لكل السوريين

الألغام.. تركة خطيرة، تواصل الفتك بأرواح السوريين

تسببت حوادث انفجار مخلفات الحرب بسقوط مئات القتلى من المدنيين في مختلف المناطق السورية التي شهدت معارك في أوقات سابقة، إثر انفجار ألغام أرضية أو قذائف مدفعية وصاروخية لم تنفجر سابقًا.

وشهدت خلال الفترة الأخيرة مناطق سورية عدة كـ “ريف حماة الشرقي، القنيطرة، بعض أرياف درعا، ومناطق من شمال شرقي سوريا” عدة انفجارات لألغام، أودت بحياة مدنيين، في مشهد يتكرر كل عام، دون خطوات جدية للحد من المشكلة من قبل السلطات المحلية.

وقتل في ريف حماة منذ بداية آذار الحالي 29 شخصًا بينهم أربعة أطفال وامرأة، حسبما تحدثت وكالة سانا الرسمية، بينما لقي طفل حتفه في ريف محافظة القنيطرة، وقبله ألغام كانت قد أودت بحياة أشخاص في محافظة درعا.

وعلى الرغم من كثرة الألغام التي زرعها إرهابيو تنظيم داعش في المناطق التي كانوا يسيطرون عليها في شمال شرقي سوريا إلا أن حالات الموت بالألغام قّلت بشكل كبير، حيث عملت فرق متخصصة تابعة لقوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي بنزع عدد كبير تركة التنظيم الإرهابي.

وفي حماة التي تخضع لسيطرة القوات الحكومية، والتي سبق وأن سيطر تنظيم داعش على مساحات شاسعة من أريافها، والتي تخضع حاليا لسيطرة الميلشيات الإيرانية، تواصل الألغام الفتك بأرواح السوريين، حيث عملت تلك الميلشيات على زرع المحميات الطبيعية بالألغام، ما أدى إلى موت العديد من المدنيين، ولا سيما الذين يبحثون عن الكمأة في باديتها.

وبحسب مراسلتنا، نقلا عن مواطنين، فإن الميلشيات الإيرانية كانت قد زرعت الألغام في بادية حماة وحتى بادية حمص لتجنب وصول خلايا تتبع لتنظيم داعش إلى المقرات التي أنشأوها في المنطقة.

وعلى الرغم من تواجد منظمات في مناطق سيطرة الحكومة مهمتها نزع الألغام إلا أن الجهود التي تبذلها تلك المنظمات التي تلقت دعما دوليا لم تكن فعالة كما يجب.

وفي تموز 2018، وقّعت الأمم المتحدة مع الحكومة السورية مذكرة تفاهم لدعم جهود نزع الألغام.

وفي 5 من الشهر الحالي، أعلن “التحالف الدولي“، إزالة أكثر من 25 ألف مادة متفجرة وتدريب 300 سوريًا على المعايير الدولية لإزالة الألغام، لجعل المناطق المحررة من تنظيم الدولة شمال شرقي سوريا أكثر أمانًا.

ومنذ 2011 قتل نحو 2601 شخصًا في سوريا بينهم 598 طفلًا منذ عام 2011 بانفجار ألغام، 51% منهم في محافظتي حلب والرقة شمالي سوريا، بحسب تقارير محلية.

ومؤخرا، قتل مدنيان بانفجار لغم أرضي على طريق قرية روض الوحش على بعد نحو ثمانية كيلومترات شمال منطقة السخنة في بادية تدمر.