لكل السوريين

المشاريع الخدمية تحت سطوة الدولار وسيف كورونا

احمد الابراهيم

منذ بداية التحرير لمناطق شمال شرق سوريا؛ كانت الإدارة الذاتية تسعى بكل طاقتها للوصول إلى الاستقرار الأمني والخدمي والغذائي، وكانت طامحة عبر هذه الجهود بالوصول إلى إرضاء أكبر شريحة مجتمعية تقوم هي بإدارتها وخدمتها، ورغم أن هذه الإدارة حديثة النشأة وواردها المالي غير مستقر وظروف المدن بعد التحرير من دمار شبه كلي استطاعت أن تقدم الخدمات الأساسية.

وفي بعض المدن وصلت إلى ما يسمى الاستقرار الخدمي، وبعضها الاخر تعمل بشكل سريع وإسعافي، بسبب حجم الدمار الكبير الحاصل فيها، ولكن هي رغم ما تحدثنا عنه من ظروف كانت تعانيها؛ أصبحت اليوم أيضا تعاني من شبحين جدد لم يكونا بالحسبان، وهما عدم استقرار سعر الصرف لليرة السورية مقابل الدولار، والتفاوت الكبير فيه، وكذلك جائحة كورونا وما تسببه من نفقات إضافية، ونقص في الوارد العام لخزينة الإدارة الذاتية، بسبب إغلاق المعابر.

وسنتحدث عما جرى في المشاريع الخدمية في الربعية الأولى في الإدارات السبعة، حيث أن معظم الإدارات لم تستطع تنفيذ مشاريعها الخدمية بسبب جائحة كورونا وحظر التجوال الذي كان مطبق من جهة، وكذلك عجز هذه الإدارات عن إعادة تفعيل المشاريع بسبب الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، وكون كافة الاعتمادات المالية في الإدارة الذاتية بالليرة السورية، وقيمة الكشوف التقديرية للمشاريع بالليرة السورية.

كانت القيم المالية المدروسة أقل من الواقع الجديد، وهذا سبب عجز في إطلاق المشاريع المعتمدة، وكذلك إحالة المبالغ المالية لكل مشروعين أو أكثر لصالح مشروع واحد فقط، وهذا الواقع المستجد انعكس سلبا على الواقع الخدمي الذي يمس حياة المواطنين.

ولكن بالنسبة للربعية الثانية كانت الظروف أفضل، حيث استطاعت أغلب الإدارات إطلاق مشاريعها وتحقيق نسبة إنجاز تفوق الـ 50 بالمئة من أغلب المشاريع، ولكن في الربعية الثانية لازالت المعضلة القديمة الجديدة نفسها، وهي نوعية المجبول الاسفلتي والتي تسعى الإدارات إلى تحسينها بشكل مستمر، لكن دون أي تقدم في هذا الصدد، والسبب في ذلك ليس نقص الكفاءات؛ وإنما المواد الأساسية والتي تدخل في تركيب المجبول الاسفلتي رديئة، بسبب عدم وجود مصافي لإنتاج المادة البيتومينية الرابطة بمعاييرها الحقيقية.

وكذلك ال mc0 والمادة اللاصقة، وبالتالي الجهود في تحسين نوعية المجبول ستبقى محط شك كون المواد الأساسية في تركيب المجبول الاسفلتي ليست سليمة، وهذا الأمر لابد أن يكون أهالينا على إطلاع به؛ كي يستطيعون تقييم الواقع بشكل أفضل، ولا تنعكس الأمور سلبا، بحيث يحصل التشكيك بالإدارة وقدرتها في تقديم الخدمات الأساسية، والتي تمس حياة المواطن.

ولكن السؤال الأهم؛ هل سوف تستطيع الإدارة الذاتية في ظل هذا الواقع الصعب الحفاظ على رضى الشارع وتحصيل مكاسب شعبية إضافية؟، وهل الشعب سوف يكون المقيم بعيدا عن التأثيرات الخارجية ويكون هو المساند لهذه الإدارة التي تبذل من الجهود الكثير؟.