لكل السوريين

محافظة درعا.. بين الخسائر والظلام

يعاني أهالي محافظة درعا من أزمة كهرباء حادة، إذ وصلت ساعات قطع التيار الكهربائي إلى 22 ساعة في مناطق مختلفة من بلداتها وقراها، وليست أزمة نقص المحروقات أقل وطأة على أهالي المحافظة من أزمة الكهرباء، مما تسبب بشلل شبه كامل للحياة فيها، حيث تزايدت ساعات التقنين فيها مع دخول فصل الشتاء وانخفضت واردات النفط إليها.

وتراجعت مستويات التغذية الكهربائية في عموم المحافظة لدرجة كبيرة تجاوزت حدود ساعات التقنين المعتادة، ووصلت في مناطق عديدة في أريافها إلى أكثر من تسع ساعات قطع مقابل ساعة وصل واحدة، وفي مناطق اخرى بلغت خمس ساعات قطع مقابل ساعة وصل واحدة، وغالباً ما تتخلل هذه الساعة عدة انقطاعات متتالية وبشكل عشوائي.

مما دفع أحد المواطنين إلى الصراخ “لا يوجد لدينا غاز وزوجتي تنتظر مجيء الكهرباء لتطهو الطعام، وأولادي لا يستطيعون انتظار مجيء الكهرباء حتى ساعات المساء أو ساعات متأخرة من الليل”.

خسائر أو ظلام

كبّدت أزمة الكهرباء أهالي المحافظة الكثير من الأعباء المالية الإضافية، من تلف الأجهزة الكهربائية بسبب انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، وعودته بشكل سريع ومفاجئ.

مما يضطرهم إلى شراء بطاريات للإنارة بشكل دائم، وخلال فترة زمنية وجيزة تتعرض البطاريات الجديدة  للتلف، لأنها تحتاج الى الشحن الدائم مما يضطرهم إلى استبدالها بين الحين والآخر،

ولا تساعد الأوضاع المعيشية السيئة التي تعاني منها أغلب الأسر على شراء بطاريات الانارة وقد ارتفعت أسعارها في الآونة الأخيرة حتى بات المواطن يعجز عن شرائها، ويجد نفسه أمام خيار آخر وهو تحمل الظلام أو الإنارة المنخفضة خلال ساعات الليل بما يؤذي العيون ويرهق الأعصاب، ويدفع العديد من الأسر للعودة إلى استخدام الشموع للإنارة، والاعتماد على ضوء الجوالات ليتمكن الطلاب من إنجاز واجباتهم المدرسية، بسبب عدم قدرة تلك العائلات على شراء البطاريات الجيدة التي حلّقت أسعارها فوق إمكانياتهم.

أزمة الحرف والمهن

فاقمت ازمة الكهرباء من معاناة أصحاب الحرف والمهن المختلفة، وأدت إلى توقف الكثير منهم عن العمل، وزاد من معاناتهم نقص المحروقات التي تعتبر بديلاً لا يمكن الاستغناء عنه لتشغيل المولدات اللازمة للعمل، وارتفاع أسعارها بشكل جنوني، مما يسبب لهم خسائر كبيرة.

وفي مدينة داعل بريف المحافظة الأوسط، توقف الفرن عن العمل، وذكر مصدر من المدينة أن القائمين على العمل فيه صنعوا كمية قليلة من الخبز، وتوقفوا بعد أن نفدت كمية المازوت.

في حين تتكاثر التأكيدات الحكومية بأن نقص المحروقات لن ينعكس على رغيف الخبز، وأن الأفران ستحصل على حصتها المدعومة منه.

بينما يستمر انقطاع المازوت المدعوم وربما بشكل نهائي، ويستمر ارتفاع أسعاره في السوق السوداء، وتستمر الحكومة برفع أسعاره بدلاً من توفيره.