لكل السوريين

الحلويات ضيف ثقيل على موائد رمضان بجبلة

اللاذقية/ سلاف العلي

وفي مخطط البحث والتنقيب لدى الصائمين في مدينة جبلة عن الطبخة الأساسية وما تفرضه مائدة الصائم من شوربة أو سلطة أو نوع من المقبلات، تسقط الحلويات من حسابات ذوي الدخل المحدود، بوصفها كماليات يمكن الاستغناء عنها، خاصة في ظل ارتفاع أسعارها، حتى العوامة التي كانت تحلايا المعترين والدراويش بات الكيلو منها يباع بسعر 15000 ليرة.

فكيف سيكون الحال وإذا غض الزبون النظر عن العوامة، فما حاله إزاء الحلويات الأخرى التي باتت خارج حساباته، بدءا من الحلويات العادية كالبتيفور والغريبة والبرازق، وانتهاء بالبقلاوة والهريسة والمبرومة وغيرها الكثير من الأصناف التي بات زبائنها من سوية سبع نجوم.

في جولة على أسواق جبلة للاطلاع على أسعار الحلويات في أسواق جبلة التي بقي من محلاتها بعد الزلزال الكارثي الذي حدث في شباط الماضي، فقد وجدنا أسعار بعض الحلويات جهنمية ولم نعرف هل سنتعاطف مع المواطن او البائع ام الاثنين معا، فقد كان كيلو البرازق يباع بين 35 الى 37 ألف ل.س، والبتيفور بين 30 الى33 ألف ل.س، والكنافة بـ 40 ألف ليرة، وربات قشطة 1500 ل.س للقطعة، كيلو البقلاوة بالفستق الحلبي بـ 70 ألف ل.س، الهريسة بين 22 الى35 ألف ل.س، المبرومة بالفستق الحلبي 130 ألف ل.س.

وقفنا أمام محل لبيع العوامة في مدينة جبلة، وشاهدنا الأستاذ أبو سعيد يعطي البائع 5000 ل.س ويطلب منه أن يعطيه بقيمتها ما يستطيع من العوامة والمشبك، وقال لنا: “يكفينا هذا انا واولادي الثلاثة، فالمهم الدوقة، مو معقولة نشم ريحة القلي ولا نتذوق ما بيصير، لذلك كل شيء ثلات او أربع أيام نجرب نتناول الحلوى المناسبة لنا بعد الفطور.

فيما داخل محل لبيع الحلويات وقفت سيدة فاضلة تدعى ام أكثم من اجل شراء الوربات لكنها قالت سأشتريها بالقطعة وتضيف: اشتريت أربع قطع بـ 6000 ل.س.، فعاداتنا الشرائية تبدلت وقالت ضاحكة: أصبحت عاداتنا اوربية لكن من القلة والفقر وليس من الوفرة، كله علماشي وعلى القطعة وعلى الحاجة مقتصرة، لقد طال التغيير كل شيء، فكما نشتري الخضار والفواكه بالحبة والحبتين، اليوم بتنا نشتري قطع الحلويات أيضا بالقطعة والقطعتين، وهي لا تستطيع النظر لأنواع الحلويات الأخرى الموجودة، هذه الحلويات ليست في مجال اهتماماتها ولا يمكن ان تكون في برنامجها الفطوري لها زبائنها الخمس نجوم، وليس المعترين أمثالنا.

السيد أبو عمار وهو شخص متوسط العمر ويعمل بالأجرة فقال لنا: صارت الحلويات من الكماليات وليست من الأساسيات والتي نستطيع الاستغناء عن شرائها، لأن تأمين طبخة للفطور عندنا أهم بكثير من جلب أكلة حلو لأفراد العائلة، وحين يطلب الأولاد أكلة حلو تقوم زوجتي بطبخ حلوى السميد لهم في المنزل، وهي أقل تكلفة.

السيد منصور صاحب محل حلويات شرقية أكد لنا حرفيا: الله يعينا ويعين المواطن والزبون على ارتفاع الأسعار، فالمشكلة هي ارتفاع أسعار المواد الداخلة بتصنيع الحلويات كالسكر والفستق واللوز وغيرهما من مكسرات اصبحت غالية جدا، بالإضافة لعدم توفر الغاز والكهرباء، وهذا ما أدى الى أن الإقبال على محال الحلويات في رمضان هذا العام ضعيف جدا مقارنة بالسنوات الماضية.

واليوم صار عندنا أن لكل نوع من أنواع الحلويات زبائنه، حسب الأسعار والقدرة الشرائية للزبون، وأن زبائن كثيرين يشترون بالقطعة والقطعتين من الهريسة أو البقلاوة وحتى المبرومة، فارتفاع الأسعار المتواصل الذي يصيب كل المواد، وهو ما اجبر المواطن الصائم ان يبحث عن أرخص طبخة في حسبة توفيرية تجعل الدخل يكفي لتغطية النفقات الضرورية لما تبقى من شهر رمضان، بمعنى أن يطلع رمضان مع الراتب راس براس من دون أن يضطر للاستدانة من قريب أو صديق.