لكل السوريين

في السويداء.. اجتماعات.. ومحاولات لنزع فتيل الأزمة

بحضور “أولياء الدم” من أهالي الضحايا الذين سقطوا خلال اشتباكات أبناء المحافظة مع اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس، عقد اجتماع في دار الزعامة التقليدية ببلدة عرى جنوب غرب السويداء، للتباحث بشأن الأحداث التي شهدتها بلدة القريّا مؤخراً، والتوتر الناتج عنها، والعمل على توحيد الجهود والموقف في مواجهة تعنت اللواء، ورفضه الانسحاب من أراضي البلدة.

وضم الاجتماع لجنة من أهالي بلدة القريّا، وممثلين عن حركة رجال الكرامة التي تعد أبرز التشكيلات المحلية المسلحة، وبعض الفعاليات الاجتماعية بالمحافظة.

وأجمع الحاضرون خلاله على عدم عقد أي مفاوضات أو تشكيل أي لجان للتفاوض، أو الحديث عن الصلح، قبل انسحاب مسلحي اللواء من أراضي بلدة القريّا، مؤكدين أنه لا مساومة على “دماء الشهداء” التي بذلت في سبيل استعادة الأرض.

وأكد المجتمعون أن الخلاف ليس مع أهالي محافظة درعا الذين تربطهم علاقات تاريخية بأهالي السويداء، إنما مع اللواء الثامن، وقائده المدعو أحمد العودة باعتباره المسؤول عن تفاقم النزاع، والتمادي بعدم الانسحاب من الأراضي التي يحتلها في بلدة القريّا.

وفوض الحاضرون الزعيم التقليدي لؤي الاطرش بالتباحث مع أي جهة من درعا تتواصل معه بهدف إنهاء حالة التوتر واحتلال أراضي البلدة.

مباحثات عقيمة

وكانت عدة لقاءات واجتماعات قد تمت بين شخصيات من درعا والسويداء، خلال الأسابيع الماضية، بهدف البحث عن حلول لتفادي نشوب أي نزاع جديد في المنطقة، أحدها كان في بلدة بصر الحرير، وأخر في مدينة بصرى الشام، كما تمت مفاوضات غير مباشرة بين شخصيات من السويداء، ومتزعمي الفيلق الخامس.

إلا أن هذه الاجتماعات والمفاوضات لم تحقق أي نتائج تذكر، حيث تصر الجهات الفاعلة في محافظة السويداء على انسحاب مسلحي اللواء من أراضي القريّا قبل الحديث عن أي حل، فيما يقدم قائد اللواء الثامن أحمد العودة وعوداً بالانسحاب بشروط تؤسس، في حال تنفيذها، لخلق نزاعات جديدة في المنطقة، واستمرار حالة التوتر فيها.

اشتباكات دامية.. وتعهدات دون تنفيذ

حاولت فصائل محلية من السويداء أواخر شهر أيلول الماضي، استرداد الأراضي التي توغل فيها اللواء الثامن سابقاً، فاندلعت مواجهات بين الجانبين راح ضحيتها 17 مواطناً، وعشرات الجرحى من الفصائل، كما حدثت خسائر بشرية في صفوف اللواء.

ورغم تعهد مسؤولين من السلطات السورية بسحب الفيلق الخامس التابع للجيش السوري والمدعوم من روسيا، من أراضي بلدة القريّا، وإحلال فرقة عسكرية أخرى مكانه، ونشر وحدات من الجيش والقوى الأمنية جنوب غربي محافظة السويداء، ووضع حواجز عسكرية على الحد الفاصل بينها وبين درعا في المنطقة، إلا أن كل ذلك بقي حبراً على ورق.

واكتفت هذه السلطات بتعزيز مواقعها في المنطقة، دون نشر أي نقاط جديدة، ولا تزال نقاط الفيلق منتشرة بعمق 3 كم ضمن أراضي بلدة القريّا.

تقرير/ لطفي توفيق