لكل السوريين

لارتفاع المحروقات وندرتها.. أزمة نقل في وسط البلاد و”التكسي بالحسرة

تشهد المحافظات السورية عموماً أزمات في مختلف قطاعات الحياة، بسبب المحروقات والكهرباء، حيث ارتفعت أسعار المحروقات لأرقام خيالية وانعكست بالسلب على مناح الحياة.

وتشهد مناطق سيطرة الحكومة السورية أزمات مركبة، فشلت حكوماته المتعاقبة في إيجاد أي حلول لها، متسببة بمفاقمتها وزيادة أبعادها المأساوية على السكان الذين لا يجدون ما يطعمون أطفالهم.

لم يعد ركوب التكسي الصفراء في مناطق وسط سوريا أمراً سهل المنال على الملايين من المواطنين، وقلما تجد سيارة تكسي فيها ركاب، على العكس تماماً يبحث السائقون عن أي راكب وقد لا يجدون 5 أو ستة في اليوم كله.

وتعاني المحافظات السورية من أزمة وقود خانقة، يتخللها انقطاع طويل للتيار الكهربائي، حيث تغرق البلاد في ظلام دامس بصورة شبه مستمرة، حيث تصل الكهرباء إلى مدينتي حمص وحماة لمدة 15 دقيقة في اليوم الواحد وقد لا تصل في مناطق أخرى، في وقت تكون الكهرباء فيه.

وتسبب نقص مادة البنزين، المادة المشغلة لمعظم السيارات في سوريا، بخلوّ الطرقات الرئيسية من حركة المرور، وازدهرت السوق السوداء التي تُباع فيها المحروقات المسروقة بخمسة أضعاف على الأقل.

كل ذلك انعكس على سوق التكسي، التي تعود بالدخل على الكثير من العائلات السورية، فقد يصل عدد من يعمل على سيارة تكسي واحدة إلى سائقين أو ثلاثة أحياناً لمدة 24 ساعة.

في الوقت الحالي، لا يتم تشغيل معظم سيارات التكسي في حمص وحماة لأنها ستخسر ويضطر السائق المالك أو السائق العامل على نسبة من الأرباح أن يدفع من جيبه لتعويض الخسائر.

يقول سائقو تكاسي أن الوضع الاقتصادي لا يسمح بأن نخسر أيضاً، فنحن في الأساس ندفع تكاليف يومية زائدة عن طاقتنا بسبب الغلاء الفاحش وارتفاع أسعار كل شيء حتى الهواء.

وفي السابق كانت السيارة تعيل عائلتين على الأقل، وأحياناً أكثر، حالياً لا يمكن أن تكفي عائلة واحدة فقط، لأن خروجها إلى الطريق يعني صرف البنزين الموجود فيها ومع عدم وجود ركاب سنعود بالخسارة ليلاً.

مع أن التكاسي بدأت العمل كسرافيس نقل لعدة أشخاص وليس كما كانت في السابق مقتصرة على عدة ركاب، بسبب غلاء الأجرة بسبب ارتفاع أسعار الوقود في السوق السوداء.

ويبدأ سعر الراكب بالتكسي كسرفيس في حماة بحسب المسافة ولكن بما لا يقل عن 5 آلاف ليرة سورية، ويصل إلى 10 آلاف ليرة سورية في حال كانت التوصيلة بعيدة.

أما أجرة التكسي لطلب خاص فتكون بحسب المكان الذي يريد الذهاب إليه، وقد يصل إلى 35 ألف ليرة، كما بات سائقو التكاسي يلمسون عزوفاً شعبياً واسعاً عن ركوب التكسي بشكل عامي، وأصبح من النادر أن يركب الشخص التكسي لوحده، طالباً من السائق أن يكون التكسي لنقل عدة أشخاص سواء عبر انتظار ركاب أو بركوب آخرين في الطريق إلى المكان الذي يريده.

ويبدأ سعر ليتر البنزين في السوق السوداء بحمص وحماة من 13 ألف ليرة وقد يصل إلى 20 ألف ليرة، ما يجعل أي خط توصيل مهما قل عدد كيلومتراته مكلفاً جداً.