لكل السوريين

عزوف غالبية المزارعين عن زراعة محصول القطن لهذا الموسم بعد الخسائر الفادحة التي لحقت بهم في المواسم الزراعية السابقة

الرقة/ صالح إسماعيل

توقف غالبية المزارعين في ريف الرقة الشمالي عن زراعة محصول القطن للموسم القادم بعد تعرض المحصول في السنوات السابقة لخسائر فادحة أنهكت عاتق المزارعين بسبب تدنى أسعار التسويق احتكار التجار للتسويق الأمر الذي انعكس بشكل سلبي على قدرة المزارعين بالاستمرار بزراعة المحصول.

ويتجه العديد من المزارعين لزراعات بديلة أقل تكلفة للإستعاضة عن زراعة محصول القطن مثل زراعة الخضروات وجبس البزر والسمسم وغيرها من المحاصيل، حيث تبدأ عمليات زراعة محصول القطن وتجهيز الأراضي الزراعية مع بداية شهر نيسان.

وتقلصت المساحة المزروعة بمحصول القطن الهاء العام إلى نسبة لا تتجاوز ١٥%عن الأعوام السابقة حيث اتجه غالبية المزارعين لزراعة أراضيهم المحاصيل الشتوية (القمح والشعير) وأنواع أخرى من البقوليات حيث لا تحتاج الكثير من التكاليف واليد العاملة ومن الممكن تخزينها.

المزارع محمد الحسين من ريف الرقة الشمالي يقول: هذا العام تشهد زراعة محصول القطن تراجع كبير وعزوف غالبية المزارعين عن زراعته في أراضيهم بعد تعرضهم لخسارة في الموسم الماضي بعد تدنى سعر محصول القطن الذي لم يتجاوز ٤٥٠دولار للطن الواحد نتيجة استغلال التجار لعملية تسويق المحصول وحاجة المزارعين بالإضافة لخسارتهم بمحصول الذرة الصفراء الموسم الماضي التي لم يتجاوز سعرها ١٧٠ دولار للطن الواحد.

وأضاف الحسين: في كل عام أقوم بزراعة قرابة ٧٠دونم من الأرض التي أمتلكها لكن لهذا العام اقتصرت زراعة إلى ١٥ دونم فقط من محصول القطن وذاللك نظرا للتكاليف المرتفعة التي يحتاجها زراعة محصول القطن م بذور وأسمدة ويد عاملة ومكافحة مستمرة بالأدوية الزراعية.

ومن جانبه بين المزارع طه العجاوي بأنه بدأ والاستعاضة عن زراعة محصول القطن بمحاصيل زراعية أخرى أقل تكلفة من محصول القطن مثل زراعة السمسم وجبس البزر والخضروات التي يمكن تسويقها في الأسواق المحلية وبعض أنواع المراعي مثل والجلبان والبرسيم، وكل هذا في سبيل الهرب من استحكام التجار وتحقيق هامش ربح ولو بشكل قليل.

وطالب كل من الحسين والعجاوي من لجنة الزراعة في الإدارة الذاتية بوضع خطط زراعية مناسبة بحيث تحقق توازن في زراعة المحاصيل وتنوعها وضبط الأسواق السوداء ومنع استغلال التجار المحاصيل الزراعية وعمليات التسويق وذلك ليستمر المزارعين بالعمل الزراعي وتأمين مستلزمات الزراعة بأسعار منافسة ومشجعة للمزارعين.