لكل السوريين

الألغام.. سلاح خفي يفتك بحياة المدنيين ومواشيهم بريف حمص

حمص/ بسام الحمد 

لا تنحصر مأساة السوريين المستمرة منذ ربيع عام 2011، في حدود القصف والتهجير نتيجة الأعمال الحربية، بل تجلّى أخيراً بُعدٌ آخر لهذه المأساة، تمثل في الألغام التي زرعتها أطراف الصراع خلال سنوات عديدة، وبدأت بحصد أرواح السوريين من عسكريين ومدنيين.

 

ويشكل هذا البعد خطراً داهماً، وتحدياً كبيراً يواجه الشعب السوري لسنوات مقبلة وخاصة في ريف حمص الشرقي الذي شهد الكثير من الاشتباكات وخضوعه لسيطرة عدة فصائل و أخطرها  داعش، والذي زرع ما يلتهم حياة المدنيين، وهو الألغام والذي وصفه الكثير بأنهم جنود سيقاتلون المدنيين ويسلب أرواحهم ووقع نتيجتها الكثير من الضحايا من مدنيين وحتى المواشي.

 

وحذرت الأمم المتحدة العام الماضي من أن حياة أكثر من 10 ملايين سوري مهددة بالخطر بسبب وجودهم في مناطق “ملوثة بالألغام”، وطالبت أطراف النزاع في سورية بالسماح بإزالة مخلفات الحرب من المتفجرات، وضمان احترام وسلامة العاملين في المجال الإنساني، المسؤولين عن إزالة الألغام.

 

وارتفع، خلال العامين الماضي والحالي، عدد الضحايا من مدنيين وعسكريين من مختلف أطراف الصراع في سورية نتيجة الألغام التي زرعتها هذه الأطراف في عموم الجغرافيا السورية، منذ اشتداد المواجهات العسكرية في البلاد.

 

وتتم عملية كشف الألغام “تتم بطرق عدة، منها أجهزة خاصة بالكشف والتفكيك، أو تفجير حقول الألغام بواسطة المتفجرات، أو استخدام مساحات الألغام التي تركب على الدبابات والعربات القتالية لتقوم بتفجير الألغام قبل وصول الآلية إليها”.

 

كما يعد تنظيم داعش الإرهابي الذي سيطر على نحو نصف مساحة سورية خلال العامين 2014 و2015 من الأطراف التي استخدمت سلاح الألغام لتحصين المناطق التي كان يسيطر عليها ويستخدم الألغام لإعاقة أي قوات تهاجمه، وأصبحت هذه الألغام آلة حرب جديدة أضرت بأهالي ريف حمص الشرقي ومواشيهم.

 

وتعتبر الألغام من الأسلحة الفتاكة التي استخدمها داعش ضد القوات التي تواجهه، كما استخدمها انتقاما من المدنيين بعد طرده من مناطقه، ولم تسلم مناطق ريف حمص الشرقي من ألغام داعش وهجماته بين الحين والآخر ويعتبر أمثر المتضررين رعاة الأغنام وحتى أغنامهم واستهدافه المتكرر لحافلات الجيش ويتخذ في ذلك بادية حمص غرفة عمليات لهجماته بسبب اتساعها وطبيعتها.

 

كما تعتبر الألغام الخطر الأكبر الذي يصيب الأطفال، وتطالب منظمة اليونيسف بشكل متكرر أطراف الصراع في سوريا، بتحديد مواقع الألغام، وتوفير معدات للجهات التي تعمل على إزالة الألغام، وإزالة هذا الخطر يحتاج إلى تكاتف جهود كلّ الجهات المعنية، وتقع مسألة إزالة الألغام في مقدمة التحديات التي تواجه السوريين خلال سنوات طويلة مقبلة، بسبب غياب الخرائط التي توضح مواقع هذه الألغام، والتي تعد قنابل موقوتة تهدد أجيالاً مقبلة، ومعالجة ملف الألغام، يبدأ من معرفة أماكنها، وتوفير الدعم الكافي لإزالتها، وبحسب مختصين أن هذا الملف معقد ويحتاج وقت وجهود كبيرين.