لكل السوريين

معاناة يومية للظفر بخدمة … البطاقة الذكية

حماة_ افترش المئات من المراجعين من سكان مدينة “حماة” الأرض أمام أحد مراكز بانتظار دورهم للحصول على خدمة البطاقة الذكية التي تمنحها شركة تكامل للمواطنين ليتمكنوا من استلامهم للمواد التموينية التي حددت الحكومة آلية الحصول على مخصصاتهم منها عبر البطاقة الذكية ومنها المازوت والبنزين والغاز والمواد التموينية الأخرى.

إذ فاقت شهرة البطاقة الذكية في الفترة الحالية أي شيء آخر لدى المواطنين، حيث بدأ المشروع يتمدد ليشمل كل شيء في الحياة اليومية والمعيشية لديهم.

فقد تكون فكرة البطاقة الذكية بحد ذاتها جيدة، وقد تحقق نوعاً ما من عدالة التوزيع ولكن… العبرة بالتطبيق، فهل يعلم المعنيون بهذا الاختراع مقدار المعاناة التي يتكبدها المواطنون ليظفروا بتلك الخدمة؟؟

فالمشاهد اليومية من أمام المركز تُظهر الأعداد الكبيرة من المواطنين من مختلف الأعمار والفئات من النساء والشباب وكبار السن الذين يقضون ساعات الانتظار الطويلة أمام باب النافذة والتي تبدأ من الساعة السادسة صباحاً وحتى الثالثة عصراً وتستمر هذه الحالة لأيام وذلك يعود للموظفين العاملين في المركز دون أن يكون هناك أي تدخل من المعنين في محافظة حماة الذي اقتصر دورهم على زيارة المركز فقط دون معالجة المشكلة، في ظل قلة عدد المراكز المخصصة لإصدارها، وامتيازها بالضيق الذي لا يستطيع استيعاب الازدحام الكبير الحاصل فيها، ليدفع المواطن الثمن من وقته وعذابه.

فيما أبدى العديد من المراجعين أسفهم على ما يعانون منه مبينين أن الوضع صعب جداً ومطالبين في الوقت نفسه بوضع حل للزحمة والفوضى والانتظار الطويل والأصعب أنه بعد ساعات الانتظار يقول الموظفون “خلص التسجيل” لتعود رحلة الانتظار في يوم ثاني من جديد.

فوضى واستخفاف بالناس هو ما عبر به أحد المراجعين عن رؤيته للوضع الذي يعاني منه المواطنين أمام باب المركز متسائلاً لماذا لا يتم اعتماد نظام حجز مسبق للدور على الانترنت، أو على الأقل إعطاء بطاقات مرقمة في المركز منذ الصباح، وعندها يستطيع المواطن المغادرة لفترة يقدرها بنفسه والعودة لتقديم أوراقه بأقل ما يمكن من الانتظار.

في حين أن الحل وحسب رأي عدد من المواطنين بأن يتم فرز البطاقات الخاصة بالمواد التموينية والتعديلات على الأسرة من الربط الشبكي مع مديرية الشؤون المدينة وفيما يتعلق ببطاقات السيارات من خلال الربط الشبكي مع مديرية النقل وبذلك يخفف من أعباء المواطنين والورقيات التي ترهق جيوب المواطنين وسفرهم.

يشار إلى أن البطاقة الذكية ومنذ لحظة إقرارها تسبب الكثير من المعاناة في حياة السوريين الذين أصبحوا يظنون أنه تم اختراعها لتزيد من معاناتهم خاصة وأن البطاقة الذكية “ذكية من حيث التقنية” لكنها ماتزال تعاني من التطبيق الذي يصفه بعض المواطنين بغير “الذكي”.

                                                                                                       حكمت أسود