لكل السوريين

غياب عدالة التقنين!

أخذت مشكلة غياب عدالة تقنين الكهرباء في دمشق، على وجه التحقيق، تلامس الجميع، سواء لجهة المدعومين من الموظفين الذين يقيمون في الأحياء الراقية، أو في غيرها!

فغالبا ما نجد أن الأحياء المدعومة، والتي يقيم فيها المسؤولين وموظفي الدرجة الأولى أنَّ الكهرباء لا تنقطع عنها، بحيث أنها تنقطع لساعات قليلة طوال اليوم، وغالباً ما تتم عملية القطع في ساعات النهار. . والكهرباء كما يقول أحدهم أنها صارت “لناس وناس”، والحكومة باتت تتعامل مع الأغلبية على أنهم مواطنون من الدرجة العاشرة، ومع قلة منهم على أنهم مواطنون من الدرجة الأولى!.

فالذي ينظر إلى وجوه المارّة في معظم أحياء دمشق، يلحظ معاناة السكان التي يعيشونها واضحة، والسبب هو انعدام التدفئة في ظل موجات برد عاتية اجتاحت دمشق، وعموم المناطق السورية، وسط قلق من عدم توافر الحبوب الضرورية لرغيف الخبز!.

تفاقم المشكلة أكثر في الأيام الأخيرة مع قيام الحكومة بزيادة ساعات قطع التيار الكهربائي في معظم مناطق العاصمة، على حين أن عادت استثناءاتها من ساعات القطع في المناطق الراقية في المناطق التي يسكنها المسؤولين من الدرجة الأولى.

إنّ أمثال هؤلاء مستثنين من قطع التيار الكهربائي لفترات طويلة قد تصل إلى أربع ساعات وساعتين وصل، أو بالعكس.

حسين عرنوس رئيس مجلس الوزراء أكد أن لدى سوريا من القمح ما يكفي إلى ما بعد موسم الحصاد القادم، ولن تكون هناك أي مشكلة غذاء في البلد، ونحن مستمرون ـ كما يؤكد ـ في توريدات القمح والمواد الغذائية الأساسية، مع الإيقاف المؤقت عن تصدير عدد من المواد الغذائية المنتجة محلياً. وأشار إلى أن تأمين المواد الغذائية من أولويات الحكومة، وكذلك تأمين مستلزمات الانتاج الزراعي والصناعي، والمشتقات النفطية، وإطلاق الإنتاج في المشاريع المتوسطة والصغيرة.

فالحكومة، وأمام موجات الشتاء القارس التي صاحبت الأيام الماضية من بداية شهري شباط وآذار، تسببت بموجات برد قارس للغاية، يجد معظم الأهالي الغارقين في الفقر أنفسهم عاجزين أمامها نتيجة عدم توفير الحكومة لوسائل التدفئة من مازوت وغاز منزلي وتيار كهربائي.

وفي اتصال مع أحد الأصدقاء المقيمين في دمشق أشار إلى أن المعاناة تتفاقم، والحياة المريرة التي يعيش المواطن هناك لم تعد تُطاق!

إنّ كمية الـ 50 ليتر من المازوت التي تُعطى للمواطن بأسعار مخفّضة تم استهلاكها خلال اسبوعين، وكل ثلاثة أشهر يخصص المواطن باسطوانة غاز وحيدة، وإذا استعملها للتدفئة “بتخلص” بـ 3 أيام، وفوق كل ذلك غياب الكهرباء، وهذه معاناة بات يعيشها الأهالي في دمشق، و المدن السورية البقية. الناس في حقيقة الأمر يعيشون جحيماً لا يطاق، ما يجري في الواقع جريمة ترتكب بحق الناس .. ما هو الحل؟!.

تظل المعاناة كبيرة، أكبر من أن توصف، لا سيما بالنسبة لانقطاع التيار الكهربائي الذي يصل لمدة ساعة واحدة في بعض مناطق دمشق، وخلال هذه الساعة ينقطع خمس مرات، وفي كل مرة خمس دقائق، والأهالي أكثر ما صار يُقلقهم من أن يُصاب أطفالهم بمرض ما جرّاء البرد الشديد.. فالكبار لم تعد تتحمل معزوفة البرد المنهك الذي ينخر الجسم، فكيف بالأطفال الصغار، في حال مرض أحدهم فإن فاتورة الطبيب يلزمها راتب موظف من الدرجة الأولى، وهذا ما يعجز عن توفيره كثير من المواطنين!