لكل السوريين

اسعارالفروج بين عزوف بعض المربين عن الصنعة والصعوبات التي تعترضهم باللاذقية

اللاذقية/ سلاف العلي 

 

قفزت أسعار الفروج في أسواق اللاذقية الى 11000 ليرة سورية للكلغ الواحد، واشتكى المواطنون من هذا الارتفاع وضعف القدرة الشرائية أمام تسعيرة التجار التي لا ترحم، فقامت المؤسسة السورية للتجارة – فرع اللاذقية بطرح الفروج الكامل المجمد في صالاتها بسعر 8900 ليرة سورية للكيلو، وبناء على بيان المؤسسة فان هذه الخطوة تأتي للحد من ارتفاع الأسعار في الأسواق، وتأمين المادة للمواطنين بمواصفة جيدة وسعر مخفض مشيرة إلى توافر تشكيلة واسعة من أجزاء الفروج حسب رغبة المستهلك واللحوم الحمراء في صالات البيع المباشر.

طلال أبو ليث وهو احد المربين الكبار للدجاج ولديه أربعة مداجن مع شركاء كما قال لنا, وهو من الزوبة بريف اللاذقية, واخبرنا ما يلي: ان موجة الحر اثرت بشكل فظيع على قطاع الدواجن وخسنا خسائر كبيرة جدا, حيث نفق اكثر 35% من الطيور خلال أيام، وترافقت هذه مع عدد من المشكلات المزمنة  التي تتعلق بارتفاع تكاليف الإنتاج , وكنا قد طالبنا الجهات المعنية لدراسة الكلف الحقيقية للمنتجين خاصة بعد ارتفاع حجم الوفيات بنسب كبيرة للقطاعين العام والأكثر للخاص.

وحدثنا أبو غانم احد المربين في قرية البهلولية بريف اللاذقية , وهو مهندس زراعي , حيث قال:  أن ارتفاع الأسعار طرأ على جميع المواد الغذائية ، وبعد ارتفاع أسعار البنزين ارتفعت الكلف إلى حدود10% خلال أيام ,أن العاملين بقطاع الدواجن باللاذقية حسب البيانات الحكومية يبلغ حوالي 22% بالمئة من سكان اللاذقية، والمشكلة أن وزارة التجارة الداخلية السورية لا تحرك ساكنا بهذا المجال سوى الوعود بتأمين الاعلاف والمحروقات وغيرها, وخرج قسم كبير من مربي الدواجن والبياض بعد إخفاق الوعود ، فالمربون يتعرضون لخسائر والرساميل تتآكل يوما بعد يوم لأن تربية الدواجن وتجارة البيض تجارة ضعيفة بسبب ارتفاع أسعار العلف، فالصويا مثلا ارتفعت خلال أيام إلى 300 ليرة سورية للكلغ الواحد.

أبو مريم مربي للدواجن ولديه مدجنة كبيرة في قرية بنجارو بريف جبلة، تكلم الينا بعصبية شديدة، ونلخص كلامه كالتالي:  أن اكثر من 35% من الدواجن ماتت ونفقت، وحتى الفروج الحي نزل من وزنه ما يقارب ال300 الى400 غرام بسبب موجة الحر، وأن هذه الكمية من الطيور التي انخفض وزنها تخسر وتباع بنصف سعرها، إضافة إلى أن الهنكارات والمداجن التي تعيش فيها الدواجن ليست مجهزة بالكهرباء والمحروقات، الأمر الذي ساهم بخروج أعداد كبيرة من المنتجين عن العمل، نحتاج إلى قرارات منصفة ودعم أكبر لهذه القطاع لاستمرار العمل .

أبو مكسيم  مهندس زراعي واحد مربي الدواجن في قرية بيت عانا في ريف اللاذقية, ومعروف قال لنا  مضيفا الى ما ورد سابقا: أنه بسبب الحر وارتفاع أسعار العلف امتنعت المؤسسة العامة للأعلاف عن بيع الذرة الصفراء والصويا ومنذ ستة أشهر لم نستلم المقنن العلفي في اللاذقية وريفها, حيث أن المقنن لا يشكل إلا رقما زهيدا ولا يحمل شيئا من الخسارة التي تلحق بقطاع الدواجن،وأن الكميات التي توزع على مدار ستة أشهر لا تكفي الطير 6أيام، وان 80% من الفروج مستورد والذرة والصويا والإمايات واللقاحات ,الأمر الذي يتطلب ضرورة ضبط سعر العلف الذي يرتفع في سورية من دون رقيب أو حسيب وبنسبة كبيرة عن دول الجوار.

المربي قاسم , في قرية البودي بريف اللاذقية, قال لنا : المربي وبكل هدوء “انخرب بيته” والمستورد هو المسيطر على الأسواق وارتفاع التكاليف يسهم برفع الأسعار والمربي هو الحلقة الأضعف ومتهم بأنه السبب في ارتفاع الأسعار، بينما الحقيقة أن بعض المستوردين يجب محاسبتهم، وإلا فإننا أمام كارثة تتعرض لها قطاع الدواجن, ومن الصعب تعويضها وعلى الجهات المعنية إنقاذ هذا القطاع من الانهيار, وحماية القطاع ضرورية اليوم وخسارتنا كبيرة, يتم تمويل المستورد بالقطع الأجنبي في الوقت الذي تباع فيه الأعلاف على أسعار السوق السوداء, أكثر من نصف المربين عن تربية الفروج تركوا هذه المصلحة، ما أدى إلى إغلاق ما يزيد على 50% من المداجن بعد الخسارات المتتالية التي تلقاها أصحابها، إنه منذ أربعة أشهر وأصحاب المداجن يخسرون ماديا بسبب انخفاض سعر مبيع الفروج إلى أقل من سعر التكلفة, وأضاف أن موجة الحر التي شهدتها المحافظة خلال الفترة الأخيرة، أدت إلى نفوق “أعداد كبيرة” من الفروج مع انقطاع الكهرباء ونقص المحروقات، وهو ما تسبب بدوره بخسارات إضافية للمربين من جهة وانخفاض كميات الإنتاج من جهة أخرى.

السيد الفاضل أبو جعفر، وهو احد المربين للدواجن ومعروف بالمنطقة جيدا بانه سيد محترم، وهو منطقة بسطوير بريف جبلة , اخبرنا زيادة على ما ورد ما يلي: لقد ارتفعت تكلفة إنتاج الفروج بعد ارتفاع سعر الأعلاف مؤخرا، حيث وصل سعر الكيلو إلى نحو 3350 ليرة سورية، لتتجاوز تكلفة إنتاج كيلو الفروج من أرض المدجنة 8600 ليرة سورية، كما دفعت موجة الحر المربين إلى بيع الفروج بوزن كيلوغرامين بدلا من بيعه بعمر 40 يوما ووزن 2.5 كيلوغرام, ارتفع حاليا سعر كيلو الفروج الحي بنسبة تتراوح بين 30 و40%، مقارنة بسعره خلال الأشهر الماضية، كما انخفضت كميات الإنتاج إلى نحو 40%،  وبالتأكيد سيواصل الفروج ارتفاع أسعاره خلال الفترة المقبلة، وخاصة مع غياب دعم مربي الدواجن بـ”مقنن علفي” الكامل وليس المجزأ، إضافة إلى عدم توفير الطاقة والمحروقات حتى تنخفض تكلفة إنتاج الفروج وبالتالي انخفاض سعره في الأسواق.

الطبيب البيطري حسام في جبلة، أشار الينا الى نقطة مهمة جدا تتعلق بدخول كميات كبيرة من الفروج الحي والمجمد وبيض التفقيس والصيصان عن طريق مهربين وبعض تجار الفروج والصوص في محافظة حلب، ويتم توزيعه إلى الأسواق المحلية في اللاذقية , بأسعار رخيصة تنافس المنتج المحلي بغرض تخريب قطاع تربية الدواجن وتدميره, ومن الضروري معالجة هذا الامرالخطير بما يمثل خطرا على الصحة العامة وعلى قطاع الدواجن.