، وقد ظهر هذا الداء لأول مرة في عام 1976 في نزارا جنوب السودان، وفي يامبوكو في جمهورية الكونغو الديموقراطية، ثمّ ظهر في قرية قريبة من نهر الإيبولا ومن هنا أخذ اسمه، وفي الأعوام الممتدة ما بين 2014 و2016 ظهر الإيبولا بأعظم فاشية وانتشار له، وانتشر بين العديد من الدول وأودى بحياة العديدين.

ومن الجدير بالذكر أنّ لهذا الفيروس فصائل عديدة؛ ويختلف أثر المرض باختلاف الفصيلة، فبعض الفصائل قد تتسبّب بنسبة وفاةٍ تصل إلى 90%، في حين أنّ بعضها الآخر قد لا يتسبّب بوفاة الإنسان أبداً. وتجدر الإشارة إلى عدم وجود مطعوم ضد فيروس الإيبولا إلى الآن، ولكن لا تزال كثير من المحاولات قائمة لتصنيعه.

أعراض الإصابة

تتراوح فترة حضانة مرض فيروس الإيبولا ما بين 2-21 يوماً، وتُعرّف فترة الحضانة على أنّها الفترة الممتدة من لحظة الإصابة بالعدوى إلى وقت ظهور الأعراض، ولا يستطيع الأشخاص نقل العدوى قبل ظهور الأعراض، ومن هذه الأعراض ما يأتي:

الصداع. الإسهال. التقيؤ. ألم المعدة. فقدان الشهية. ألم المفاصل والعضلات. الحمّى. التعب والإعياء العام. أعراض اضطرابات الكبد والكلى.

وقد يُعاني بعض المصابين من أعراض أخرى، ومنها: النزيف الداخلي والخارجي، والذي يظهر على شكل نزيف في اللثة أو دم في البراز. التهاب الحلق. الطفح الجلديّ. ألم في الصدر. صعوبة في البلع. صعوبة في التنفّس. السعال. احمرار العيون. الحازوق.

طرق انتقاله

ينتقل فيروس الإيبولا عن طريق الاتصال مع أيّ من سوائل جسم المصاب أو دمه عن طريق جروح الجلد، أو الأغشية المخاطية، أو ملامسة الأسطح والمواد الملوّثة بسوائل المصاب أو دمه كفراش المصاب وأغراضه الشخصية، وفي الحقيقة انتشرت حالات الإصابة بفيروس الإيبولا في الطاقم الطبي ومقدمي الرعاية الصحية لعدم اتخاذهم الإجراءات الوقائية اللازمة وتعاملهم غير المحدود مع المصابين بالمرض، ولا تزال الأبحاث قائمة حول انتقال المرض جنسياً، ولكن يُنصح عامةً بعدم ممارسة الجنس دون استخدام الواقي حتى يثبت عدم ظهور الفيروس لمرّتين على الأقل في مني الرجل.

طرق الوقاية

يجدر بالأشخاص الذين ينتشر المرض في المناطق التي يعيشون بها أو يسافرون إلى مناطق ينتشر فيها هذا الداء اتباع النصائح الآتية:

المحافظة على النظافة الشخصية بغسل اليدين بالماء والصابون أو المعقمات الكحولية، وتجنب التعرّض للدم وسوائل الجسم كاللعاب، والبول، والبراز، والمني، والإفرازات المهبلية، وحليب الثدي، وغيرها. وتجنب ملامسة الأدوات التي تُلامس سوائل الجسم مثل الملابس، والحقن، والمعدّات الطبية، والفراش، وغيرها.

تجنّب التعامل مع الخفافيش وغيرها من رتبة الرئيسيّات، وتجنّب ملامسة دمها، ولحومها، وسوائلها عامةً. تجنّب مراكز الرعاية الصحية التي تُعالج الأشخاص المصابين بمرض الإيبولا. مراقبة ظهور أيٍّ من الأعراض لمدة 21 يوماً بعد العودة من السفر أو بعد الانتقال من المنطقة التي ينتشر فيها الفيروس، ومراجعة المراكز الصحية فور ظهور أيّ من أعراضه.

علاجه

غالباً ما يتمّ تشخيص المرض بإجراء الفحوصات التي تستبعد الإصابة بالكوليرا كالملاريا، وبإجراء بعض فحوصات الدم والأنسجة اللازمة، ثم يتم عزل المصاب مباشرة لمنع إصابة الآخرين ونقل العدوى إليهم، وفي الحقيقة لا يوجد علاج لمرض الإيبولا إلى الآن، رغم أنّ الأبحاث قائمة لإيجاد العلاج المناسب، وحتى الآن فلا يمكن فعل شيء سوى السيطرة على الأعراض وعلاجها، وذلك بإعطاء السوائل والأملاح اللازمة، والأكسجين، بالإضافة إلى أدوية ضغط الدم إن لزم الأمر، وقد يُلجأ لعمليات نقل الدم وعلاج العدوى الأخرى في حال وجودها.